يعتبر ارتباط مخرجات التعليم باحتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بديهيه ضمن أدبيات التنمية فهذه المعادلة تجسد في النهاية طلبا فعالا على القوى العاملة يقابله عرض يتناسب وطبيعة هذا الطلب فتكون حالة الانسجام بين شقي المعادلة من عرض وطلب كفيله بأن تحقق نسبة تشغيل عالية لا بل يذهب علماء الاقتصاد إلى القول أن توازن الاقتصاد الوطني يتم من خلال هذه المعادلة حتى وان لم تتحقق حالة التشغيل الكامل.. وبالرغم من أهميه هذه المعادلة غير انه علينا ان نعترف ان تطبيقها لا يعتبر سهلا وإنها معادلة لا تتحقق على المدى القصير وان تجارب الدول في تطبيق هذه المعادلة لم يسجل حالة تطابق كاملة بل بقيت هناك فجوة غير قابله للتحقيق انعكست في ديمومه نسبة البطالة بين القوى العاملة ومن هنا نقول ان رفع هذا الشعار والعمل على تطبيق هذه المعادلة يتطلب خطه شامله للتدريب والتأهيل مثلما يتطلب قبل كل ذلك حاله انتقاء راشدة للفرع المئوي دراسته في المرحلة الجامعية وقبل هذا وذاك فالمطلوب ليس فقط انتقاء المبحث المناسب لميول الطالب أو لرغبته أو لتقدير حاجة السوق اليه بل ان الأصل في هذه المعاملة هو التميز والإبداع فعندما يكون جانب المخرجات التعليمية على سوية عالية وذات إبداعات واضحة فأن هذا في حد ذاته يخلق طلبا على هذا المبحث أو ذاك وهذا المر يذكرنا بتلك النظرية الاقتصادية التي تقول ان العرض المتميز يخلق الطلب الفعال عليه. فالحديث عن التركيز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة وضرورة دعمها في هذه المرحلة وكذلك ضرورة توفير التمويل اللازم لها وإيجاد الغطاء اللازم لكفالة تقديم الائتمان إلى هذه المشاريع والى تلك الأنماط من المشاريع ذات التميز الفردي او حتى تلك التي توصف برأس المال المخاطر كل هذه الأنماط من المشاريع ومن التمويل يكون متاحا عندما تتوفر صفة الإبداع والتميز فالذي يملك الفكرة والقدرة على ترجمتها الى واقع يكون قد قطع شوطا في الحصول على التمويل لهذا المشروع الصغير وحتى لو لم يكن الأمر يتعلق بمبادرة فرديه على صعيد إنشاء مشروع فان الموظف القادر على ان يطور وظيفته إنا يفتح أفاقا من الطلب على مخرجات هذه الوظيفة لم تكن قائمه من قبل الأمر الذي يزيد من الطلب على القوى العاملة لابل يدفع المؤسسة التي يعمل بها الى ان تندفع أكثر نحو مزيد من الطلب على مثل هذه القوى العاملة طمعا في إنتاج متميز وبالتالي في تحقيق الربح التي تهدف اليه. ومن هنا نقول ان معادلة التوافق بين مخرجات التعليم واحتياجات التنمية هي مفصل هام وأساسي في التخفيف من البطالة خاصة بين صفوف الخريجين والمثقفين غير إننا نقول أيضا إن مهمة تحقيق هذه المعادلة لا يقف فقط عند حدود الجامعات ومؤسسات التدريب بل هي مهمة تقع بالأساس على الفرد وما لم يتحل الفرد بالقدرة على اتخاذ القرار الراشد لتخصصه وبإرادته القوية في ان يبدع وان يكون متميزا فعنده لن تكون هناك سرعه في تجاوب آليات تطبيق هذه المعادلة بل علينا دائما ان نتذكر ان الطالب المتميز والعامل المبدع الخلاق هو الأساس في خلق الطلب الفعال وبالتالي في تمكين هذه المعادلة من ان تجد طريقها إلى التطبيق .. اخيرا نقول ان الشيء الجيد يباع – السيئ يحتاج إلى الإعلان وهذا ما نشاهده اليوم في أكثر من مكان.