في خارطة الكرة اليمنية على مر سنواتها ، يتحدث المتابعون والمحبون والعشاق للعبة ، عن كثير من الأسماء التي مرت وقدمت مشاويرها وفرضت نفسها لتبقى في ذاكرة وتاريخ مشاوير الرياضة برمتها في عدن والجنوب والوطن. خالد عفاره .. مدافع نادي والوحدة ثم التلال ، ونجم المنتخبات الوطنية خلال ما يقارب عقدين ونصف من الزمن .. هو حالة خاصة مشبعة بجزئيات كرة القدم وجمال ما تقدمه للجماهير عبر الوان التألق والتميز الذي يصنع النجومية المطلقة على الملاعب. هو من سلالة النجوم الكبار ، قال عنه البعض أنه أفضل مدافع قدمته كرة القدم اليمنية بينما قال البعض الاخر انه امتداد لنجوم سبقوه أبرزهم وأقربهم وفقا للحقب المتتالية " عبدالله هرر"... شخصيا رافقت العفارة لاعبا وخصما بالوان التلال والميناء ..ورأيت فيه حالة خاصة في قدرة بث الرعب صوب المهاجمين برجولة وصلابة وقدرة امتلاك ثقافة استخلاص الكرة وافشال الهجمة التي تشن على مرماه بقوة وجسمان وليونة منسجمة. تربع العفارة على قلوب عشاق نادي الاخضر العدني منذ ان بزغت موهبته في ناشئي النادي العريق برفقة كثير من الاسماء التي كانت تتهيا لخلافة جيل سابق رائع ومتميز واسماء ذات شان عانقت النجومية من اعلاء المراتب .. حظي عفاره بجيل من الطراز الخاص ، فكان له نصيب في أن يكون عنقود أخير في سلسلة ابناء عفارة الذين لعبوا للفريق الاخضر "جلال - ايهاب". انتزع خالد عفاره ، مكانته في فريق وحدة عدن مبكرا وتفوق على شقيقيه في الحضور والذهنية والتميز والصلابة وفنيات المدافعين ، وفي سن صغير ، خصوصا ان الله حباه الجسمانية الكافية ليقارع الكبار مع بزوغ موهبته الحقيقة مع كرة القدم .. تفوق وابدع وقدم المستويات التي منحته تأشيرة الذهاب الى النجومية دون الحاجة الى الوقت الطويل ، تمرس سريعا واكتس خبرة اللعب عبر الفئات العمرية ، لينطلق بسرعة الصاروخ وينال احقية اللعب مع الكبار ، ليكون بجانب شقيقه ايهاب عفاره ، في دفاعات الوحدة وفي أفضل السنوات التي تلت سنوات المجد بجيل. في مشوار الوزير " خالد عفاره" كثير من المحطات التي تحتاج الى كثير من الصفحات لنصفها ونتحدث عنها ..فهذا النجم الاسطوري الذي قدمته كرة القدم ومثل المنتخبات الوطنية بصفة دائمه لأكثر من عقدين من الزمن وكان قائدا لها في سنواته الاخيرة ما بعد العام 2000م ، صنع تجربة احترافية في لبنان برفقة نادي تضامن صور ، قدم فيها هوية وشكل اللاعب اليمني وكان حديثا للصحافة اللبنانية في تلك الفترة ، قبل ان يعود الى الغريم في رياضة عدن فريق التلال ، ليخوض معه مشوار متميز ويحقق معه بطولة الدوري والكاس ليضيف لمشواره القاب تضاف لما تحقق له بالوان الوحدة. تتعدد مواهب النجم السابق "خالد عفاره" فهو اللاعب الذي يمتلك كل مزايا المدافع الصلب صاحب الحضور القوي الذي يكتسي ثوب الاناقة حينما يكون هناك هجمة باتجاه الخصم ، فهو يمتلك الفنيات العالية وقدرة ملامسة الكرة وامتلاكها ومراوغة الخصوم والانتقال من حالة الدفاع الى الهجوم من الطرف حينما يلعب ظهير ومن العمق حينما يكون مدافعا ، لهذا سجل كثير من الاهداف في مشوار الطويل.. وصوفه بانه حالة مشبعة مع مميزات اللاعبون المدافعون الذي قدمتهم كرة القدم على مر تاريخها ، لهذا منح لقب الوزير. العفارة الذي تشابه في تفاصيل اداءه ومقوماته مع من سبقوه ، وتفوق في بعضها ، مر في مشواره الكروي المتميز والذي عانق به النجومية بصورة كاملة .. وضع نفسه في مصاف الكبار مبكرا .. ومن تابع مشواره يدرك كيف قبض على الفرصة المتاحة والبسها حضوره وقدراته ليكون في سكة انطلاقة نجم واعد ، مر الى المنتخبات للفئات السنية برفقة كوكبة من النجوم ، قبل ان يحط رحاله لاعبا في صفوف المنتخب الوطني ويكون رقما ثابتا لما يقارب العشرين سنه ، حتى ودع الكرة في نهاية العقد الاول من الألفية الثالثة يوم 28 اكتوبر 2010م . هو قصة مشوار وحكاية نجم مر الى قلوب عشاق اللعبة بحرفنة مدافع ، لأنه كان الأنسيابية المطلقة في الأداء بعدما جمع القوة والكاريزما والفنيات التي تميز من يضع قدميه على الملاعب .. طريق طويل يشهد عليه ملاعب الوطن والعرب وبخصوية ملعب الشهيد الحبيشي ، الذي قدمه ورافق مشواره مع الوحدة العدني لسنوات حقق فيها امجاد وبطولات ، قبل ان يكون للغريم التلالي منذ العام 2002 موعد للنصف الثاني من مشواره بعد عودته من رحلته الاحترافية في لبنان وتضامن صور . لا يختلف اثنين على نجومية لاعب بحجم نجم السطور .. لهذا منح لقب وزير الدفاع ، عطفا على اداءه الفني الذي كان يجنبه حتى الحصول على البطاقات .. فقد كان العفارة على مدى مشواره الذي تجاوز ال20 عاما .. حالة خاصة اقترب من عاشق كرة القدم في عدن ومحافظات الوطن ، بحب واعجاب لا يتكرر ، لأنه يفرض أسلوب خاص في استخلاص الكرات وتعطيل مشاريع الاهداف صوب شباك فريقه .. لهذا سيبقى خالد عفارة " وزير الدفاع" كما يحب عشاقه ان يسموه ، قيمة خاصة في تاريخ كرة القدم على مر السنوات ، لأنه سيكون من الصعب ان تعيد لنا السنوات السيناريو بنفس التفاصيل ونجد نجما بنفس المواصفات ونفس القيمة ونفس الكاريزما حتى نطلق عليه الالقاب.