تقدم بشكوى فاختطفوه.. مليشيا الحوثي في إب تختطف مواطنا ووالده رغم تعرضه لاعتداء    «كاك بنك» يشارك في المؤتمر المصرفي العربي السنوي 2025 بالقاهرة    محطات الوقود بإب تغلق أبوابها أمام المواطنين تمهيدا لافتعال أزمة جديدة    بيان مهم عن عملية كبرى في عمق الكيان    وجّه ضربة إنتقامية: بن مبارك وضع الرئاسي أمام "أزمة دستورية"    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    للمرة الرابعة ..اليمن يستهدف عمق الكيان مجددا    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    بن بريك والملفات العاجلة    هدف قاتل من لايبزيغ يؤجل احتفالات البايرن بلقب "البوندسليغا"    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    ترحيل 1343 مهاجرا أفريقيا من صعدة    الجوع يفتك بغزة وجيش الاحتلال يستدعي الاحتياط    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    النائب العليمي يبارك لرئيس الحكومة الجديد ويؤكد وقوف مجلس القيادة إلى جانبه    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    التركيبة الخاطئة للرئاسي    أين أنت يا أردوغان..؟؟    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    حكومة بن بريك غير شرعية لمخالفة تكليفها المادة 130 من الدستور    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    اعتبرني مرتزق    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    العدوان الأمريكي يشن 18 غارة على محافظات مأرب وصعدة والحديدة    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    الحقيقة لا غير    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    من يصلح فساد الملح!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة لاستعادة الحياة
نشر في الصحوة نت يوم 10 - 02 - 2011


[email protected]

مساء الاثنين 24 يناير كانت الحياة في الشارع المصري تسير بهدوء اعتيادي مثل غيره من المساءات، كنت بمعية مجموعة من الشباب المصري في مقهى شعبي في وسط البلد، كان هناك حديث عن مظاهرات دعت إليها مجموعة من المنظمات الحقوقية وشباب الفيس بوك والتويتر على صفحات الانترنت، اختلفت الآراء بين شباب مؤيد لتلك الدعوة، وآخرين مشككين في جدواها وأنها لن تختلف عن سابقاتها من التظاهرات التي استطاع النظام قمعها،والسيطرة عليها، كان هناك متحمسون وآخرون متخوفون، خاصة أن الأجهزة الأمنية أعلنت سلسلة من الإجراءات الاحترازية كمنح الموظفين إجازة وإغلاق الجامعات والمعاهد المصرية لمنع التظاهر والتجمع مع تحذير الموظفين من المشاركة في تلك المظاهرات وأنها ستقمع وبقوة المشاركين.
عاشها في القاهرة :
كان المشهد في القاهرة وبقية المدن المصرية مختلفا ومغايرا مع انتصاف يوم الثلاثاء 25 يناير الذي غير وجه مصر للأبد وأصبح علامة فارقة بين مصر فبل 25 يناير وبعده.
خبز- حرية- كرامة إنسانية- ثلاثة مطالب أساسية كانت البداية لشباب ثورة 25 يناير المصرية التي نظمها الشباب المصري في ذكرى يوم الشرطة المصرية،وكانت حركة الاحتجاجات التي دعا لها الشباب المصري الناشط عبر شبكة الانترنت خاصة عبر موقعي الفيس بوك والتويتر وآلاف المدونات عبر بذل جهود كبيرة لشباب 6 ابريل وكلنا خالد سعيد بالإضافة ل17 جهة من القوى السياسية والأحزاب السياسية المصرية جميعها دعت إلى المشاركة في مظاهرة 25 تحت شعار (حرية- عدالة- مواطنة)
قامت تلك القوى بحشد الشباب المصري وإدارة نقاشات واسعة عبر المواقع الاجتماعية لتنظيم تلك الاحتجاجات التي كانت تدعو في بدايتها لمحاسبة قيادات الشرطة والأمن على الانتهاكات والتعامل الوحشي لأفراد الشرطة ضد المواطنين وقمع وملاحقة الشباب والناشطين في مجال حقوق الإنسان وقتل وملاحقة عدد من الشباب والمدونين المصرين والذي من أبرزهم سيد بلال، والمدون المصري خالد سعيد الذي قتل بوحشية وبدم بارد في مدينة الإسكندرية من قبل عناصر تابعة لأجهزة الأمن التي حاولت تلفيق عدد من التهم للمدون خالد سعيد.
