إن الوطن الكبير الذي يطلبه الشعب في جنوباليمن ويأمل في تأسيس لبناته الأولى في الوقت الحاضر و يأمل أن يكون حاضنا لهم جميعا ربما لم يعد له من وجود في الواقع بعد احتكار قادة المجلس الانتقالي رسم ملامح الوطن باسم التمثيل المطلق لكن في صورة أخرى مغايرة تماما لما يرجوا الشعب على مساحة كان يعتقد أنها وطنه الكبير . وطن لم يعد له من وجود في عقيدة قادة المجلس الثورية بعد اعتقادهم الخاطئ بامتلاكهم ورقة التمثيل المطلق لإرادة الجماهير وربما أيضا اعتقادهم امتلاك الحق في احتكار الوطنية فيه. هم فخورون أنهم انتصروا بثورة الانتقالي على الحركة الجنوبية وفخورون أنهم أيضا أهدوا الأرض لحلفائهم ثمن لهذا النصر . قادة المجلس الانتقالي يرون في الدكتاتورية المطلقة نهج لابد منهش وحرية السير في اتجاهات مخالفة للمبادئ والأهداف التي قامت عليها الحركات الاحتجاجية في الجنوب قبل مجيئهم انه باسم الوطنية ، وانتهاج سياسة التخوين للأخر تحت ذريعة حماية الثورة أيضا ، قادة المجلس الانتقالي يؤكدون مرارا وتكرارا إنهم الممثل الوحيد لشعب الجنوب وإنهم يمتلكون الحرية بتفسير مبادئ وأهداف الثورة الجنوبية في اي شكل يناسب مزاجهم وأنهم يمتلكون الحق في الخروج عن الثوابت والتخلي عن الوطن من الداخل باسم الثورة . لذلك لم يكن مفاجئ أيضا الانتكاسة الكبيرة في نشاطهم ( المسمى تحرري ) باتجاه إقناع الناس بالقبول بالذل وإقناع الناس بثقافة التخلي عن الأرض تحت مبرر ألوفا وضرورة إهداء ارض الجنوب لحليفهم نكاية بشعب صنعا ايضا . المجلس الانتقالي سخر كل إمكانياته لإقناع الشعب في الجنوب بالطاعة للحليف المقرب والقبول بما يريد الأمر الذي اوجد ارض خصبة للحلفاء يتم ألان استغلالها بإجراء استفتاء في أجزاء كبيرة من الجنوب ابتدأ بسقطرى ثم المهرة ثم حضرموت تمهيدا لخروجها من دولة المجلس الانتقالي الورقية أو التحاقها بدولة أخرى . وفي قادم الأيام قد لا يحتاج قادة المجلس الانتقالي التمسك بورقة حق تقرير المصير لدولة المجلس الانتقالي الورقية لأنه لن يتبق لهم إلا عملهم بالأجر اليومي لدى الحلفاء . لكن في كل الأحوال يبقى هؤلاء هم المسئولون أمام الأحرار و التاريخ عن كل ما سيترتب عن هذه الأخطاء التي قد تؤدي إلى ذهاب الجنوب إلى مصير مجهول والحق في الحديث باسم الجنوب الى مصير مجهول أيضا ، هم كانوا ينكرون أي وجود للأخر وأعلنوا عن انفسهم انهم الممثل الوحيد وانهم حصلوا على تأييد كامل شعب الجنوب اذا لمن يوجهون الدعوة للحوار ؟ لذلك فشلوا بعد ان زيفوا الحقائق وفرطوا في كل شي ، اذا المجلس الانتقالي ليس مؤهل ألان ليوجه الدعوة باسمه للقوى والأحزاب والإفراد إلى حوار وطني لتوحيد الصف الجنوبي لتلك الأسباب . إعادة الأمور إلى مربع ما قبل المجلس الانتقالي سيكلف شعب الجنوب الكثير من الخسائر ايضا لكن ربما اقل من الخسائر الفادحة التي لحقت بالجنوب وشعبهفي عهد دولة المجلس الانتقالي التي مازالت تقود الجنوب الى مصير مجهول . المحامي صالح باحتيلي