إن شبوة بعد الثورة اليمنية المباركة مختلفة تماماً عن شبوة قبلها وعلى مستويات عدة ، إنها بظني بركة ضعف وشائج القربة والتواصل مع الأحزاب السياسية البائسة وقياداتها وأهدافهم الحزبية الشخصية ، شبوة اليوم هي فقط للشبوانيين المخلصين فالإنسان الحر مهما شكلت الإيديولوجية السياسية مواقفه إلا إنه وفي مرحلة من مراحل الصراع مع الذات يجد نفسه منساقة لفطرة حب الأهل على اختلافاتهم ولا يرى نفسه إلا خادماً لهم قائماً على شؤون معيشتهم وأمنهم.
في يوم الأربعاء المنصرم 6/ذو الحجة الموافق 2/نوفمبر حزم الشبوانيين أمرهم واشهروا مجلس أهالي شبوة بعد مشاورات ماراثونية مع مختلف أطياف التمثيل السياسي والاجتماعي والقبلي ، وبكل صراحة نقول إننا لأول مرة نرى أنفسنا في مجلس أهلي محلي ظهر من بين ظهرانينا بتوليفة اجتماعية راقية ومتكاملة ، حيث ضم المجلس الأهلي كل المكونات الثورية والكيانات السياسية والاجتماعية والعسكرية والنقابات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني باستثناء مكون ثوري واحد.
إن الأساس والمبدأ الذي بُني وأسس عليه المجلس هو من يخدم شبوة أفضل وشبوة أولاً وهو ما أشكل على أحزاب اللقاء المشترك او الإصلاح بالتحديد فهمه والذي طلب "المحاصصة" في صورة غريبة توحي أن هناك سوء فهم لفكرة المجلس من الأساس ، فهم يرونه "مجلس حاكم" وليس "مجلس خادم" لشبوة أرضها وإنسانها و كل من فيه يعمل طواعيةً وبلا مقابل مادي وضع نصب عينيه خدمة المحافظة وأبنائه ، فشهوة البحث عن السلطة في تلك الأحزاب ما انفكت تلازمهم و جعلتهم لا يفرقون بين مجلس أهلي شكله الأهالي ومجالس أخرى لهم يد وباع فيها ، فتلك القيادات الحزبية تتفاعل مع المتغيرات التي تظهر من منطلق المكاسب السياسية ويؤكدون لنا يوماً بعد يوم أن نصيبهم في الكعكة هو ما يشكل مواقفهم ، وفي لحظة غباء سياسي يظنون أن التكتيك و الأدوات التي يستخدمونها قبل الثورة ستبقى بنفس المفعول والقوة في زمن الثورة وهي كما يبدو ستكون وبال عليهم.
وهنا يلزم التوضيح إن أبناء شبوة من المنتمين للإصلاح واللقاء المشترك عموماً كانوا منذ البداية يتشاورون و يعملون مع إخوانهم بصفاتهم الشخصية بكل إخلاص لكي يرى هذا المجلس النور وقد كانوا متحمسين له وإنني أكاد أجزم أنهم وهم يعملون على تشكيله بصفتهم الشخصية لم يكن يخطر في بال أحدهم موضوع "المحاصصة" ولكن القيادة الحزبية في صنعاء دائماً لها رأي آخر وقد وضعت نفسها من حيث تدري أو لا تدري في موقف حرج مع أعضائها لأننا في شبوة لأول مرة في تاريخ هذه المحافظة نشهد تكوين مجلس يشعر الأهالي حقاً أنه يمثل آمالهم وتطلعاتهم ، وبما نعرف عن إخواننا في الإصلاح في شبوة من حب للخير ورغبة في اتحاد المواقف نشعر أنهم لا يريدون أن يكونوا غائبين عن هذا المجلس وإن "المحاصصة" آخر ما يفكرون فيه ، ولكن وبحكم التزامهم بمواقف وسياسات أحزابهم فإننا نتفهم تنفيذهم لهذه المواقف ولا نزايد على حبهم لشبوة ونعلم حقاً إن شبوة عندما تنادي أبنائها في ساعة شدة سنراهم في أول الصفوف وأن الحزب وسياساته لن يقف بينهم وبين أدائهم لواجبهم تجاه محافظتهم.
إن لكل فرد في شبوة اليوم دوراً مهما لا بد عليه أن يفعّله ويقوم به ، لقد عطلت طاقاتنا الأحزاب والانتماءات والولاءات المختلفة كثيراً وحان الوقت كي نثبت إننا في شبوة نستطيع أن نعيش بلا أحزاب وانتماءات غير ذلك الانتماء الأصلي العتيق لشبوة ، فعلينا ترتيب أولوياتنا بما يتناسب مع مصالحنا العامة و يجب أن نتكاتف ونتعاضد ونحمي محافظتنا من كل ما يحدق بها من خطر ، فرائحة الدمار قادمة من جهات كثيرة ويجب علينا أن لا ننتظر ، فالطريق أمامنا طويل وعلينا تحمل مسؤولياتنا كاملة ، فعلينا دعم المجلس بكل ما نستطيع وأن لا ندخر جهداً في ذلك ، فالمجلس هو فرصتنا الوحيدة التي يجب أن لا ندعها تفوت .
هامش: هذه بطاقتكم خذوها قيدوا في الكشف أني مجرمٌ أو ملحدُ أو جردوا عني الوظيفة كلفُ من يدعي إني عميلٌ مفسدُ أو لفقوا لي تهمةٌ ألقى بها حتفي وان طلبوا دليلا فاشهدوا إني كفرت بحزبكم تبا لكم أفتجعلون الحزب ربً يعبدُ؟! هذه بطاقتكم خذوها إنني ما عدت للنهج العقيم امجدُ لو أنكم للشعب أربابُ الرخاء ما بات يسحقه الجفاف الأسودُ صالح صايل