عندما تستمع لكلمة ترامب بمناسبة نقل سفارته من تل أبيب إلى القدس تجعلك تصاب بالغثيان بل والاحتقار له فهو نصب من نفسه متحدث باسم الصهاينة وليس رئيس دوله تقول بأنها راعية محايدة لعملية السلام بل أصبح أكثر صهيونية من الصهاينة وتحدث بنبرة عاليه وحماسة وصلت حد العاطفة المقززة فهو اعتبر الأمر يعنيه شخصيا فابنته وصهره هم من ذهب إلى افتتاح سفارته في القدس متحدين المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية ومتجاوزا كل القرارات الأممية المؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي عاصمته القدس الشرقية . بل إن عمله هذا يعتبر صفعه للشعب الأمريكي إذ سخر كل إمكانيات أمريكا وهيبتها العسكرية ومكانتها الدولية خدمه لحثالة من الصهاينة أتوا من بلدانهم الأصلية ليستولوا على أرض شعب آخر ويعيشون على معاناته وإهدار دمه باستخدام كل قوى الشر الذاتية بل والمنخرطة دوليا في هذا القهر والمشرعنة له.. ففي يوم افتتاح سفارة المتصهين ترامب ضحى ب55 شهيدا وقرابة 2000 الفين جريحا من الفلسطينيين المدنيين العزل؛ ليثبت حقا مزيفا باعتباره القدس عاصمة للصهاينة على مر التاريخ بحسب خطابه وهو مايخجل ان يقوله حتى اليهود العارفين بحقائق التاريخ والجغرافيا. ان ترامب أعطى مالا يملك لمن لا يستحق وكان حريا به أن يهدي ولاية من ولاياته الأمريكية لنكون أرضا للصهاينة المتشردين الذين جمعتهم الصهيونية من أصقاع العالم.. أن صراعا مع الصهاينة صراع وجود وهوية وحق في مواجهة الباطل ولن يمر هذا المشروع لاقتلاع شعب فلسطين من أرضه وإعطائه مايسمى بالوطن البديل بتواطؤ من قوى إقليمية وعربية ممن نظروا للحوار بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني. والذي استمر لأكثر من 24 عاما دون أن يفضي إلى أي مكسب للفلسطينيين بل ظل يقود من تنازل إلى تنازل فبعد الحوار طلبوا من الفلسطينيين إزالة عبارة فلسطين الطبيعية الواحدة والاعتراف بإسرائيل وهذا ما حصل والآن يحاولون إقناع بعض جهات فلسطينية بضغوط عربيه للتنازل عن القدس وإقامة أبو ديس عاصمة بديله للدولة الفلسطيني وفيما بعد سيتم إخراج كل الفلسطينيين ورميهم إلى مناطق أخرى ربما في سيناء كما يخطط الصهاينة أو الأردن .. ان الشعب الفلسطيني ليس أمامه من خيار بعد أن خذله الخونة والمفرطون سوى المقاومة على أرضه ولن تقهر بإذن الله قوته المستمدة من الإيمان العميق بحقه في الوجود على أرضه؛ و لسان حاله : اللهم إني مغلوب فانتصر.