ان الفنان الكبير ابو بكر سالم بلفقية صاحب الصوت المساحي والطبقات الواسعة هو الصوت الوحيد الذي احبة جميع العرب في انحاء العالم على اختلاف ذاوائقهم الفنية بتعابيرة المسرحية ونغم صوته الى جانب تنوعه بالموسيقى وتمكنه من الموروث الشعبي للجزيرة العربية مضفي عليها جزئيات ابتكاريه بالحساسة الرفيع وصوته الفريد. فنان قدم الفن الحضرمي الطربي وضل وفي للموروث االشعبي فقدم مالم يستطع احد تقديمه للفن الحضرمي خاصة والعربي عامة وأعطى صورة مثالية للأغنية واللون المميز امضى سنوات طويلة بات فيها مثالا يحتذى به لذالك الفن الحقيقي متمسكا بفهمه الخاص متناهيا بما يجري على السطح من زاوية فنية دقيقة يحسن التعامل معها ببراعة شديدة. نشأ في أسرة عريقة عرفت بالنجابة والذكاء واشتهرت بالعلم والأدب إذ ان غالبية افرادها شعراء ان لم يكونوا يحملوا العلم والشعر في أن معا. فدرس بمدرسة الاخوة في تريم وهي المجاورة لمنزلهم وتعلم على يد عدد من أقاربه القرآن الكريم ومبادئ العلوم ، ثم التحق بمدرسة (الإخوة) في مدينة تريم ، ثم عمل مدرسًا لمادة اللغة العربية في مدينة تريم ، ثم في مدينة عدن ، ثم اتجه نحو الغناء والطرب ، ومارس إلى جانب ذلك عددًا من الأعمال التجارية. تميز بجمال صوته في فترة مبكرة من عمره ، فكان يؤذن ويردد تكبيرات العيدين في بعض مساجد مدينة تريم ، وكان يشارك بعض أعمامه في إنشاد بعض الموشحات الدينية في عدد من الحفلات. تميز بلفقية بثقافة عالية انعكست وعيًّا فنيًّا واسعًا في تجربته الطويلة ، كما تميز بعذوبة صوته ، وتعدد طبقاته بين القرار والجواب ، وبالقدرة على استبطان النص وجدانيًّا بأبعاده المختلفة فرحًا وحزنًا ، كما تميز بقدرته على أداء الألوان الغنائية المختلفة ، فإلى جانب إجادته للأغنيتين الحضرمية والعدنية ، فقد أجاد الغناء الصنعاني الذي بدأ يمارسه منذ بداياته الفنية ، وقدم أكثر من عشر أغان منها : (قال المعنى لمه)، و(مسكين ياناس )، و(ياليل هل أشكو)، و(وامغرد)، و(بات ساجي الطرف)، و(أحبة ربى صنعاء)، و(رسولي قوم)، واللون الخليجي (مجروح) و(اصيل والله اصيل) بالإضافة إلى القصائد الفصيحة لأبي القاسم الشابي. وقد حقق الفنان الكبير أبوبكر سالم نجاحا كبيرا على مستوى الجزيرة العربية والوطن العربي في بداية مشواره الفني وما زال يحقق النجاحات الكبيرة ومتواصلا مع جمهوره سنويًا عبر الحفلات الغنائية التي يحييها في مهرجانات الأغنية العربية المتعددة وتغنت اغانيه من قبل فناني الوطن العربي مثل وليد توفيق وراغب علامة بالإضافة إلى فناني الخليج العربي مثل طلال مداح وعبد الله رويشد ومحمد عبده بالإضافة إلى كتابه وتلحين أغاني لكبار فناني الوطن العربي مثل الراحلة ورده الجزائريه ، اشتهرت اغانيه بالحكمة والموعظة وحمل هموم المغتربين. وقد نقل الفنان الكبير أبوبكر تجربته الشخصية وترجمها إلى جمهوره من خلال اغانيه التي تحمل الطابع الاخلاقي والاجتماعي والهموم التي يعاني منها المغترب عن وطنه لأنه عاش مغتربا عن وطنه الام وبحكم نشأته في بيئة دينية محافظه وأسره مثقفه وجده أبوبكر بن شهاب هو من كبار شعراء