إن الخلاف مع بن دغر ليس وليد اليوم، بل كان من بداية تربعه على كرسي الحكومة في المحافظات الجنوبية، فالرجل حينما أرسله صالح للالتحاق بالشرعية كان الهدف منه هو الحفاظ على الوحدة حتى إيجاد حل مع التحالف العربي في إيقاف الحرب . حينما استطاع بن دغر الإمساك بزمام الأمور وبتسهيلات من الرئيس هادي في بادرة منه بحسن النوايا أمام الأحزاب اليمنية خصوصا حزب "الإصلاح " الذي اتهم الرئيس هادي بتسليم الجنوب إلى الانفصاليين حسب وصفهم حينها تكالبت كل أحزاب العربية اليمنية التي توحدت جميعهما على الجنوب والضغط على هادي لإقالة نائب الرئيس خالد محفوظ بحاح مستبدله بالعجوز علي محسن الأحمر وتنصيب بن دغر رئيسا للحكومة حتى تتوازن الأحزاب اليمنية.. ومن هنا بدأت اللعبة في اختلاق الأزمات ورمي التهم على محافظي المحافظات الجنوبية بالفشل وبعد تمكين سيطرة الإصلاح على مكتب رئيس الجمهورية حتى يتمكن الطرفان من الضغط على هادي بتغيير كل من المحافظ عيدروس والخبجي ولملس وبن بريك من مناصبهما حتى واستبعاد المستشارين في ديوان الرئاسة حسب الاتفاقية التي وقعت عليها كل الأحزاب اليمنية في استبعاد القيادات الجنوبية من مناصب الدولة . وبعد تقارير وبلاغات من جميع الشرفاء من أبناء الشعب والتقارير المرفوعة بشكل شبه يومي من رئاسة المجلس الانتقالي الذي يقوده اللواء عيدروس الزبيدي إلى رئيس الجمهورية والتحالف عن فساد الحكومة التي اعتبرها بن دغر غنيمة في نهب واختلاس المال العام تحت حجج واهية ومشاريع وهمية إلا أن الرئيس هادي ليس في مقدرته إقالة رئيس الحكومة نظرا للاتفاقية الموقعة عليها كل الأحزاب اليمنية. لم يكن أمام الرئيس هادي أي حجة يقيل بها بن دغر حتى لا ينقض الاتفاقية في ما بينهم ، إلا أن الاحتقان في المحافظات زاد وبشكل مخيف في عموم المحافظات الجنوبية بعد الفساد المستشري والحجج الواهية التي ترميها حكومة بن دغر على المجلس الانتقالي في إشارة منه للأحزاب اليمنية انه يشكل خطرا كبيرا على الوحدة، ويجب تفكيكه وإلفاق التهم به في عرقلة سير الحكومة نحو البناء والتنمية إلا إن تلك التهم لم تبرر الحكومة أمام الشعب الهايج الذي جره بن دغر وحزب الإصلاح إلى المواجهات العنيفة أمام الشعب وأنصار الحكومة. لم يكن من هادي والتحالف إلا اختطاف هذه الفرصة وتحريك مجلس الأمن الدولي في تقريره الأخير إن الحكومة الشرعية قد فشلت في صرف مرتبات الموطنين والتدهور الأمني في المناطق التي تسيطر عليها حتى تعطي هادي حجة كبيرة في إقالة حكومة بن دغر الفاسدة وتعتبر هذه الرحلة هي الرحلة الأخيرة له.