ما يحصل في المحافظات الجنوبية منذُ أكثر من أربع سنوات من عمليات قتل للشباب وبدم بارد أمر لا يمكن قبوله ولا يمكن السكوت عليه ، ودمائنا ليست رخيصة كما يضن القتلة وتجار الحروب ، خلال أقل من شهر قوات القمع المركزي والجيش تقتل أكثر من عشرين شاب من خيرة أبناء عدن ولا ذنب لهم غير أنهم خرجوا في تظاهرات سلمية يطالبون بحق كفله لهم الدستور والقانون، وتم قتلهم بدم بارد وبشكل همجي ووحشي وكلنا تابعنا تلك الجرائم في القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية علماً إن هذه الجريمة ليست الأولى التي تقوم بها قوات الأمن المركزي والجيش ضد شباب هذه المحافظات. لعلكم تتذكرون مثل ما أتذكر حادثة منصة ردفان 13 أكتوبر 2007م التي كنت شاهد عيان عليها والتي كانت نقطة تحول في حياتي وهذه الجريمة التي راح ضحيتها أربعه شهداء وعشرين جريح ، عندما قامت قوات الجيش والأمن بإطلاق الرصاص الحي مباشرة على مجموعة من المتقاعدين والعاطلين عن العمل عندما حاولوا دخول المنصة وتم قتلهم بدم بارد وكأن دمائنا رخيصة ولا قيمة لها في نظرهم ، أضف إلى ذلكجريمة قتل الشهيد وضاح والشهيد معين في نقطة العند وقتل فارسي يافع احدهم في السجن والآخر في نقطة أمنية يردفان وقتل الشهيد الدرويش في سجن البحث بعدن وسحل الحدي والتهكم على جثته بعد مقتله وشهداء المعجلة وغيرها من عمليات القتل التي يمارسها الجيش والأمن ضد أبناء الجنوب وفي أماكن كثيرة.
لكن ليعلم هولاء القتلة وسفاكي الدماء إن دماء شهداء هولاء الشباب لن تذهب هدراً ودمائهم ستكون لعنة تلاحق قتلتهم في الدنيا والآخرة ، وان عمليات القتل هذه لن تسقط بالتقادم وسوف يتم محاسبتهم عليها عاجلاً أم آجلاً ، وليعلم هولاء ألقتله إن عمليات القتل لن ترهبنا ولن تخيفنا على العكس من ذلك تماماً تزيدنا إيمانا بعدالة قضيتنا ونوعية وعنصرية من يحكمنا.
وعمليات قتل هولاء الشباب أوضحت تماماً لرأي العام الداخلي والخارجي من الانفصالي الحقيقي ومن يمارس الانفصال قولاً وعملاً على الأرض ومن يزرع الشقاق في قلوب أبناء الوطن الواحد ، كما شاهدنا شباب عدن خرجوا يرفعون أعلام الجمهورية اليمنية ويهتفون بالروح بالدم نفديك يا يمن وتواجههم القوات الأمنية بالرصاص الحي ورصاص الدوشكا وتقتلهم في شوارع وأرصفة مدينة عدن مدينة الحب والسلام ومن ثم يتم اتهامهم من قبل النظام بأنهم مجموعة مخربين يحاولون الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ، لكي يزيدون فوق الألم ألم آخر وفوق الشرخ شرخ أخر وفوق الحقد حقد مضاعف ، أي عقلية هذه التي تدير البلد بهذا المنطق وهذا التفكير وهذه العنصرية وهذا الاستخفاف والاستحقار بدماء الشباب الطاهر والنظيف .
إننا نقول للنظام الحكم وكل أعوانه ان دماء الشهداء لن تذهب هدراً وليست رخيصة كما تتوهمون ولسنا ممن يخاف أو يرتعب من بلطجتكم وإجرامكم وانتم تدركون ذلك تماماً ، فدماء شهداء المنصة أوجدت مئات الآلاف من المتعاطفين والمناصرين لهم ودماء شهداء عدن كذلك أوجدت ملايين المتعاطفين شمالاً وجنوباً ومن مختلف أنحاء العالم وهذه الدماء الطاهرة هي من تقرب برحيلكم ونهايتكم وهي من ستنقلكم إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليكم .
قلناها سابقاً وسنعيد قولها لن نموت وقوفاً مثل العجائز، ولن ينطلي علينا كذبكم وخداعكم واتهاماتكم ونفاقكم ، سمونا ما شئتم أمراض بلطجية عملاء أو حتى سكارى كل هذا لا يهمنا ، دمائنا وتضحياتنا فقط هي من تسمينا وهي من تنصفنا وهي من تخلدنا وهي من تعيد حقوقنا وتصنع لنا تاريخاً جديداً ، باختصار افهموها ارحلوا ارحلوا فدماء الشهداء أغلى واطهر منكم .
واخيراً إلى كافة الشباب الطاهر والنظيف في عدن خاصة واليمن عامة أصمدوا في ميادين الشرف والبطولة علموهم معنى الثبات ومعنى التضحية ومعنى حب الوطن علموهم الصدق فهموهم إن دماء شهدائنا أغلى وأسمى من كل وعودهم وان دمائنا ليست رخيصة .