استجاب لدعوة الشباب عدد كبير من طلاب الجامعات والشباب العاطل عن العامل من خريجي الجامعات وأعضاء النقابات المهنية وبعض التيارات السياسية وناشطين حقوقيين وصحفيين وفنانين في معظم المحافظات المصرية ووزع شباب الفيس بوك عبر صفحاتهم الشخصية وصفحات المجموعات والتي من ضمنها صفحة شباب 25 يناير وعشرات الصفحات الأخرى إرشادات حول أماكن التجمعات والاحتجاجات والشعارات الاحتجاجية ومطالب المحتجين وطريقة التعامل مع رجال الشرطة مع التأكيد على أهمية الانضباط وعدم الانجرار للعنف أو استفزازات رجال الأمن، بالإضافة لسلسلة من النصائح حول استخدام وسائل وقائية تحسبا لقيام الشرطة باستخدام العنف والغازات المسيلة للدموع، حيث طلبوا من الشباب استخدام البصل والخل ومشروب البيبسي للوقاية من تلك الغازات.
الأجهزة الأمنية كانت متابعة لتلك النشاطات والتحركات للشباب على المواقع الاجتماعية، فبادرت في الساعات الأولى ليوم الثلاثاء بنشر أعداد كبيرة من رجال الأمن والحواجز الأمنية والمدرعات في أحياء القاهرة، وفي ميدان التحرير تحديدا تم نصب الحواجز فيه وفي الشوارع المؤدية إليه بشكل كبير، وخلال تجولي في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء مع مجموعة من الأصدقاء المصريين وتحديدا في الساعة الثالثة صباحا لاحظت الانتشار الكثيف للجنود والحواجز وأخبرني أولئك الشباب أن تلك القوات ليست سوى البداية فقط وأن أعدادا كبيرة ستنزل للشارع مع بزوغ شمس يوم الثلاثاء 25 يناير، وهو فعلا ما حدث.
في منتصف يوم الثلاثاء كانت القاهرة قد تحولت لثكنة عسكرية وأقفلت قوات الأمن كل الشوارع المؤدية لميدان التحرير وبدأت قوات الأمن في منع وصول المحتجين لميدان التحرير مع السماح لكل مجموعة بالاحتجاج في المنطقة التي توجد فيها وتطويقها بأعداد ضخمة من رجال الأمن تفوق إعداد المحتجين، وسمحت تلك القوات للراغبين من المواطنين بالانضمام للمظاهرة داخل الطوق الأمني المفروض مع منعهم من التواجد خارج الطوق الأمني وبعد حوالي ثلاث ساعات بدأت قوات الأمن بإغلاق الشوارع التي يتواجد فيها المحتجون ولم تسمح لأي من المحتجين بمغادرة موقع الاحتجاج نهائيا، رغبة منها في إحداث ضغط نفسي وإرعاب المحتجين عبر الزج بتعزيزات ضخمة من المجندين لاماكن الاحتجاجات.
كانت الشرارة الأولى حدثت عندما استخدمت قوات الأمن القوة لتفريق المتظاهرين في مدينة السويس والإسكندرية وميدان التحرير وسيناء وقد استخدمت تلك القوات الرصاص الحي ضد المحتجين وأطلقت الغازات المسيلة للدموع وحاولت فض تلك التجمعات السلمية وقد سقط يوم الثلاثاء عدد من الجرحى والقتلى واستمرت الاحتجاجات والمحتجين صامدين حتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء وانتهى الثلاثاء بعد إحراق عدد من السيارات التابعة للأمن في مدينة السويس وميدان التحرير.
وسقط عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين وأعلن المحتجون أنهم سيبيتون في ميدان التحرير ويواصلون احتجاجهم وأعلنت وزارة الداخلية إنها لن تسمح بخروج أي مظاهرات في ميدان التحرير أو أي مكان آخر وأنها ستستخدم القوة لفض تلك المظاهرات لكن تلك التهديدات لم تمنع الشباب المصري من البقاء في ميدان التحرير ومناطق أخرى في القاهرة والمحافظات الأخرى.
