المعلم في وطني يُهان، والمعلم في وطني مظلوم من حكومته التي جعلته في أدنى مراتب السلم الوظيفي، وهو الموظف المدلل في عهد الزعيم الصالح، فالزيادات كانت للمعلم فهناك العلاوت السنوية والهيكلة وقانون المعلم، وغيرها من المميزات للمعلم، فذهب ذلك كله بذهاب الزعيم الصالح رحمة الله عليه، وأصبح المعلم اليوم يُعاقب والسبب لأنه الموظف المدلل في عهد صالح . يا حكومة بن دغر لقد ثار المعلمون على الزعيم عندما رأوا الاختلالات رغم تقريب شريحة المعلمين ورفع مستوى معيشتهم من قبل الرئيس الصالح، فلا تجعلوا من المعلم خصماً لكم، ولو تحول المعلم إلى خصم لكم، فلكم الويل من ثورته، فثورة المثقف الجائع أشد إيلام من لهيب النار المحرقة، وستتمنى الحكومة لو أنها حافظت على علاقتها بالمعلم وستندم على تجاهلها للمعلم، ولات ساعة مندمِ . تعقل يا بن دغر وارفع رأسك لشمعة هذا الوطن المعلم الذي بذل ويبذل كل ما لديه ليقاوم الجوع والمهانة في ظل حكومة لم ترعَ له حقوقه، ولم تهتم به في ظل متلاطمات الظروف الصعبة، وظل يكافح وظل رافعاً سيفه في وجه الجهل، وتمادت حكومتكم يا بن دغر في إذلاله، فهل عقدتم العزم على محاربته وتجويعه؟ فلقد فاض به الكيل، وهاهو يستعد للثورة عليكم، وقد بدأت بوادر ثورته بحروف وكلمات سرعان ما ستتحول لطوفان سيقتلعكم من جذوركم، ولو أنصفتموه، فسيحفظ لكم ذلك الجميل، وسيحملكم فوق الرؤوس، وسيضعكم في مقل العيون، وفي سويداء القلب، وسيسطر لكم تاريخاً مضيئاً ، فلا تتخذوا من المعلم عدواً لكم، فهو المعلم والمربي والإنسان وهو المفجر للثورات لو رأى شوكة الميزان قد مالت، وهاهي شوكة حكومتكم قد مالت، فعدلوها وإلا سيعدلها المعلمون، اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد .