لقد شهدت العاصمة الجنوبية عدن في الآونة الأخيرة (مفارقات حزبية بين ميسري الشرعية وجعدي الانتقالي) ، ومن خلال هوية الاعضاء المشاركين بتلك المؤتمرات الحزبية الموسعة والبيانات الختامية التي خرجت بها ، ومن جملة هذه المفارقات التي تستدعي الوقوف عندها وتأمل السياسي في نتائج المقارنة عنها من قبل كافة أحرار و حرائر مكونات الحراك الجنوبي السلمي بأيهما أقرب من الحزبيين إلى التعاطي مع الواقع الجنوبي الراهن ... فإذا كان الميسري نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في الحكومة اليمنية الشرعية ، يصنفه الكثير من الجنوبيين بأنه مع الوحدة اليمنية وأنه يريد أن يعود بالجنوب إلى باب اليمن ، ولكن ما لمسته العاصمة الجنوبية من ميسري الشرعية بأنه ترأس اجتماعا موسعا لحزب المؤتمر الشعبي العام في عدن باعضاء حزبيين جنوبيون خالص لا يوجد فيهم شمالي واحد ، وكما نص البيان الختامي لهذا إلقاء الحزبي نصا صريحا ( بأن المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية يدعوا إلى شاركة سياسية مع مكونات الحراك الجنوبي السلمي ) على قاعدة المصير الجنوبي المشترك .. بينما محافظ الضالع السابق الجعدي عضو رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ، الذي يصنفة معظم الجنوبيين بأنه مع التحرير والإستقلال بدولة جنوبية مستقلة وأنه من الرافضين العودة بالجنوب إلى باب اليمن ، ولكن ما لمسته العاصمة الجنوبية من جعدي الانتقالي بأنه ترأس اجتماعا موسع للأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني في عدن باعضاء حزبيين خليط من الشماليين والجنوبيين ، وكما نص البيان الختامي لهذا اللقاء الحزبي نصا صريحا بأن ( الحزب الاشتراكي اليمني يتبنى ويدعم تشكيل حامل سياسي للقضية الجنوبية ) وأكد أيضاً بأن الحزب الاشتراكي متمسك برؤيته لحل القضية الجنوبية تحت رعاية شرعية الرئيس هادي الدستورية .. وما يمهنا كحراك جنوبي ويستدعي وقوفنا عند هذه المفارقات ، بأن ميسري الشرعية لم يشارك في الاجتماع الذي ترأسه أي حزبي شمالي ، بينما جعدي الانتقالي شارك معه في الاجتماع الذي ترأسه أعضاء شماليين وفي وضح نهار العاصمة عدن ، وكما أن الميسري الذين يزعمون بأنه سيعود بنا إلى باب اليمن دعا في بيانه الحزبي إلى شراكة سياسية مع مكونات الحراك وهذه الدعوة الحزبية من المؤتمر الشعبي العام بالمحافظات الجنوبية تعد اعتراف شكلي وضمني بالحق السياسي لمكونات الحراك السلمي ، بينما الجعدي الذي يزعمون بانه يرفض العودة بالجنوب إلى باب اليمن ، دعا في بيانه الحزبي إلى تشكيل حامل سياسي للقضية الجنوبية بشراكة شماليين في تشكيل هذا الحامل ليكون مفصل على مقياس يمني شامل وليس جنوبي خالص ، وكما أنه بهذا النص وبصفته عضو هيئة رئاسة الانتقالي ينفي نفيا قاطعا بأن يكون الانتقالي ممثلا وحاملا سياسياً للقضية الجنوبية .. فعلى إخواننا المناضلين من ثوار الحراك السلمي الذين انخرطوا في صف مكون المجلس الانتقالي ، بأن لا يلومون اخوانهم الصامدين و الثابتين في إطار مكونات الحراك ، عندما لا يعترفون بالانتقالي حامل سياسياً لقضيتهم الجنوبية التحررية ، لطالما العضو الحزبي الاشتراكي عضو رئاسة الانتقالي ينفي أحقيته المجلس الانتقالي بان يكون ممثل سياسي لقضية الجنوب ، وكما اثبت لنا أيضاً بأن الحزب الاشتراكي اليمني بعيد كل البعد عن القضية الجنوب ولا يعترف بحق الشراكة السياسية مع مكونات الحراك وفقا للقرار رقم (2140) مثلما اعترف بها حزب المؤتمر الشعبي العام الجنوبي الذي عقد في العاصمة عدن .. فهل هناك من يدرك حقيقة هذه المفارقات الحزبية ويعمل على ترشيد حدة العداء تجاه القريب من الحراك على قاعدة المصير المشترك ، و يدرك بأن التي توجب أن يكون ضد من هو ضد الحراك السلمي و القضية الجنوبية العادلة ..؟!