عاد مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر إلى اليمن للعمل على تنفيذ قرار مجلس الامن2014 لعام 2011 والتوقيع على المبادرة الخليجية من قبل الرئيس اليمني, وبعودة المبعوث الأممي عادت إلى الذاكرة الزيارات التي كان يقوم بها الأخضر الإبراهيمي كمبعوث للأمم المتحدة أيضاءً لتنفيذ قرار صادر عن مجلس الأمن رقم 924 وقرار رقم 931 لعام 1994م شأن وقف القتال, حين شنت آلة القتل والدمار من صالح وشركاه في حرباهم ضد الجنوب. لم يجد مجلس الأمن هذه المرة مفر من عدم تحميل صالح مسؤولية الضحايا من أبناء اليمن الذين سقطوا بعد وصول زحم الربيع العربي فجاء قرار مجلس الأمن يلغي أي ضمانات لصالح ويحمله المسؤلية الجنائية.
يبقى عامل الوقت هو الحاسم الآن في عملية ترجيح كفة المنتصر الثورة أم الرئيس وأسرته, ولهذا تشهد الساحات اليمنية أعمال قتل وترويع ضد المواطنين المعتصمين لإجبارهم على الرضوخ وإسكات الأصوات المطالبة بتنحي صالح عن الحكم, وهو نفس العامل الذي أستغله صالح في حرب صيف 1994م لينهي به القوى الجنوبية في الحرب التي استمرت تسعين يوما ليخرج بعدها منتصراً بعد مراوغته لعدم تنفيذه قراري مجلس الأمن الأمر بوقف القتال.
لم يخرج نائب الرئيس عبدربه منصورمن أيدي صالح ولقد أستغل ورقةللمراوغة والمماطلة, في عملية نقل السلطة سلمياً, لقد فوت الرجل "نائب الرئيس" نفسه فرصة تسجيل موقف إيجابي في أن يكون لاعب أساسي في عملية التغيير وبشكل سلمي بموجب صلاحياته الدستورية ليمسك زمام الأمور في اليمن, وليجنب البلاد أي بوادر انقلاب على الثورة, عند رحيل صالح للعلاج في المملكة العربية السعودية بعد انفجار جامع النهدين, وعلى ما يبدو أن هناك حسابات غير ظاهره للعيان تتعلق باعتناق أعلى سلطة في اليمن لمذهب معين وهو الزيدي, الذي ما أنفك أي رئيس حكم اليمن عن اعتناقه, وهو مالا ينطبق على عبدربه منصور والذي بدورة ينتمي للجنوب حيث المذهب الشافعي هو السائد هناك.
ورغم أن المذهب الزيدي يمثل نسبة ليست الأغلبية في شمال اليمن مع ذلك ظل حكم البلاد محصور عليهم رغم معارضة كثير من علماء وشيوخ المذهب الزيدي الذين يرون أن الولاية لابد أن لا تخرج عن البطنيين, وهو ما يتعارض مع جميع من حكموا اليمن مؤخراً بالرئيس صالح وجميع من سبقوه, وعليه يظهر أن حكم اليمن حتى الآن يرتبط بمعايير, ليست على صلة بالديمقراطية, وهو ما يعطل كل أي نواي طيبة في التغيير وهو ما لا يتقبلها ثوار اليمن الذين صمدوا خلال ثمانية أشهر وهم على استعداد أن يستمروا في ساحاتهم حتى ينقلوا اليمن إلى الدولة المدنية. * باحث وناشطة حقوقية