نعم ... أنها زعامات تتساقط وزعامات أخرى ستسقط حتما,, زعامات تتساقط على أيدي شعوبها وليس على أيدي قوى غازية أجنبية , " كما حدث لعراق الشهيد صدام حسين " لقد بدا واضحا وجليا للعالم بان الشعوب العربية قد فاقت اليوم من سبات نوم عميق , فاقت لتطلق صيحاتها المتوالية والمنادية برحيل كل الأصنام العربية من الحكم , تلك الصيحات التي أتت ثمارها , وجعلت الكثير من القوى المؤثرة عالميا تعيد حساباتها وتعاملها مع الشعوب العربية. لقد سقط نظام الطاغية ابن علي ليكون الأول وليس الوحيد الذي يسقطه شعبة ويرغمه على الرحيل , وهناك نظام الطاغية مبارك الآخر الذي لا يزال يراوح مكانة , نتيجة لمطالب الشعب له بالرحيل الفوري .
وبعد صمت دام أربعة أيام من انتفاضة الشعب المصري ظهر مبارك أمام شعبة ولا يبدو علية أي من علامات الضعف والتعاطف مع شعبة كما ظهر علية الرئيس بن علي , وأدلى ببيان أقال فيه الحكومة متجاهلا مطالب وتطلعات المصريين مما اعتبروه اهانة وتعسفا بحق كل مواطن مصري , ومع ذالك فالشارع لم يفقد الأمل فرد من خلال الشعارات التي يرفعها ليرفض مضمون ذالك البيان وأصر على المضي قدما حتى يحقق مطالبة المشروعة.
أن مشكلة الزعامات العربية أنها غير منفتحة على شعوبها , ولا تريد تعترف وتقر بأخطائها بحق شعوبها , وهي غبية بتجاهلها للتاريخ الذي يخبرنا عن أن أرادة الشعوب قوة لا تقهر , مهما بلغة قوة الجيش وإحجام وأشكال الأسلحة , لان الشعوب دائما يكون الحق قوتها بينما الأنظمة تكون القوة حقها.
لا نعرف ما الذي يبرر بقاء تلك الزعامات في سدة الحكم على الرغم من طعونها في السن , وبقاءها أطول فترة في الحكم إضافة إلى الفساد والقمع وسلب للثروة وللكرامة الإنسانية لدى مواطنيها الذي اتسمت به أنظمتها , زعامات لم توفر لشعوبها ألا الإحباط ومزيد من الكبت والجوع والمرض والتخلف والترويع .
لقد ضل شارع العربي ملتزم الصمت لكن اليوم انتفض وكسر حاجز ذالك الصمت فخرج مناديا بإسقاط كل الأنظمة العربية وهي تعد سابقة في تاريخ الأمة العربية , وقد استطاع أن يسقط احد أكثر الأنظمة استبدادا وقمعا نظام بن علي , واليوم أصبح على وشك أن يسقط نظام مبارك الذي لا يزال متشبث باسنانة واضافرة بالسلطة , معتقدا بغبائه أن الشعب المصري سيتراجع عن مطالبة ، كرمانا لسواد عيون الرئيس ".
اليوم نشاهد إمامنا نقلة نوعية في المنطقة العربية ,, نشاهد فيها سقوط أنظمة قمعية ووحشية , بداية بسقوط نظامين وزعيمين غير مأسوف عليهما ,, نظامين لا يمكن أن يتحسر ويتألم على غيابهما عن الساحة إلا شيطاني العالم أميركا وإسرائيل " زعيمتي الامبريالية العالمية " .
الأولى تعاون معها نظام بن علي على نفي الإسلاميين والتضييق على ممارسة الشعائر الإسلامية داخل المجتمع التونسي ، والثانية فقد قدم لها نظام مبارك خدمة جلية في مشاركته في قتل الشعب الفلسطيني وخنق قطاع غزة ومعاونتها على تقويض المقاومة. المسئولين في إسرائيل يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا وقلقا مما يمكن أن يحدث بعد رحيل رجلهم المفضل من الحكم , وفي أمريكا بدأت تصريحات مسئوليها متزهزهه , فهي مع حق الشعب في التعبير عن مطالبة وفق ساستها الخارجية , وهي مع بقى نظام حليفها الرئيس مبارك. وأخيرا لا يهمنا تصريحات حكومات العالم , ولكن ما يهمنا هو أن لا تتوقف الثورة في الشوارع المصرية , وإلا ونحن نشاهد اندلاعها في شوارع دولة عربية أخرى , وهكذا حتى نستطيع أن نشاهد عصرا خاليا من أنظمة القمع والفساد والمحسوبية وسلب الثروة والكرامة , حتى نشاهد عصرا يجري فيه إسقاط أنظمة وزعامات عربية غير مأسوف على رحيلها وغيابها عن الوجود ..