واعتقلت قوات الأمن مئات الشباب الناشطين ونقلت المصابين في المظاهرات من المستشفيات إلى مديرية الأمن.
استمر الشباب المصري في التظاهر بقوة في القاهرة وبقية المدن حينها قرر الجميع حركة الإخوان المسلمين والأحزاب المصرية الأخرى والشخصيات السياسية المعارضة الدخول بشكل علني في تلك المظاهرات وهو ما حدث عندما أعلن محمد البرادعي عن اعتزامه للعودة لمصر للمشاركة في مظاهرات جمعة الغضب ودعوة قيادات في جماعة الإخوان لأعضائها بالمشاركة القوية في فعاليات جمعة الغضب التي دعا لها الشباب في مختلف المحافظات المصرية للمطالبة بإسقاط النظام وتقديم المسئولين في وزارة الداخلية والحزب الوطني للمحاكمة جراء القمع الشديد للمتظاهرين في الأيام السابقة.

جمعة الغضب
رغم العنف الذي وجه به الشباب المصري في مختلف المحافظات المصرية خلال الثلاثة الأيام الماضية ظهر جليا أن ذلك القمع والعنف المفرط من قبل قوات الأمن في مواجهة الشباب الذين كانوا يؤكدون خلال تظاهراتهم أنها تظاهرات سلمية وأن مطالبهم هي حقوقية بالدرجة الأولى، أسهم ذلك العنف والتعامل الوحشي في رفع مستوى التذمر الشعبي والتعاطف مع شباب 25 يناير واستجابة كبيرة لدعوة الشباب للمشاركة في جمعة الغضب، والتي ارتفع خلالها سقف المطالب السابقة للمشاركين في مظاهرات الثلاثاء 25 يناير من المطالبة بمحاسبة الأجهزة الأمنية إلى المطالبة بإسقاط النظام ورموز الحزب الوطني وحكومة رجال الأعمال، وزارة الداخلية المصرية استنفرت جل قواتها استعدادا للمواجهات مع أعداد المتظاهرين الذين تم تحديد انطلاقهم من جميع مساجد مصر، وأحاطت قوات الأمن ووحدات مكافحة الشغب و الإرهاب بالمساجد والساحات العامة، وفور انتهاء صلاة الجمعة قامت قوات الأمن بإطلاق القنابل الدخانية والقنابل المسيلة للدموع على جموع المصلين الخارجين من المساجد مما أدى لاختناق وإصابة عدد من المصلين، ذلك الإجراء أجج صدور المصلين وجعلهم يبدؤون في رمي قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الفارغة وشهدت مناطق مختلفة في القاهرة والجيزة مواجهات عنيفة نجم عنها سقوط عدد من القتلى بالرصاص الحي وإحراق عدد من سيارات الشرطة وانتقلت تلك العدوى لبقية المدن المصرية حيث استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع واعتقلت المئات إلا أن تلك الإجراءات لم تفلح في قمع المتظاهرين فقد انكسر حاجز الخوف وشاهدت عدد من الشباب المصري في ميدان التحرير وفي جسر 6 أكتوبر وفي شارع القصر العيني يقفون في مواجهة العربات المصفحة بقوة وثبات على الرغم من دهس تلك العربات لعدد منهم، رفع الشباب المصري اكفهم بالدعاء في مواجهة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، وقيامهم بالصلاة في ميدان التحرير وفي بقية المناطق، كان آلاف الشباب يقومون بأداء الصلاة وسط المواجهات مع رجال الأمن في الشوارع والميادين العامة فور رفع الأذان لإحدى الصلوات، وكانت العربات المدرعة تلقي عليهم القنابل وهم صامدون في صلاتهم.
فشلت الأجهزة الأمنية في قمع المتظاهرين وإعادتهم لمنازلهم بحلول منتصف يوم السبت كما وعد وزير الداخلية المصري حبيب العادلي الرئيس حسني مبارك، الذي قرر الاستعانة بقوات الجيش وإعلان حظر التجوال، وردا على تلك التوجيهات أصدر وزير الداخلية توجيهاته لقوات الأمن بالانسحاب التام وإخلاء أقسام الشرطة وإدارات الأمن، وخاطب الرئيس مبارك قائلا خلي الجيش ينفعك كما ذكرت صحيفة المصري اليوم، وتم إطلاق جميع الموقوفين والبلاطجة في أقسام الشرطة وتسليحهم للقيام بأعمال سلب ونهب واسعة النطاق في عدة مناطق من القاهرة حيث تم نهب البنوك والمحلات التجارية واحرق أكثر من أربعين قسما للشرطة وسادت حالة من الفوضى العارمة والرعب في أوساط السكان خاصة أن الجيش تأخر في النزول للشارع وعندما نزل اكتفى بالتواجد بالقرب من عدد من الوزارات والمصالح الحكومية وميدان التحرير.
