الجميع يلاحظ ويلمس اختفاء العملات النقدية الصغيرة التي ترتكز عليها عملية البيع والشراء في المحلات والبقالات بل وكلما زرت محل لتقضي ما تحتاجه من سلع غذائية أو استهلاكية لسمعت هذه العبارة التي أصبحت عبارة متداولة بين أصحاب المحال التجارية ( ما فيش صرف – أصرف – روح جيب صرف) ولربما بعض أصحاب المحلات التجارية يضيف فارق الصرف فوق سعر السلعة فراراَ من المتبقي من الصرف وبهذا يتضاعف او يزيد عملة المتبقي من الصرف فوق سعر السلع وكل ذلك يضاعف من معاناة المواطن المتمثل في الغلاء الفاحش الحاصل من هبوط الريال إضافة إلى فوارق الصرف التي أصبحت معدومة وأصبح المواطن التي تراكمت عليه الأعباء مضاف إليه عبئ بواقي الصرف مضافة إلى كل ما يشتري. البعض لربما ينظر إلى هذه القضية وهي انعدام الصرف بانها من الامور التافهة التي لا ينبغي تناولها وذكرها لأنه يراها ليست بمعضلة وهي في الواقع عبئ إضافي على المواطن ولربما تحمل المواطن في كل مرة سلعة لا يرغب في شرائها والتي يتحصل عليها كلما قام بشراء سلعة أو استخدم خدمة كالمواصلات أو غيرها من الخدمات العامة مدفوعة الاجر يكون باقي الصرف إضافة إلى سعر الخدمة. والسؤال الذي يفرض نفسه وبقوة أين العملات الورقية الصغيرة من فئة المائة ريال والمائتين وغيرها وكذا العملات المعدنية؟ لربما قال قائل العملات الورقية استهلكت وعندما لم يتم طبع الجديد تدمرت واصابها التمزق والتلف وللإجابة على من ينبري للدفع بمثل هذه المقولات نقول نعم لربما العملات الورقية ذات الفئات الصغيرة أصابها الوهن والتلف ولكن ماذا حل بالعملات المعدنية التي كانت متوفرة وبكثرة أين مصيرها ولماذا اختفت من التداول وهذا مخطط له ولربما هو من المقصود حتى يختنق السوق وتتعقد المعاملات والبيوع ويتكلف المواطن فوق طاقته وهذه من ضمن سياسة العبث واقلاق واشغال المواطن في دوامة المعدومات التي اصبح يعيشها في مثل هذه الايام. ولربما يتجاوز الرد لماذا لم يتم طباعة العملات الورقية ذات الفئات الدنيا بدلاً عن العملات التالفة وتغطية حاجة المعاملات وتغطية السوق بالعملة الصغيرة كما تطبع العملات ذات الخمسمائة والالف. واصبح فقد العملة الصغيرة يزيد من حالة السوء الاقتصادي الذي يتجرعه المواطن بسبب الازمات المتكررة الناتجة عن سوء الإدارة . فهل من مخرج من هذه الازمات المفتعلة حتى ولو كانت صغيرة التي ادخلت المواطن في حالة من الاختناق والتعب والنفقات المضاعفة .