يشكل مقتل صالح الصماد رئيس “المجلس السياسي” السلطة العليا في التمرد الحوثي في اليمن ضربة قاسية للمتمردين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، ودليلا على ان التحالف بقيادة السعودية ما زال مصمما على حل الأزمة عسكريا، بحسب محللين. ونعت وكالة سبأ التي يسيطر عليها المتمردون مساء الاثنين في بيان مقتل الصماد، مشيرة إلى مقتله ظهر الخميس 19 نيسان/ابريل في غارة جوية للتحالف على محافظة الحديدة، في غرب اليمن. وقتل الصماد مع ستة من مرافقيه، في حين توعد زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي بان مقتله لن “يمر دون محاسبة”. ويقول مصطفى علاني من مركز أبحاث الخليج انه بالنسبة للسعودية وحلفائها “لا يوجد أي خيار آخر (سوى الخيار العسكري) في هذه المرحلة، والحوثيون ليسوا مرنين للتوصل إلى تسوية سياسية” مؤكدا “أن التحالف يحقق تقدما حقيقيا على الأرض”. وأوضح ادم بارون المحلل في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن مقتل الصماد يعد “بالتأكيد انتكاسة كبيرة” للحوثيين. وقال بارون، إن هذا أكبر نجاح للتحالف حتى الآن، ودليل على أن قدراته الاستخباراتية تطورت”. لكنه حذر من أنه ما زال من المبكر تحديد ما إذا كان مقتل الصماد سيغير شيئا، مضيفا أن الحوثيين في السابق “خسروا قادة رئيسيين ولكنهم تمكنوا من النهوض”. وأكد خبير غربي آخر اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن الصماد كان شخصية “عقلانية” شاركت في السابق في المفاوضات، موضحا أن مقتل الصماد يبعد “احتمالات إجراء محادثات مثمرة”. ويشير علاني إلى أنه وبالإضافة إلى الصماد، وهو أول قيادي سياسي حوثي يتعرض للقتل، هناك “25 قائدا عسكريا على الأقل” قتلوا مؤكدا “هذا أمر هام.. انها انتكاسة.. لأن هؤلاء الأشخاص لديهم دائما طريقة لحماية أنفسهم وتحركاتهم دوما سرية للغاية. ويعرفون أنهم مستهدفون”. الحوثيون تحت الضغط وفي الأشهر الماضية كثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية على السعودية، بينها هجوم أطلقوا خلاله سبعة صواريخ على المملكة في 26 آذار/مارس في الذكرى الثالثة لبدء حملة التحالف. وتتهم السعودية إيران بدعم المتمردين بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران. ويقول علاني إن الحوثيين حاليا كثفوا هجماتهم الصاروخية كونهم “في موقف دفاعي بحت على الأرض. هم يحاولون فقط الحفاظ على سيطرتهم (على أراضيهم)، والطريقة الأسهل (للرد على الضغوط) هو إطلاق الصواريخ التي يقوم الإيرانيون بتزويدهم بها بأعداد ضخمة”. وفي 17 من نيسان/ابريل الماضي، تعهد المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن بتقديم “إطار للمفاوضات في غضون شهرين”، ولكن أسلافه فشلوا في التوصل إلى حل للنزاع اليمني. ويشير علاني إلى أن غريفيث قد يكون لديه “فرصة اكبر” للنجاح “بسبب تزايد الضغوط العسكرية” على الحوثيين، مؤكدا أنهم قد يكونون مستعدين “للتنازل سياسيا” نتيجة ذلك.