وقد كشفت وسائل الإعلام المصرية وثائق تثبت وقوف الأجهزة الأمنية والحزب الوطني وراء تلك الأحداث في محاولة لإخافة المصريين ومقايضتهم بالتراجع عن مطالبهم بإسقاط النظام مقابل قيام أجهزة الأمن بالعودة للشارع وإعادة الأمور إلى نصابها، وأسقط الشعب المصري ذلك المخطط عبر تكفلهم بحماية الشارع المصري وإيقاف عمليات البلطجة عبر تشكيل لجان شعبية في كل الأحياء والمدن المصرية ونجحت تلك اللجان في القبض على عدد من البلطجية والمخربين الذين كان عدد كبير منهم يحملون بطائق وزارة الداخلية المصرية.
وكانت المفارقة المؤلمة التي استمعت إليها خلال لقائي بعدد كبير من المصريين خلال جولة قمت بها صباح يوم الأحد هي صدمة المصريين جراء انسحاب قوات الأمن من الشوارع وإطلاق البلطجية والمجرمين من السجون ومشاركة عدد من أفراد الشرطة في عمليات النهب والسلب وكان لسان الحال يقول حاميها حراميها.
وعلى الرغم من إعلان حظر التجوال فقد استمرت الحياة تسير بشكل شبه طبيعي وتولى شباب الأحياء حفظ الأمن في الشوارع وإقامة حواجز تفتيش بحثا عن بلطجية يحملون أسلحة أو مسروقات.
وقد نجح الشباب في منع أعمال السلب والنهب والتخريب وإتلاف الممتلكات العامة واستطاعوا إقامة حاجز بشري لحماية المتحف المصري من البلاطجة كما قاموا بحماية مستشفى السرطان الذي حاول البلاطجة نهب معداته،بالإضافة لمئات المرافق العامة والممتلكات الخاصة والقوا القبض على مئات المجرمين وتسليمهم لقوات الجيش.
حالة الفوضى التي سادت بشكل مؤقت جراء الانسحاب الغامض لعناصر الأمن انعكست ايجابيا على الشارع المصري الذي رسم صورا رائعة للتلاحم الوطني بين مختلف مكونات الشعب المصري وأعاد الثقة للشخصية المصرية التي مارس النظام المصري ضدها خلال سنوات طويلة ممارسات لكسرها وإذلالها،ونجح المصريون في الحفاظ على الأمن والاستقرار في الشارع المصري والحد من أعمال السرقة، وشهد الشارع المصري نضجا سياسيا ووعيا مجتمعيا عاليا واستمرت الحياة الاعتيادية خارج ميدان التحرير على الرغم من غياب كل مظاهر الدولة واستمرت المخابز والأفران ومحلات الخضروات والفواكه والبقالات في العمل خلال ساعات النهار إلى ما قبل وقت حظر التجوال، الذي لم يكن ساريا بالمعنى الحرفي لذلك المفهوم فالناس متواجدين طوال الوقت في الشوارع إما لحماية الأحياء أو الجلوس في المقاهي الشعبية،وكان الشباب يذهبون خلال ساعات حظر التجوال لميدان التحرير للمشاركة في حركة الاحتجاجات.
وعلى الرغم من تشديد الجيش على ضرورة الالتزام بحظر التجوال لكن عمليا لم تكن هناك جهة تستطيع متابعة تنفيذ ذلك الأمر على الميدان.

