عندما يستحوذ تصرف خاطئ على عقول بعض الشباب ويتبنوا ثقافة حمل السلاح وإطلاق النار في الهواء اثناء الافراح والإعراس وتكون استمرارية ممارسة ذلك السلوك المستهجن سنوات دون وجود رادع من السلطة والأمن كي يصدهم عنه ويدفعهم للعودة إلى جادة الصواب ويحد من ترسيخ هذه الثقافة الشاذة التي انتشرت وأضافت الى أفراحنا ومسراتنا صوت ازيز الرصاص المزعج فقط غير حافلة بمردودة السلبي وتهديده أرواح الآخرين والذي يدفع ثمن فاتورته أوجاعاً وآلاماً ناس أبرياء غرباء وليس بغرماء لقد تشرب بهذه الثقافة غالبية الشباب وأصبحت ظاهرة وعادة مزعجة في مجتمعنا ، ومع ذلك مخالفة للعادات والأعراف ولم تكن متجذرة بين سكان مدننا ومحافظاتنا وبالذات محافظة عدن. بالطبع الكل يدرك ان هذه الظاهرة التي خصت جميع الافراح ومواكب الاعراس في محافظة عدن الى جانب إقلاقها الدعة والسكينة فلها مخاطر تهدد حياة وسلامة أبرياء ، وقد تسببت في مآسي عديدة ، فرصاصها الراجع له احتمالية صفع من شاء قدره ان يكون في نقطة منتهاه حين يهوي بقوة الجاذبية الارضية نحوه وان كان ذلك بدون قصد ، وفي مثل تلك الواقعة لا يكون مطلق النار على علم بان هناك ضحية ربما استهدفتها احدى طلقاته ولا الضحية تعرف غريمها صاحب هذا السهم الخارق العابث الذي هبط عليها وأحدث جرحاً لها او أزهق نفسها. كما يعرف الجميع ما تعانيه محافظة عدن من نقص حاد في مختلف الخدمات التي تهم المواطن ولكن الأكيد ان هناك طفرة واكتضاض في استقبال المستشفيات والمقابر واحد اسباب ذلك ضعف اداء الأجهزة الأمنية في تأدية مهامها وتقصيرها في حسم الظواهر الدخيلة والمخلة بالأمن ألى جانب الحرب ومآسيها والإعمال الارهابية. في تصوري الذي يحتمل ان اكون مصيب فيه أم لا، انه من الضروري القضاء على هاتين الظاهرتين وكل ما ينطوي على تحقيق ذلك هو اصدار قرار من القيادة السياسية او من مدير أمن عدن بمنع اطلاق الاعيرة النارية في محافظة عدن والإسراع في تطبيقه على الواقع وبشكل مطلق في عموم مديريات المحافظة ، ويتم ذلك بالتعاون والتنسيق مع بعض الجهات مثل شباب المقاومة في جميع احياء ومناطق محافظة عدن وكذلك مع جميع عقال الحارات وتحميلهم مسؤولية التوعية بالمنع والتحذير من عواقب مخالفتة ، والرصد والإبلاغ عن المخالفين الى مراكز الشرطة من اجل القيام بمحاسبتهم وبشكل فوري بعد اتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم . وحين تكلل مهمة تنفيذ هذا القرار بنجاح يتم اصدار القرار الآخر وهو منع ظاهرة حمل السلاح في محافظة عدن والشروع بتنفيذه بنفس الآلية السابقة ، وفي تقديري سيكون ثقل هذه المهمة اخف وتنفيذها اسهل بعد انجاز مهمة القرار الاول الذي اسقط أهم ميزة لحمل السلاح وسحب بساطها وأبهت جزء كبير من بريقه ، ورسخ فكر واعي لدى الشباب وبهذا يكون قد مهد طريق سهل لتنفيذ قرار منع حمل السلاح . ينبغي على أمن عدن ان يتحمل مسؤوليتة والشروع في اتخاذ قرار منع اطلاق النار في الهواء ومن ثم القرار الآخر وهو منع حمل السلاح في محافظة عدن وعند اتمام تنفيذه للقرارين بالتعاقب يكون قد اصاب عصفورين بحجر ، حيث يكون قد ازاح ثقل عن كاهل المواطن وفي نفس الوقت عزز ثقة وإرادة أمن عدن ورفع معنويات منتسبين ، والله من وراء القصد.