لانتصار أي ثورة لابد من توفر عوامل النجاح وأهمها وسيلة إعلامية تقوم بنقل مايجري أكانت قناة او إذاعة او تلفزيون او عن طريق الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي فقد أثبتت ثورة مصر أهمية ذلك فكان شباب ثورة 25 يناير ينقلون المظاهرات وقمع الحكومة المصرية لهم عن طريق الفيس بوك وأيضا ساهمت قناة الجزيرة والعربية وقنوات أخرى عديدة في تغطية أحداث الثورة المصرية بكل تفاصيلها وقبلها الثورة والتونسية ولاحقا الليبية والسورية واليمنية . لكن هذا لم يحدث مع ثورة شعب الجنوب والتي ينادي فيها الجنوبيون بالتحرير والاستقلال . وعلى العكس تماما تعاملت تلك القنوات الموجهة بإجحاف شديد مع ثورة ذلك الشعب التواق لنيل حقوقه المشروعة وهو أول من فجر ثورة سلمية في المنطقة باعتراف القاصي والداني ولم تكتفي تلك الوسائل بتجاهل تضحيات شعب الجنوب بل عمدت إلى تعتيم أعلامي ممنهج وتضليل منظم من قبل وسائل الإعلام اليمنية أكانت حكومة او معارضة و وصفت أبناء الجنوب المناضلين من اجل الاستقلال الثاني لدولتهم( بالبلاطجة ).
هذه الحملة الشرسة التي تقودها قناة سهيل التابعة لحزب الإصلاح اليمني ولسان شباب التغيير الشمالي مثال على ذلك ,فمنذ انطلاقة ثورة التغيير في الشمال وأيضا بعد فشل حزب الإصلاح سحب البساط من تحت الحراك الجنوبي الممثل لشعب الجنوب عمدت هذا القناة على تشويه الحقائق ونقل صورة مغلوطة عن أبناء الجنوب فتارة تصفهم بالبلاطجة وتارة أخرى تصفهم ببقايا نظام الرئيس علي عبدالله صالح وتناست تلك القناة الحزبية أن الشهيد ياسين هو أول شهداء الثورة وغيره من شهداء الجنوب والذين سقطوا في عدن قبل أن تستخدم السلطة العنف ضد ثوار الشمال وحاولت أن تقنع المشاهدين بأن أبناء الجنوب يتبعون علي صالح وهو الذي أذاقهم المر واستباح أرضهم وثرواتهم في 94م بمساعدة حزب الإصلاح والجنرال الثائر الجديد علي محسن والزنداني الذي أفتى بهدر دم شعب الجنوب .
ولان المصداقية قد فقدت من تلك القناة فراحت تصف من يريدون إسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح وهم تابعون لأحزاب اللقاء المشترك بالثوار والمناضلين اما من يريد الكرامة والحرية والاستقلال من أبناء الجنوب فيوصف بالبلطجي والسؤال هل حلال عليكم أن تتحرروا من نظام الرئيس صالح وحرام علينا استعادة دولتنا التي سقطت أسيرة بيد أبشع احتلال شهده التاريخ منذ عام 94م .
قبل خروج الأشقاء الشماليين المطالبين بإسقاط النظام كان الرئيس صالح يصف أبناء الجنوب بقطاع الطرق وانتم اليوم تصفونهم بالبلاطجة وهذا ليس بغريب على من أفتى بالأمس بهدر دم شعب مسلم وهو دليل على انكم تختلفون بكل شىء وتتحدون على نهب الجنوب وثرواته . وختاما أقول لحميد الأحمر : بعد أن أخذت كل شيء من الجنوب أنت وتجار الحروب و استبحت أرضه وهتكت الأعراض وتاجرتم بنفطنا وأرضنا وسكنتم في منزل رئيسنا المناضل علي سالم البيض ، وكان الأحرى بك و أنت جزء من نظام صالح وتاريخه الأسود أن تطلب العفو والغفران من شعب الجنوب الأبي رأيناك كعادتك تقف ضد إرادته وحريته وعجبا ممن يطالب بالحرية لشعبه مقابل غبن واحتلال شعب أخر وان كانت بمسميات جديدة كالفدرالية وغيرها من المشاريع التي رفضها شعب الجنوب في استفتاء المنصورة وبقية مدن الجنوب في يوم 14 أكتوبر المجيد حين رفرف العلم الجنوبي مصحوبا بالزغاريد والدموع والأمر لاتملكونه انتم وهو أننا أصحاب حق .