ثورة شعبية عارمة
الشارع المصري كان مبتهجا بما أنجزه الشباب من ثورة أعادت الكرامة له واستطاعت رفع سقف مطالبات الشعب المصري وشهد الشارع المصري نقاشات عالية المستوى واحتفاء بانجاز الشباب وجيل الفيس بوك الذين حققوا ما فشلت في تحقيقه الأجيال السابقة، غالبية الناس الذين دخلت في نقاش معهم كانوا مؤيدين لمطالب الشباب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس، وعلى الرغم من عدم صرف مرتبات العاملين في الدولة وإغلاق البنوك وتوقف الأعمال بشكل شبه تام إلا أن الجميع كانوا يؤكدون استعدادهم للصبر وتحمل الوضع لحين إسقاط النظام.
كنت في جمعة الغضب متواجدا في شارع القصر العيني المؤدي لميدان التحرير أقوم بالتقاط صور مدفوعا بالفضول الصحفي ورغبتي في رؤية ما يحدث.
شارع القصر العيني يوجد فيه مجلسا الوزراء والشورى ومقر الحزب الوطني أمانة القاهرة، وعدد من المصالح الحكومية الأخرى كان هناك آلاف الشباب الذين يحاولون الوصول لميدان التحرير وتم منعهم من قبل قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين، وأصيب عدد كبير من المتظاهرين بحالات اختناق وإغماء، وكان المتظاهرون مصرين على الصمود بقوة، وكان عدد من الشباب يقومون بسحب المصابين والمختنقين، وكان هناك عدد من الشباب يوزعون مناديل وقطع قماش مبللة بمادة الخل على المتظاهرين للتخفيف من حالات الاختناق بينما يحمل آخرون علب البيبسي ويقومون بسكبها لأيدي المصابين باختناق لغسل عيونهم من اثر الغازات، وكانت تلك طريقة ناجحة جدا وقد جربتها عند تعرضي لتلك الغازات حيث أعطاني أحد الشباب منديلا مبللا بمادة الخل، وسكبت إحدى المشاركات في يدي مشروب البيبسي كي اغسل عيوني، كان هناك مئات من النساء والأطفال بتفرجون على المتظاهرين من شرفات منازلهم، وقد شاهدتهم يلقون للمشاركين حبات البصل كي يتنشقوها لإزالة اثر الغازات على الجهاز التنفسي، كما قامت بعض الفتيات بتقطيع الملايات والطراريح ورميها للمشاركين كي يضعوها على وجوههم بعد تبليلها بمادة الخل، وعكست تلك المبادرات تلاحم جميع المصريين في مواجهة القمع الأمني ورغبة جميع المصريين في المشاركة في ثورتهم.

ميدان التحرير
تحول ميدان التحرير وسط القاهرة إلى المنطقة الأكثر أهمية في تاريخ مصر حيث كان يصفه الشباب المصري بمقر قيادة الثورة وتلك الرمزية للمكان جعلت الشباب المصري يستميت في عملية الدفاع عنه والصمود فيه أمام مختلف محاولات إخراجهم منه سواء عبر قوات الأمن أو بلاطجة النظام، وأصبح بمثابة منتدى سياسي يجتمع فيه المصريون بجميع فئاتهم يعبرون فيه عن تطلعاتهم للحرية والانتقال بمصر إلى عصر مغاير لذلك الذي كان قبل 25 يناير، فمصر ميدان التحرير هي مصر الحقيقية مصر الصمود والحرية والتلاحم والتضحية،كانت آلاف الحناجر في ميدان التحرير تهتف بعشرات الشعارات المنددة بالنظام وبالاستبداد والظلم والممتلئة بحب مصر والمنادية بسقوط النظام ورحيل الرئيس مبارك.
تعامل شباب الثورة مع ميدان التحرير بصفته بيتهم وكنت أشاهد عشرات الشباب والشابات يقومون بكنس ساحات الميدان وتنظيفه وإزالة المخلفات منه بشكل مستمر وهم يرددون الأغاني الثورية والوطنية التي تغنت بالثورة وحب مصر وكانت أغاني الشيخ إمام حاضرة بقوة في ميدان التحرير.
لم يكن الشباب المتواجد في ميدان التحرير مهتما بإلقاء الخطب السياسية، بل فضلوا البقاء كجنود مجهولين لحماية ثورتهم بشكل جماعي وبدون زعامات فردية وكانوا يهتفون طوال الوقت بشعاراتهم وأغانيهم قائلين إن الثورة مش خطابات وتصفيق بل صمود وتضحية، ولم يمنعوا أحدا من الإمساك بالميكرفون أو يهاجموه، فقد أظهروا نضجا سياسيا أعلى بكثير من ذلك الذي يدعيه زعماء الأحزاب السياسية، كيف لا وتلك هي ثورة الشباب.