مدينة تريم الغناء مسقط رأس أبوبكر سالم والتي تغنى بها لاحقا في اغنيه فرصه من العمر من كلمات المحضار وأيضا في اغنيه الله لطيف الله من كلماته وبشراك هذا من كلمات جده ابن شهاب ، ابنه أصيل أبو بكر سار على ذات الطريق وحقق وما زال يحقق حضورا جيدا عبر عدد من الألبومات الناجحة كما لديه ديوان شاعر قبل الطرب يحتوي على القصائد التي كتبها طوال مشواره الفني والأدبي منذ دخوله عالم الفن والأدب عام 1956. يعتبر الفنان الكبير أبوبكر سالم من أشهر الفنانين على الساحة العربية ويلقب ب (أبو الغناء الخليجي)،و أيضا يعتبر الفنان الكبير أبوبكر سالم من الفنانين القلائل في الوطن العربي الكبير من نجح ان يكون مغنيا وشاعرا وملحنا وموزعا موسيقيا في آن واحد ويعتبر بذالك الفنان الشامل في صناعة الأغنية من اركانه التلاث وهي الكلمة واللحن والأداء بالإضافة إلى التوزيع الموسيقي ، كما يملك حنجرة ذهبية جعلت من صوته اندر الاصوات في العالم بالإضافة إلى قدرته العجيبة على تغيير درجات صوته بشكل موسيقي وكأنه آله موسيقية. دروب مغلقة هو آخر البومات الفنان ابوبكر سالم والذي اطلق في نهاية سنة 2010 م الفنان الكبير ابو بكر سالم شكل حالة خاصة في الاغنية العربية بحزمة من المواهب والقدرات والمنح الربانية الخاصة به وفي مقدمتها صوته الخاص الغني المتعدد الطبقات حتى انه اختير عالميا كأفضل صوت في العام 1978 بجائزة أفضل صوت في العالم من اليونسكو من حيث طبقات الصوت في اغنيه اقوله ايه. وهذه الفرادة التي ميزت الفنان الكبير ابو بكر سالم سببها نشأته في بيئة روحانية تعبق بالتواشيح في تريم حضرموت حيث تشرب الفن والأدب من أنقى ينابيعه الأصيلة وغدا علمُ من أعلام الفن الحضرمي خاصة والعربي عامة وأسس لنفسه مدرسة خاصة سميت باسمه وتتلمذ على يده جيلُ بأكمله. اللقاء الذي قدر له ان يشكل ثنائية خاصة للأغنية الحضرمية هو اللقاء مع الشاعر الحضرمي الكبير حسين ابو بكر المحضار حيث قدما التحف الطربية العديدة ناهيك ان الفنان الكبير ابو بكر يكتب الشعر ويلحن له ولغيره . غنى الفنان الكبير ابو بكر سالم بلفقية كافة الوان الاغنية العربية من الدان الحضرمي للشرح والصنعاني واليافعي وغنى الفصيح والحجازي والنجدي والعاطفي والحكمة والغربة والتصوف والوطنيات وليس هذا وحسب بل تبنى العديد من الفنانين والفنانات والعازفين والملحنين والشعراء وقدم للساحة الفنية على مدى عقود من الزمن اسماء هي اصبحت بدورها علامات مميزه في سماء الفن. ابو اصيل فنان عرفه الشرق والغرب اذا غنى الدان اطرب العقول والقلوب والوجدان انه حقا مطرب نادر اعطى الكرامة للفن والفنان ممزوجة بالأصالة حتى غدا علما بارزا من اعلام الفن العربي . ففي فهمنا لمعنى الحب كان استاذا من شواطئ عدن اصطحب عشاقه الى تريم الغناء موطن النشأة وذكريات الحصباء ثم الى بيروت واستقر بالرياض. ولد ابوبكر بن سالم بن زين بن حسن بلفقية في 17 مارس 1939 بمدينة تريم التاريخية في حضرموت. وتوفي في 10 ديسمبر 2017 في الرياض عاصمة السعودية عن عمر ناهز 78 عاما ، تغمد الله الفقيد بواسع الرحمه والغفران واسكنه فسيح جناته.