يتلخص انسحاب الإمارات العربية المتحدة من التحالف العربي بسحب جنودها وضباطها فقط من جبهات القتال ونقاط التماس وحتى من المناطق المحررة وليس لغيرها جنود وضباط في هذه الأماكن , وستترك خلفها الآليات والمعدات الحربية والذخائر بيد الجنود والضباط اليمنيين في مأرب الإصلاحية والساحل الغربي المؤتمري ( طارق ) وكذلك جبهة ميدي وصعدة كونهم أبناء تلك المناطق المحررة الشمالية . وفي المقابل بالنسبة للجنوب بعد مغادرة الجنود والضباط الإماراتيين فإنهم سيتركون وراؤهم الآليات والمعدات الحربية والذخائر بيد قوات الحزام الأمني في عدن ولحج وأبين والضالع كونهم أبناء تلك المناطق المحررة الجنوبية , وبيد قوات النخبة الشبوانية في شبوة وقوات النخبة الحضرمية في حضرموت وقوات النخبة المهرية في المهرة وقوات النخبة السقطرية في سقطرة كونهم أبناء تلك المناطق المحررة الجنوبية . ولا أحد خسران من انسحاب الإمارات من التحالف العربي لا الشماليين ولا الجنوبيين سوى الحكومة الشرعية التي تسهن من التحالف العربي أن يعيدها إلى صنعاء رغم أنه لا يوجد من لا يزال يعتقد أنها تريد العودة إلى صنعاء . ولو كان أعضاء الحكومة الشرعية يأملون في العودة إلى عاصمتهم صنعاء لكانوا يخيمون في الجبهات يحملون السلاح من بدري بدل الجنود والضباط الإماراتيين أو على الأقل يخيمون في مخيمات النازحين على الحدود السعودية اليمنية بدل العيش الرغيد في فنادق الرياض واسطنبول والدوحة . إن وجود الإمارات في التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية اليمنية أثر سلبًا على مسار نضال الشعب الجنوبي العربي وعلى حراكه ومجلسه الانتقالي وقوات مقاومته ( الحزام والنخب ) ، وخير دليل ما حدث في أواخر يناير 2018 م حين توقفت قوات المقاومة الجنوبية بأوامر من الإمارات عند مداخل قصر المعاشيق ، ولولاها لتواصل الزحف وتم إسقاط حكومة بن دغر الفاسدة الفاشلة وحسم الأمر بالنسبة للجنوب وتحققت أهدافه الاستراتيجية . ولكونها – الإمارات – مقيدة بالتحالف العربي كثرت العراقيل وتفاقمت العواقب في طريق الشعب الجنوبي الذي تربطه أواصر الأخوة بدول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية والإمارات حتى وصلت إلى مستوى العبث بمتطلبات حياته اليومية في توفير لقمة عيشه واحتياجاته من الخدمات . بانسحاب الإمارات من التحالف العربي تتحرر من قيوده ومن مهمة إعادة الحكومة الشرعية إلى صنعاء ، ويتحرر قرارها السيادي لتصبح القوة التي تستطيع أن توقف قطر ومن والاها عند حدهم والتي استفادت – قطر – كثيرًا من انسحابها من التحالف العربي وأصبحت تدعم حزب الإصلاح اليمني الاخونجي ومن ترغب من الجماعات بحرية تامة جهارًا نهارًا دون حسيب أو رقيب تمد هذا وتدعم تلك . إن انسحاب الإمارات من التحالف العربي يحرر الجنوبيين من الشلل الذي أصاب حراكهم ونضالهم ليعودوا كما كانوا أصحاب القرار وأن القرار قرارهم يعززون به سيطرتهم على أرضهم يصدرون قوانينهم بها يوطدون علاقاتهم بالإمارات في مختلف المجالات ، ومن يعتقد من الشماليين شرعيين أو غير شرعيين أن لديهم القوة وبإمكانهم أن يكرروا غزوهم للجنوب فليجربوا المجرب لنسقيهم مرارة الهزائم من كأس 2015م الذي هو ليس ببعيد .