ايام قليله ويهل علينا شهر رمضان المبارك فأنه يطيب لي أن أبدي رأيا في المشكلة الأزلية التي تواجهنا نحن المسلمين كل عام في بداية الشهر الكريم وفي نهايته .. الا وهي مشكلة ثبوت رؤية الهلال .. والتي وصل الخلاف بشأنها في أحدى السنوات الى ان بدأ الصيام في بعض الدول العربية في يوم .. وفي بعضها في اليوم التالي .. وفي البعض الأخر في اليوم بعد التالي.. فضيحه آن لها ان تتوقف خاصة ونحن في القرن ال 21 .. واذا كانت المشكلة تكمن في سؤال واحد هل ثبوت رؤية الهلال بالنظر ام بالحسابات الفلكية ؟؟ وهنا أقف واتساءل : هل من المستساغ او المتصور ان نعتد برأي أي شخص ما قال انه رأى الهلال في الحديدة أو المكلا وغير ذلك بينما الحسابات العملية الفلكية (التي اوصلت الأنسان الى سطح القمر ثم اعادته الى الأرض بأقصى دقه من الزمان والمكان) تؤكد استحاله ذلك؟؟ .. واذا كانت هذه الحسابات قد أكدت ظهور الهلال في ليلة ما .. فكيف تصور عقلا ومنطقا ان يستطيع أي شخص رؤية ما لا وجود له اصلا ؟؟ اما الرؤية التي وردت في الحديث الشريف صوموا لرؤيته فهي ليست بالضرورة المعنى الحرفي للكلمة ذلك ان الرؤية أعم وأكبر وأشمل من مجرد النظر .. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ((الم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )) سورة الفيل وتفسير ((الم تر )) هو (قد علمت ) كما يقول سبحانه وتعالي (أرأيت الذي يكذب بالدين) سورة الماعون وتفسير ((أرأيت )) هو ((أعرفت )) ومن هنا تجد أن (الرؤية) تتخطى مجرد النظر الى العلم والمعرفة ولا شك أن ادق سبل المعرفة تتأتى عن طريق العلم ولا يجادلن أحد في انتماء الحسابات الفلكية الى العلم وان كان بيننا من ينكر الرؤية الفلكية ويتمسك برؤية النظر .. وهذا الجدال ما سوف نسمعه عند بداية أول ايام شهر رمضان المبارك مما يجعلنا ان نستفسر ان يقول لنا كيف بتعرف على مواقيت الصلاة ؟؟ هل ينظر الى وضع قرص الشمس في السماء والى وضع ظلال الأشياء على الأرض كما كان يفعل المسلمون الأوائل ؟؟ ام أنه ينظر الى ساعته والى مواقيت الصلاة المحددة سلفا بالحسابات الفلكية؟ كذلك في ايام رمضان هل يتعرف احدنا على غروب الشمس تمهيدا لتناول طعام الإفطار وبالنظر الى قرص الشمس وهو يغيب في الفق .. أم أننا ننظر الى الساعة والى الإمساكية لمعرفه وقت الغروب المحدد سلفا طبقا للحسابات الفلكية ؟ كذلك بالنسبة لتوقيت المساك عن الطعام في فجر الأيام الرمضانية .. هل ينظر احدنا الى الخيط الأبيض والخيط الأسود .. ام مواقيت الصلاة وعلى توقيت كل من الغروب تناول ((الطعام)) في رمضان .. فما بال البعض منا ينكر هذه الحسابات عند الاعتداد ببدايات الشهور العربية وفي مقدمتها شهر رمضان المبارك فأهلا وسهلا بقدومه .. جعله الله شهر التوبة والغفران وكل عام والمسلمون في خير وأمان واطمئنان .. آمين ..