وفي واحدة من أبرز صور التلاحم كان الشباب المسلم يؤدون صلواتهم بشكل جماعي عند دخول وقت الصلاة وكان الشباب المسيحيين يقومون بحمايتهم وتأمين مداخل الميدان خوفا من دخول مندسين أو عناصر أمنية.
كان الشباب يتقاسمون الزاد والماء وكان من يحصل على طعام يصر على مشاركة أكبر عدد من الموجودين في تلك الوجبة البسيطة التي غالبا ما كانت عبارة عن قطع من البسكويت أو التمر والمياه.
كان ميدان التحرير هو المنطقة التي استقطبت المئات من السياح الأجانب الذين جاءوا لمشاهدة الثورة عن قرب والتقاط الصور التذكارية مع الشباب المشاركين وعبروا عن سعادتهم ومساندتهم المعنوية للشباب وقام عدد منهم بتوزيع الورود على الشباب، اللافت هو أنه على الرغم من التواجد الكثيف للفتيات في ميدان التحرير لم تسجل أي حالة تحرش أو مضايقة لتلك الفتيات ولم تسجل حوادث عنف بين الشباب أو عمليات سرقة وفي ذلك دلالة واضحة على أن من هم في ميدان التحرير هم نخبة مصر وشبابها الواعي والمؤمن بقضيته وعدالة ثورته.
لم يكن شباب الثورة معنيين إلى حد كبير بالدخول في مفاوضات مع النظام سواء بشكل مباشر أو مع الأحزاب السياسية، كان ردهم على الدوام هو أن لديهم مطالب واضحة وهي إسقاط النظام ومحاسبة الفاسدين ورحيل الرئيس مبارك.
كانت مطالب الشباب واضحة لكن يبدو أن الرئيس المصري لم يكن وحده هو الذي لم يفهم رسالة الشباب فقد كانت هناك شخصيات سياسية لم تفهم الرسالة مثل أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ومحمد البرادعي وقيادات الأحزاب ولجنة الحكماء والحزب الوطني ونائب الرئيس عمرو سليمان الذين كانوا يقدمون عروضا مختلفة، وهو ما عبر عنه البرادعي منذ وقت مبكر عندما قال إن لديه تفويض مباشر من الشباب والقوى السياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، أو عمرو موسى الذي قال انه مستعد للترشح لرئاسة مصر وطالب الشباب بالتهدئة والحوار مع الحكومة، وذلك ما رفضه الشباب المعتصمين في التحرير.

تأخر الاستجابة
تفاجأ النظام المصري بصمود الشباب أمام آلة القمع الأمنية واستمرارهم في مواجهة استخدمت الأجهزة الأمنية فيها كل أدوات القمع والتنكيل وكامل ترسانتها من الأسلحة والمعدات والأعداد الهائلة من قوات الأمن والمخبرين والشرطة السرية، كان معظم المصريين الذين تحدثت معهم خلال الأيام الأربعة الأولى من ثورة الشباب يتوقعون أن يستجيب النظام على أي مستوى لمطالبات الشارع لكن تلك الاستجابة لم تحدث سريعا وكان من الممكن أن تسهم الاستجابة السريعة في تهدئة الشارع المصري،ويمكن استعراض كيفية تعامل النظام مع مطالب الشباب بنوع كبير من الاستخفاف والاستهانة فقد صدر مساء الثلاثاء بيان من وزارة الداخلية المصرية يحذر الشباب من الاستمرار في المظاهرات واتهمهم بالتخريب وحمل بيان الداخلية كما من الوعيد والتهديد للشباب.
الحزب الوطني وعلى لسان أمينه العام صفوت الشريف قال إن حزبه يتفهم مطالب الشباب لكنه لم يدن تعامل أجهزة الأمن مع المتظاهرين وقال إن مصر ليست تونس وانه سيتم مواجهة تلك المظاهرات بحزم من قبل أجهزة الأمن، باستثناء تلك التصريحات كان هناك صمت مريب من الحكومة والرئيس المصري، كان عدد من الناس يتساءلون عن سبب عدم ظهور الرئيس أو أحد المسئولين في الحكومة لطمأنة الناس أو الإعلان عن الاستجابة لمطالب الشباب ومحاسبة أجهزة الأمن جراء قتل المتظاهرين.
