الشيخ عبدالله علي هارش منذ سبعة شهور، وقضية الفرنسيين الثلاثة (رجل وامرأتان) الذين اختطفوا كرهائن من مطعم في محافظة حضرموت تؤرق كل المهتمين والمخلصين من أبناء الوطن والحريصين على صورته وسمعته، وكذلك كل المعنيين من العالم الخارجي وعلى رأسهم بلدهم فرنسا. الفرنسيين الثلاثة قدموا من بلادهم إلى اليمن لتقديم الخدمات الإنسانية، تركوا وراء ظهورهم العز والنعمة والرفاهية ليقيموا في ظل ظروف صعبة من الناحية الأمنية والمادية والمعنوية.نزل هؤلاء الثلاثة ضيوفاً لدينا، وإكرام الضيف هي من مكارم الأخلاق، وجميل الخصال التي تحلَّى بها الأنبياء، وحثَّ عليها المرسلون،واتصف بها الأجواد كرام النفوس، فمَنْ عُرِفَ بالضيافة عُرِف بشرف المنزلة، وعُلُوِّ المكانة، وانقاد له قومُه، فما ساد أحد في الجاهلية ولا في الإسلام، إلا كان من كمال سُؤدده، إكرام الضيَّف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه".
لقد امتدت بعض الأيادي المسيئة إلى هؤلاء الضيوف الأعزاء، وقاموا باختطافهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة ودون مراعاة لشرع أو عرف أو قيم.لكن الشيخ الجليل وسليل العائلة العريقة/ أحمد بن فريد الصريمة العولقي أبى ألا تمر هذه الحادثة مرور الكرام التي تسيء إلى الصورة والسمعة لكل أبناء الوطن، وتظهرهم كقطاع طرق، فقاد جهوداً كبيرة منذ حادثة الاختطاف، ولم يغمض له جفن حتى تمكن من معرفة مكان الاحتجاز وهوية الخاطفين بعد عملية بحث طويلة، ثم قام بمفاوضات دءوبة للافراج عنهم حتى تمكن في النهاية من عملية الإفراج، وتسليمهم للسفير الفرنسي في مسقط.
لقد استطاع الشيخ/ أحمد بن فريد بجهوده الكريمة، ومواقفه المشرفة والمخلصة أن يحقق ما لم تستطع أن تفعله دولة بحالها (دولة اليمن)، بل والأدهى من ذلك أن المتحدث باسم الحكومة اليمنية عبده الجندي طالب الحكومة الفرنسية أن تقدم فدية للخاطفين حتى يطلقوا سراح الرهائن.فتحية وتقدير واحترام للجهود السامية والكبيرة والجليلة التي قدمها الشيخ الصريمة في سبيل تحرير المختطفين الفرنسيين الذين نزلوا ضيوفاً علينا والرسول يقول: "ما من الناس مثل رجل آخذ بعنان فرسه، فيجاهد في سبيل الله، ويجتنب شرور الناس، ومثل رجل في غنمه يقري ضيفَهُ ويؤدِّي حقَّهُ".
وهذه الجهود ليست بالغريبة عن الشيخ أحمد بن فريد حيث عودنا دائماً على سخائه وكرمه وأياديه البيضاء وحرصه وتقديره لكل ما يؤدي إلى خدمة كل القضايا الوطنية وإبراز الصورة المشرفة، والعمل لما فيه رفعه أبناء وطنه.
فجزء الله شيخنا خير الجزاء على كل الجهود الجليلة والكريمة التي يقوم بها دون كلل أو ملل، ونحن في زمن أحوج ما نكون فيه إلى مثل هؤلاء الرجال الأجلاء، وكما قال الشاعر:حَمَّالُ أثْقَالِ أقوَام ٍ إذَا افتُدِحُوا = حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُمَا قَالَ: (لَا) قَطُّ إلا فِي تَشَهُّدِهِ = لَوْلَا التَّشَهُّدِ كَانَتْ لَاءَهُ نَعَمُاللهُ شَرَّفَهُ قِدْمًا وَ عَظمَهُ = جَرَى بذَاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ الْقَلَمُ