(مازلنا في مقدمة تقرير الخبراء المقدم إلى مجلس الامن ..) حيث جاء في تلك المقدمة : ((... في الشمال يعمل الحوثيون من أجل تشديد قبضتهم على صنعاء وجزء كبير من المناطق المرتفعة، بعد معركة شوارع استمرت خمسة أيام في المدينة انتهت بإعدام حليفهم السابق الرئيس صالح ....الخ . أما في الجنوب فقد اضعفت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي جراء انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تشكل مؤخرا والذي يدعو إلى إنشاء جنوب يمني مستقل . وهناك تحد آخر تواجهه الحكومة وهو وجود قوات تعمل بالوكالة تسلحها وتمولها الدول الأعضاء في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية وتسعى إلى تحقيق أهداف خاصة بها في الميدان . ومما يزيد ديناميات المعركة تعقيدا وجود جماعات إرهابية، كتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وكلاهما يوجهان ضربات بصورة روتينية ضد أهداف حوثية وحكومية وأهداف تابعة للتحالف الذي تقوده المملكة السعودية..)) اولا ... نلاحظ أن هذه الفقرة من التقرير قد ساوت بين الحوثيون والمجلس الانتقالي من حيث تعطيل عمل الحكومة الشرعية ومحاربة تلك الشرعية الأول فى الشمال والآخر في الجنوب ..! ثانيا .. نلاحظ أن التقرير في هذه الفقرة قد أشار الى ان المجلس الانتقالي قد تشكل من خلال انشقاق البعض عن الشرعية، وعندما يطلق الخبراء مصطلح المنشقين على أعضاء أي كيان فان ذلك أمر لايجب أن يمر دون التوقف أمامه ودراسة أبعاده واحتمالات تبعاته ، فمصطلح الانشقاق هو مقدمة لمصطلح التمرد وهو يضع الجنوب برمته في موضع الاستهداف الدولي اذا لم تنشط السياسة الجنوبية لتصحيح هذا المفهوم ورفضه. ثالثا. . نلاحظ أن هذه الفقرة من التقرير قد ساوت بين الحوثيون في الشمال والانتقالي في الجنوب من حيث الأهداف التي يسعى كل منهما لتحقيقها من خلال السيطرة على الشمال والجنوب خارج أجندة التحالف والشرعية .! رابعا .. تشير فقرة التقرير هذه إلى سعي الحوثيون إلى أحكام القبضة على صنعاء والسيطرة على المناطق المرتفعة وهذا مؤشر على اقتناع الخبراء بأن المعركة تتجه إلى خلق ظروف الاستمرار وان الحسم العسكري بات خيارا صعبا حتى في حالة سقوط صنعاء بيد الشرعية! خامسا .. يشير التقرير أن أضعاف الحكومة في الجنوب يعود على انشقاق البعض وتشكيل المجلس الانتقالي وهذا الطرح يضع الانتقالي والجنوب في مواجهة مع الشرعية والتحالف و المجتمع الدولي ! كما يشير الخبراء في فقرة تقريرهم هذه إلى مسعى الانتقالي في الجنوب إلى إقامة (جنوب يمني) مستقل وهذا إسقاط سيبنى عليه لاحقا في دوائر القرار الدولي بناءا لايخدم قضيتنا واهدافنا التي نناضل من أجلها. .! سادسا ... اشتملت هذه الفقرة من مقدمة تقرير الخبراء على الإشارة إلى ما أسمته تحد آخر تواجهه الحكومة وحددته نصا ( بوجود قوات تعمل بالوكالة تسلحها وتمولها الدول الأعضاء في التحالف الذي تقوده السعودية ) وأكد التقرير إلى أن تلك الدول تسعى من خلال هذا الفعل إلى تحقيق أهداف خاصة بها في الميدان ، نقرأ من هذا أن إغفال التقرير عبارة القوات التي يدعمها التحالف بقيادة المملكة السعودية كباقي الفقرات وتعمده الأشارة نصا إلى تلك الدول بعبارة (دول التحالف الداعمة لتلك القوات ..) وهذا يؤكد أن كل دولة من تلك الدول مستقلة في مسألة دعمها للقوات التي تخضع لها وهذا يؤكد أن دول التحالف تسيطر على علاقاتها ببعضها الخلافات وهو أيضا يلغي أي شك بأن الحرب في اليمن باتت حرب إقليمية وأنها أصبحت على شفاء أن تتحول إلى حرب دولية ، الملاحظة الأخرى هي أن تلك القوات تعمل خارج إطار الشرعية وهذا مؤشر يؤكد أننا أصبحنا أمام تكون ظاهرة مليشيات خاصة ستغير ملامح سير المعارك وقد تقود كل شطر إلى حروب أهلية داخلية !! سابعا .. في هذه الفقرة من مقدمة التقرير أيضا يشار إلى وجود جماعات إرهابية تزيد المعركة تعقيدا وعرفها التقرير بقاعدة جزيرة العرب وداعش العراق والشام ، ومن المؤشرات الدالة على الخطورة والتي تستحق الدراسة والتقييم ورود النص (. .. وكلاهما ويقصد القاعدة وداعش يوجهان ضربات بصورة روتينية ضد أهداف حوثية وحكومية وأهداف تابعة للتحالف بقيادة السعودية ) ، فمن خلال هذا النص يوحي الخبراء بتلاقي مرحلي لأهداف الحوثيون والمجلس الانتقالي وكذلك التحالف مع هذه الجماعات خصوصا في ما أورده النص من ضرب للأهداف بصورة روتينية ، فهو هنا جمع بين عمل تلك الجماعات والحوثي في مايخص ضرب أهداف التحالف ، وجمع بين تلك الجماعات والتحالف فيما يخص ضرب اهداف حوثية ، وجمع بين تلك الجماعات والحوثيين والانتقالي في ما يخص ضرب أهداف حكومية ، كما أن هناك دلالة أخرى لهذا الطرح تؤكد أن الحرب ستشهد تنوعا في أسبابها في المراحل القادمة وقد تتوه وتلغى نهائيا الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع هذه الحرب في اليمن وبالتالي فإننا قد نشهد تحالفات قادمة تجمع كل النقائص وهذا يضعنا كجنوبيين أمام الحاجة إلى إعادة حساباتنا في كل الاتجاهات محليا وإقليميا !