باعتقادي أن النظام المصري أخطأ كثيرا في تقديراته للواقع في الميدان على الرغم من اتساع رقعة المظاهرات التي شملت كافة المحافظات المصرية، وفضل استخدام الحل الأمني بناء على خبرة سابقة للأجهزة الأمنية المصرية في قمع الاحتجاجات والسيطرة عليها، كما أنه كان مازال تحت تأثير صدمة ما وقع في تونس من ثورة أطاحت بالنظام التونسي، لذلك ظهرت استجابة النظام بطيئة بعكس سرعة الأحداث التي شهدها الشارع المصري.
ظهور الرئيس مبارك كان متأخرا كثيرا وكذلك لم يستوعب في خطابه الموجه للشعب المصري أن سقف التنازلات التي قدمها جاءت أقل بكثير مما كان الشارع المصري يتوقعه، فتلك التنازلات التي كان منها إقالة الحكومة وتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس وإقالة أمين عام السياسات في الحزب الوطني أحمد عز كان يمكن أن تحدث فارقا وتسهم في تخفيف حالة الغضب الجماهيري لو جاءت قبل جمعة الغضب وبعد يوم الثلاثاء مباشرة،ولم ترض تلك الإجراءات الشباب المصري الذي قد سقط خلال ثورته أكثر من 125 شهيدا وآلاف الجرحى.
ذلك الخطاب لم يرض الشباب أو الشارع المصري واسهم في رفع سقف مطالبات الشباب من إسقاط النظام لإسقاط الرئيس وتعالت الصيحات في المدن المصرية تردد شعار (الشعب يريد إسقاط الرئيس).
مبارك في خطابه الثاني مساء الثلاثاء 1فبراير تلاعب بوتر العواطف وذرف دموع التماسيح في محاولة للحفاظ على بعض ماء وجهه المراق بعد نجاح الشباب في إيصال صوتهم والمطالب برحيله بقوة وبوضوح ذلك الخطاب احدث نوعا من التعاطف في أوساط بعض شرائح المجتمع المصري لكن تصرفات مؤيدي مبارك صباح اليوم التالي عندما هاجموا المعتصمين في ميدان التحرير بالجمال والخيول وقنابل المولتوف والحجارة التي نجم عنها استشهاد عدد من المعتصمين في الميدان وإصابة أعداد كبيرة منهم بجروح خطيرة، كان ذلك السلوك الهمجي بمثابة تعميد لنجاح ثورة الشباب، بعد صمودهم في وجه البلاطجة والذين كان عدد كبير منهم من عناصر الشرطة المصرية، ووجه المعتصمون رسالة بصمودهم مضمونها أنه إذا كان الرئيس عنيدا في عدم الاستجابة لمطالبهم في الرحيل فهم أكثر عنادا منه في الصمود وراء مطالباتهم برحيله.

دور الجيش
يتمتع الجيش المصري الذي يعد أقدم جيش في المنطقة وعاشر أكبر جيش في العالم بسمعة جيدة واحترام كبير في مختلف الأوساط السياسية والشعبية المصرية وذلك ما ظهر واضحا منذ اللحظات الأولى لدخول الآليات العسكرية التابعة للجيش لمدينة القاهرة حيث خرج المصريون للاحتفاء بتلك القوات، ويأتي دخول الجيش على خط الأزمة استجابة لدعوة الرئيس مبارك الذي يحمل صفة الحاكم العسكري، بعد خروج الأمور عن سيطرة قوات الأمن المصري وهذه هي المرة الثالثة لنزول الجيش المصري للشارع لإعادة الأمور إلى نصابها ومنع العنف منذ الثورة المصرية حيث نزل الجيش المصري لأول مرة خلال مظاهرات يوليو 1978 فيما عرف بانتفاضة الطلبة في عهد الرئيس السادات والمرة الثانية في العام 1986 لقمع انتفاضة قوات الأمن المركزي التي طالبوا خلالها بزيادة مرتباتهم.
