لا ينكر جهود حكومة بن دغر في النهضة بالوطن إلا جاحد، فمن وسط الحرب ومن بين غبارها، ومن تحت ظلال سيوفها المتلاطمة خرجت الحكومة لتبني، وفي وضع صعب واستثنائي أعادت الحكومة الأمور إلى نصابها، ولكنه الموظف المدني وحده الذي ظل مسحوقاً ولم تلتفت إليه حكومة بن دغر. كتبت عن حكومة بن دغر وانتقدتها في أمور ، ورفعنا لها القبعة في أمور أخرى، وهنا نهمس في أذن بن دغر همسة لعله يستجيب ويسمع ويعالج وضع الموظفين المدنيين فرواتبهم لا تكاد تُذكر في ظل الارتفاع الصاروخي للأسعار ، فالموظف المدني أصبح اليوم يلعن من أوصله إلى هذا الوضع . هل تعلم يا دكتور أحمد أن المعلم اليوم يستلم راتباً لا يساوي راتب طالب عنده في الصف التاسع أو أدنى أو أعلى، أضف إلى ذلك هذا الطالب يستلم السعودي كإكرامية، وهذا المدرس المسكين الذي دعانا الشعراء لاحترامه وتقديره، أصبحنا اليوم ننتف ريشه ريشة ريشة حتى غدا كالطير المبلول، وأصبح كالمجنون . همسة في أذن رئيس الوزراء الدكتور الفاضل أحمد عبيد بن دغر الذي لا شك أنه يعلم فضل المعلم، نقول له: عالجوا وضع المعلمين إذا أردتم تنمية وبناء لهذا الوطن، وإن لم تعالجوا وضع المعلم فهمساتنا ستتحول إلى صرخات تصم الآذان، ولن تفيد المعالجات حينئذٍ ولات ساعة مندم. همسة في أذن بن دغر نقول له : الأمر جلل وخطير ولا يستحق التأخير، فبادروا بالمعالجات قبل ارتفاع الأصوات . أخي الدكتور أحمد : إذا كان لهذه الحكومة خطيئة فخطيئتها إهمال المعلم مشعل النور، وباني الأوطان، ومربي الأجيال . دكتورنا العزيز بن دغر: لابد أنك قد جلست يوماً من الأيام على مقاعد الدرس أمام معلم من المعلمين، ونهلت من ينبوعهم العذب، أفلا تحفظ جميلاً لأحدٍ من هؤلاء المعلمين الذين أفنوا حياتهم بين الكتب والكراسات لتصل أنت وكل الكوادر لقيادة الوطن، أومن المعقول هذا الجفاء لهذا المسكين المدعو المعلم؟ ألا يستحق هؤلاء مراجعة سريعة لهيكلهم الوظيفي قبل أن يصرخوا؟ فهم مازالوا في مرحلة الهمس لكم، فاهمسوا لهم، وهيكلوا وضعهم وحسنوا رواتبهم، وبشروهم بغدٍ أفضل، وسترون الوطن يتطور وينمو من بين كراسات تحضيرهم، فعجلوا في المعالجة ليستقر الوطن . سيادة الدكتور الفاضل أحمد عبيد بن دغر رئيس وزراء اليمن: أخي اعلم أن المعلم لم يصل إلى مرحلة إذلال وتجويع في أية مرحلة من مراحل اليمن إلا في ظل قيادتكم لحكومة اليمن الجديد الذي وصل فيه المعلم إلى مرحلة وهو يرى طلابه وهم يفوقوه راتباً وعزاً ، وغدا المعلم يستدين من طلابه، فمتى ستفيق حكومتكم، أم أن المعلم سيصرخ ؟ ويا خوفي أن يسبق صراخه معالجاتكم، الله يستر، ونتمنى أن تأتي المعالجات لوضع المعلم قريباً، قولوا : آمين ...