بعد ثلاث سنوات تحرير كل الجنوب وبالذات عدن معصود عصيد دسائس ومؤامرات وفتن وصراعات وسرقة رسمية ونهب رسمي وفساد وإفساد وفوضى فلا وجود لدولة ولا لمؤسسات ولا لخدمات والناس دائخة بعد الرواتب والمعاشات وأبسط أساسيات الحياة من كهرباء وماء ونظافة وبترول منشغلة والحكومة (بحجر الأساس).. رجال عدن راحوا وشبابها ضاعوا وجيلها سقط والناس تكابد حياتها غارقة في (برميل قمامة) و(صرف صحي) و(صرف أخلاقي) يعاني منه اليوم أهل عدن في عقاب جماعي قاسي في الحقوق والخدمات بين أمراض ووباء وجوع وغلاء كما لم يحصل لعدن في تاريخها لا في زمن الحوثي ولا في زمن علي صالح ولا في زمن الحزب الإشتراكي ولا في زمن السلاطين ولا في زمن بريطانيا ولا قبله ولا قبله ولا قبله. بعد ثلاث سنوات تحريرعدن تضيق بتكتلات وجماعات تمزقت أُمة وانقسمت أحزاب وكثُرت مكونات وتعددت ولاءات كلٌ له موال.. تغيرت مباديء وتعددت مواقف وسقطت أخلاق وما عاد لنا من قضية وطن ضاع ودولة سقطت وثروات نُهبت ومؤسسات دمرت وعملة انهارت وبطون جاعت.. ما عاد لنا من قضية غير شرعية هادي هي القضية.
شرعية هادي هي القضية بين شمال مختل وجنوب معتل ونخشى أن يعود لنا الرئيس الشرعي هادي بعد عمر طويل من الرياض ولا يجد له مكاناً في خارطة جديدة دامية فيها شعوب ممزقة ودويلات مفرقة أطراف أرضها مقضومة وأطراف رجالها مبتورة .. فلا الشمال يبقى شمالاً ولا الجنوب يبقى جنوباً وقد اختلط الحابل بالنابل فلا تعرف المهرة من عُمان ولا صعدة من جيزان والبقية تقاسمها الأخوان واولاد العم والأخوال وتعز تهرول بلا عنوان وعدن في الملف الأُممي حائرة بين توتنهام والصومال.