منذ اللحظة الأولى لدخول قوات الجيش للمدن المصرية ابتهج المواطنون بوصولها بل ووصل الأمر لاعتلائها من قبل جماهير المتظاهرين والتقاط الصور التذكارية فوقها أو إلى جوارها.
منذ اللحظة الأولى أعلن الجيش المصري أنه لن يقف ضد رغبة ومطالبات الشباب وأنه لن يستخدم العنف لقمع المتظاهرين، وعلى عكس قوات الأمن التي استخدمت العنف المفرط تعامل الجيش بحيادية مفرطة ولم يتدخل لفرض حالة الأمن في بعض الأحياء التي تعرضت لأعمال سلب أو نهب ومثلما لم يمنع الشباب من التظاهر لم يقم أيضا بحماية المتظاهرين في ميدان التحرير أو الصحفيين ووسائل الإعلام من أعمال العنف التي قام بها البلاطجة ومؤيدو الرئيس مبارك الذين هاجموا المعتصمين بالخيول والجمال يوم الأربعاء الماضي، وخلال الأيام الأخيرة شهد سلوك قوات الجيش نوعا من التحول الجزئي باتجاه محاولة إغلاق المداخل المؤدية لميدان التحرير والتضييق على وصول المواد الغذائية والأدوية للمعتصمين في الميدان بالإضافة لمناشدة المعتصمين لإنهاء اعتصامهم، لكن الجيش لم يلجأ لاستخدام العنف تجاه المعتصمين.
وفي المقابل تعامل المعتصمون بحس عال تجاه الجيش ولم يحاولوا استفزاز الجيش أو الدخول في مواجهات معه وقد شاهدت خلال تواجدي في ميدان التحرير قيام المعتصمين بتوزيع الورود على أفراد الجيش والتأكيد في العديد من الهتافات على أن الشعب والجيش يد واحدة وأن الجيش سيقف إلى صف المعتصمين ومطالبهم.

الرهان على الزمن
بات من الواضح أن النظام الحالي بشخوصه الحاليين وبالتواطؤ مع الجيش والحزب الوطني يراهنون على الوقت وان المعتصمين في ميدان التحرير سيصابون بالملل والتعب خلال الفترة المقبلة وقد يستطيع النظام بأدواته القديمة شق تلاحم وتماسك المعتصمين، يكون ذلك بالتوازي مع الاستجابة البطيئة والجزئية لبعض مطالب الشباب بأسلوب القطارة، والالتزام بتقديم وعود بالاستجابة لتلك المطالب وإجراء إصلاحات شكلية، وتقديم مجموعة من رموز النظام ككباش فداء لإيهام المعتصمين بجدية النظام في السير نحو إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية تسهم في تخفيف حالة الغضب الشعبي وتجهض ثورته مع عدم الاستجابة الحقيقية لمطالب المحتجين بإسقاط النظام، وذلك ما حدث فعلا خلال الأيام الماضية عبر سلسلة إجراءات تمثلت في إقالة الحكومة السابقة وتشكيل حكومة جديدة نصف وزرائها كانوا أعضاء في الحكومة السابقة، وإقالة المكتب السياسي للحزب الوطني وتعيين مجموعة أخرى من الجناح الذي كان متضررا من سياسات المكتب السابق الذي كان يرأسه صفوت الشريف ونجل الرئيس جمال مبارك واحمد عز، وهو ما يعكس وجود صراع كبير وواضح في أجنحة الحزب الوطني ويؤكد انتصار الحرس القديم في الحزب الوطني، مع أنه كان من المفروض حل الحزب الوطني الذي يعد أحد أضلاع معادلة إسقاط النظام، الذي بقية أطرافه الرئيس مبارك ومجلسا الشعب والشورى وإسقاط الدستور الحالي الذي تم تفصيله على مقاس الحزب الوطني والرئيس مبارك.
الأيام القادمة ستشهد صراع إرادات بين المعتصمين ومطالبهم المشروعة وإرادة النخبة السياسية الحاكمة والحرس القديم الذي اظهر تماسكا مخيفا بين أطرافه وقدرته على إحكام السيطرة على الجيش المصري الذي يبدو أنه يقع بين كماشة الولاء للرئيس مبارك وبين أمل الشعب المصري في أن يقف الجيش إلى جانب ثورته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.