مشروع حياة الإنسان في اليمن حقا كان بعيدا جدا عن تلك المشاريع التي تحملها أطراف الصراع ، لم يكن في يوما ما مقدم على تلك النزوات والأطماع الجنوبية للأطراف المتصارعة الداخلية والمتدخلة ، مشروع حياة الإنسان كان ومازال مغيب تماما كحقيقة ، لكنه يظهر بصورة مزيفة في تلك المشاريع التي يروج لها ليل نهار على أنها مشاريع كبيرة جدا لحياة الإنسان ، مشروع حياة الإنسان في هذه المنطقة توصد كل الأبواب في وجهه ، ويظهر ذلك بجلا في عدم وجود اي رغبة للأطراف المتصارعة في التنحي جانبا وان ذهبت للجحيم وإفساح الطريق له. أطراف الصراع في اليمن لا تستطيع ان تنتصر لمشاريعها الصغيرة لأنها صغيرة وغير قابلة للحياة ، ولن تنتصر في الحرب ولن تنتصر لحياة كريمة للإنسان حتى لو كسبت المعركة . مشروع حياة الإنسان أصبح المشروع المثالي وهو المتصدر لمزاج الناس بعد ان اتضح للجميع ان حياة الإنسان في شعارات تلك المشاريع مجرد استدراج واحتيال لاستخدام الجميع لتحقيق أهداف الأطراف المتصارعة بعيدا جدا عن طموح البائسون ، الذين يعدون وفقا لحساباتهم مجرد وقود . كثير من الناس ضحوا بحياتهم معتقدين أنهم يحصنون حياه الآخرين والأجيال القادمة ، وهو عمل بطولي في الأصل لكن مبني على اعتقاد خاطئ لان الآخرين وهم السواد الأعظم من الناس مازالوا يعيشون في بؤس شديد ومازالوا في نظر فئات معينة انه يجب عليهم دائما ان يستمروا في التضحية والفدى جيلا بعد جيل على خطى من سبقوهم ، لأنهم خلقوا لذلك من اجل رفاهية فئات وأشخاص يتمرغون في الترف في كل المراحل ويحصدون تضحيات هؤلاء البائسون عن بعد. انه آن الأوان لتتوقف كل تلك الأطراف المتصارعة الداخلية والمتدخلة وتترك الساحة لمشروع كبير وهو حياة الإنسان بإشراف وتكليف أممي وحماية قوات حفظ السلام الدولية . وأما ما عدى ذلك فهو الاستمرار في حرب طويلة تحت شعارات زائفة باسم رفاهية الإنسان ، الخاسر الوحيد فيها هم من يحملون البندقية ومن يعيشون في بؤس شديد وهم السواد الأعظم من الناس ، حرب يتجرع كل الناس فيها الموت ويعيش فيها أمراء المشاريع السياسية الاستثمارية في النعيم.