تقرير / عبدالسلام عارف يجلس محمد سلمان وهو رجل في العقد الخامس من عمره صباح كل يوم اثنين امام بوابة قسم صغير يعالج مرضى السرطان بمستشفى الصداقة الحكومي إلى الشرق من مدينة عدن. أصيب نجل "سلمان" وهو طفل في السادسة من عمره بمرض سرطان الدم (الوكيميا) ومنذ ذلك الحين يزور سلمان هذا القسم على امل الحصول على العلاج في المشفى الحكومي. يحتاج نجل سلمان إلى جرع كيماوية وأخرى عادية كل أسبوع ومرة واحدة كل شهر. مرات كثيرة جلب "سلما" نجله إلى المستشفى لكن المسئولين فيه قالوا ان الجرعة غير متوفرة . تلقي الحرب الدائرة في اليمن بظلاها القاتمة على أوضاع القطاع الصحي في هذه البلاد وبات الالاف من مرضى يعانون بشدة للحصول على جرعات الدواء المطلوبة. يعاني مرضى السرطان من مرارة وألم بالغ جراء مرض مميت وعلاج كيماوي يكلفهم بيع مابحوزتهم للحصول على جرعة واحدة في بلد يشهد حربًا عسكرية منذ ثلاث سنوات وازمة اقتصادية خانقة. في مستشفى الصداقة بعدن يستلقي احمد النجار في فراش المرض باكيا من آلم سرطان المثانة منذ ثلاثة اشهر . ويقول احمد النجار بمرارة وألم ان السرطان تمكن من جسده النحيل في ظروف تعاني منه اسرته التي لاتستطيع توفير العلاج الكيماوي نتجية الظروف المادية الصعبة التي تسببت في انتكاستها حيث توصل قيمة الجرعة إلى 300 دولار وهو لم يكمل حتى الان سوى اربع جرعات. ويقول سلمان متحدثا عن معاناته:" انظر إلى هذه الاسرة تزدحم بالمئات من المرضى لكنهم لايجدون مايحتاجونه من العلاج . وفي عدن تشهد المنظومات الصحية الحكومية اهمالا كبيرا، تسبب بكارثة إنسانية لمرضى السرطان في مركز الأورام بمستشفى الصداقة الذي لم يتلقى اي دعم حكومي منذ سنوات طويلة حيث ان ما يتواجد في القسم هو دعم من قبل بعض المنظمات الدولية والمحلية ويواجه مرضى السرطان صعوبة كبيرة في الحصول على العلاج الكميائي بحسب قول القائمون على المركز . وتشير تقارير صحفية من «منظّمة الصحة العالمية» في اليمن انها سجلت أكثر من 10 آلاف حالة سرطان عام 2017، موضحة ان 40 في المئة فقط من هذه الحالات تلقّت العلاج الكامل وهذا مؤشر واضح لتردي الاوضاع في اليمن . وقال عادل القدسي في تصريح خاص ان" المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان " التابعه له انها عانت جراء الحرب الاخيرة على عدن، تسببت بتوقف الدعم عنها،ماتسبب بزيادة معاناة مرضى السرطان وضاعف من آلامهم. وأكد القدسي ان مؤسسته خيرية تخدم الناس البسطاء، وتستقبل الدعم من أي جهة خيرية تعمل في الجانب الإنساني بعيداً عن الالتباس، ولكن بعد الحرب تدهور وضع المؤسسة في عدن حيث ان اغلب التجار غادروا المدينة ولم يستطيعوا توفير الادوية والجرعات اللازمة. صعوبات جمة يقضي محمد سالم وهو مدير لمكتب حكومي يتبع وزارة الصحة اليمنية جزء كبير من يومه في مقر وزارة الصحة بعدن متحدثا للحكومة اليمنية في الخارج طالبا منها يد العون. يزدحم مكتب سالم بالعشرات من المراجعين يوميا الذين يطالبون بتوفير العلاجات ويبحث اخرون عن منح علاجية. يقول " سالم" ان الحكومة لاتقدم مايكفي من مساعدات في حين يتفرج العالم أيضا على الوضع الإنساني المتردي يمنيا دون ان يحرك ساكنا. يمكن لك ان تشاهد بمكتب "سالم" حالة من العراك بين شخصين احدهما مسئول في المكتب والأخر مراجع. يهتف الناس غالبا بعبارات شاتمة للحكومة ومطالبة بتوفير الادوية لكن دون جدوى .