عبدالقوي الشامي هذه الانفعالات والتشنجات المسموعة والمقروءة لبعض اعضاء في المجلس (الوطني) عن مقاطعة الجنوبيون لعضوية هذا المجلس المعلن مؤخرآ, بقدر ما تعكس ادراكآ لاهمية القضية الجنوبية في مسار الاحداث, بقدر ما تستبطن اختزال حقوقي في المعالجة المستقبلية للقضية التي نرفض ان تكون ملحوظة هامشية في بيان هافت لهذا المجلس الذي يطرح نفسه كبديل لحكم البلد, بعد زاول الحكم الأسري, فاذا لم يتقبل هذا المجلس مجرد وجهات نظر الجنوبيين في امور تنظيمية واجرائية فكيف يمكن له ان يتصدى لحلول عادلة وجذرية لمطالب شعب الجنوب العادلة؟ .
من نافل القول: ان حجر الزاوية في حل الاشكالية التي تواجة الوحدة اليمنية هو الاعتراف ان هناك شعب في الجنوب توحد مع شعب في الشمال وان لكلا الشعبين ذات الحقوق المتساوية غير المنقوصة وذات الواجبات, وان الخلل الذي اصاب الوحدة القائمة في مقتل, هو محاولة القفز على هذه الحقيقة, حقيقة تستوجب العودة الى النصوص التي تمت على ضوئها اتفاقية الوحدة, لتصحيح تلك الاختلالات والاخطاء الفادحة, التي ارتكبت بحق الجنوبيون دون سواهم.
اما هلوسة الانفعالات التبريرية, التي يتم تعليقها على شماعة المرحلة وتعقيداتها, والقائمة على قاعدة (منكم الصبر ومنا الوفا) او تلك التي تستقوي بالنسبة السكانية على حساب الجغرفيا فلن تؤدي الا الى المزيد من الفرقة والتشتت فليس هناك من مخرج سوى معالجات سياسية اجتماعية اقتصادية فالحكمة تقول: في حال الخطأ بالتوجيه تجب العودة الى نقطة البداية والقاعدة الفقهية تقول: ان ما بني على باطل فهو باطل.
ان كانت استعادة الحقوق المادية والمعنوية, التي نهبها المتنفذون الشماليون من الجنوب, خلال الاعوام التي اعقبت الوحدة العام 1994م لأصحابها, ان كانت تسيئكم ايها السادة, وتعتبرون انها عصف باليمن والثورة وانها سياسيآ واخلاقيآ غير جائزة, وانكم لوحدكم من تقررون متى يحق لنا كجنوبيون ان نطالب بحقوقنا المنهوبة ومتى يجب علينا ان نستكين فليس في ذلك قمع لرغباتنا بل ومصادرة لابسط حقوقنا في المواطنة.
اما الاخطر في الردود الشمالية لموقف المقاطعة الجنوبية للمجلس المشكل هو محاولة شيطنة اي موقف جنوبي لا يتفق مع الموقف الشمالي ومكمن الخطورة انه يتسق مع المنطق الذي اعتمده النظام الاسري البغيض,القائم على التمسك بالوحدة دون الاقرار بانها تمت بين طرفين احدهما جنوبي كان يعرف بأسم (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) والأخر شمالي كان يعرف بأسم (الجمهورية العربية اليمنية), بل وبدلآ من الاقرار بهذه الحقيقة التاريخية يذهب هذا البعض ما ذهب ذهب الية النظام الذي احتل الجنوب, بان الوحدة تمت بين الشمال وجنوب الشمال!!
نقول للذين يدعون بان استعادة الجنوبي لحقوقة الكاملة غير المنقوصة سيحول كل منهم الى ربع مواطن في بلده! نقول لهم اين كنتم عندما تحول المواطن الجنوبي الى صفر مواطن في بلده وبلد اجداد اجداده .. ونقول ايضآ كفوا ايها السادة عن مزايداتكم هذه, فنحن الجنوبيون اول من دعى الى المواطنة المتساوية, منذ ما قبل الوحدة وقدمنا وطن من اجل الوحدة والموطنة المتساوية, ونحن الجنوبيون الذين جئنا اليكم في صنعاء تكريسآ للوحدة, وكانت النتيجة ان حوربنا في كل ما نملك بل وشردنا من ارضنا, فكيف لنا بعد كل ذلك ان نقبل بوعود, انتم اكثر منا ادراكآ بأنها لا تسمن ولا تغني عن حق.
منطق التبعية البائس هذا, الذي ينظر الى الجنوب وكانه محافظة, مثل تعز او البيضاء, هو منطق الالحاق وعودة الفرع للاصل الذي فشل علي عبدالله صالح فرضة على الجنوبيين وسيفشل اي لاحق لعلي عبدالله صالح ان هو اقدم على تبنية وان كان شباب الثورة, فلا تجربوا المجرب ايها السادة ولا تعيدونا الى 7/7/ 1994م فان كنتم صادقين فلنعيد لليمن لحمته التي اعلنت من قاعة فلسطين في مدينة كريتر العام1989م, والى روح الاخوة التي سادة مراسم رفع علم الوحدة في 22مايو 1990م في مدينة التواهي بمحافظة عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وليس في جمهورية الواق واق ....