أن النهاية التي رسمها الشعب العربي الليبي للطاغوث الأكبر بتصميمه للخلاص منه مهما بلغت التضحيات حتى لقي مصرعه بعد أن ظهر ذليلاّ أمام الكاميرا قد جعلتنا نقف إجلالاّ أمام تضحيات وإصرارهذا الشعب . ولعل هذه النهاية المخزية التي نالها الطاغوث الأكبر معمر القدافي تكون عبرة لكل الطغاة الذين سطوا على ثروات شعوبهم وأوغلوا في الفساد ومارسوا القتل لمواطنيهم وفرضوا العقوبات الجماعية عليهم وكمموا أفواههم حتى يبقون على كراسيهم المتهاوية ليفرضوا على شعوبنا الذل والهوان والتخلف. ترى هل يتعض هؤلأ من الدرس الذي قدمه شعبنا العربي الليبي بإصراره وتضحياته أم أن هؤلأ الطواغيث أو ماتبقى منهم قد طمس الله على قلوبهم وعقولهم حتى أصبحوا لايعون معناّ للنهوض الشعبي وثوراته في سبيل إستعادة حريته وكرامته وإعادة بناء مؤسسات دولته على أسس وطنية وديمقراطية مستلهَمة من طموحات وخيارات الشعوب. فبعد هذا الإنتصار الذي تحقق للشعب الليبي والخزي الذي لحق بطاغوث ليبيا سيكون أمام الشعوب الثائرة على طواغيثها كبلادنا تحدِعظيم لإنجاز مشوارهم الثوري للتحرر من عوائل الإستبداد الجمهورية التي اُبتُليت بها للحاق بالثورات المنتصرة من خلال تعزيز صمودهم وإنتقالهم إلى مراحل متقدمة من النضال الثوري تؤدي إلى زوال ألأنظمة العائلية المستبدة الباقية حتى تتحقق الإرادة الشعبية الوطنية في النهوض نحو مستقبل وضاء يعيد للوطن دولته وسيادته كما يعيد للمواطن حريته وكرامته وإستقراره وينقلهما من حالة التخلف إلى مراحل النمو والتطور والديمقراطية .
بهذا الدرس العظيم يجب أن يدرك من تبقى من أنظمة القمع والقهر أن إنتصار الشعوب على جلاديهم وناهبي ثرواتهم أمراّ حتمياّ وعليهم إستيعاب الدرس جيداّ حتى لاتفوت عليهم الفرصة فيُلحق بهم الخزي الذي لحق بالقدافي وزبانيته فإرادة الشعوب لاتُقهر فهي من إرادة الله سبحانه جلَ شآنه ... فهنيئاً لشعبنا العربي الليبي إنتصاره ... والله المستعان ... *قيادي في الحركة الوطنية الجنوبية "الحراك الجنوبي"