حتى وأن قلل البعض من موقف أبناء الجنوب الرافض لأنتخابات 21 فبراير الذي سطروه على رقعة الوطن ورسموه كلوحة سلمية في غاية المثالية والروعة برغم الرفض المقابل من أعداء هذا الشعب وأستماتتهم في عدم السماح باكتمال مثاليتها وروعتها عبر همجيتهم المدفوعة بغريزة الثيران المتعطشه للدماء والقتل و تعمدهم لصق أتهامات العنف والتخريب بأبناء الجنوب من خلال تفجير وتدمير منشأت الجنوب وممتلكاته العامة التي أستخدموها كمقرات للجان الأنتخابات الصورية تلك وقتل الشباب والأطفال والنساء والشيوخ من الجنوبيين دون ذنب أرتكبوه سوى رفضهم علنا تنفيذ مسرحية الأنتخابات على أرضهم إلا أن ماقاموا به في ذلك اليوم شي عظيم لا يستهان به أبدا وبمثابة رسالة شعب شديدة الوضوح مكتوبه بكل لغات العالم . فمهما شوه المشوهون وخرب المخربون في محاولة يائسه منهم للتقليل من ملحمة الرفض الجنوبي والنيل من توافق أبناء الجنوب ضد الأنتخابات التوافقيه ليس ضد شخص المرشح الوحيد لخوض غمارها كما يروج ويزعم البعض ولكن لرفض العملية برمتها بحسب تأكيد قيادات جنوبية كبيرة والمواطن الجنوبي الرافض نفسه. لا يختلف أثنان حول أهمية حدث 21 فبراير الماضي بالنسبة لشعب الجنوب فقد كان بالفعل يوم تاريخي حافل بالتضحية والدماء والبطولة والتحدي والأصرار على قهر الظروف ومواجهة الهمجية والعنف ،يوم أستقبلت فيه أجساد الجنوبيين في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة الرصاص مختلف الأحجام والأعيرة وأستنشقت أنوفهم و تنفست صدورهم كافة أنواع السموم المنبعثه من القنابل الدخانية والغازية الممطوره بغزارة في سماء الكتل البشرية الجنوبية الهائلة المنتشره في شوارع وساحات وميادين الجنوب في مشهد دونت كل المشاهد الشبيهة له في سجلات أبشع الجرائم المرتكبه بحق الأنسان في هذا الكون وعلى مر العصور. رسالة شعب الجنوب المؤرخة في21/فبراير 2012م رغم وضوحها الشديد وواحدية لغة كتابتها إلا أن خلاصة ماحوته سطورها تتمثل في مخاطبة كل الأمم في العالم بأسره بالقول (هنا يوجد شعب عانا كافة أصناف الإذلال والتركيع وتجرع امر مرارة الظلم ،شعب قيدت حريته بإحكام وأنتهكت كرامته وعذرية سلمية نظاله ببشاعة ،شعب تواق للحرية ومتطلع للأستقلال ،شعب يتعرض كل يوم للإبادة وتتعرض هويته وثقافته للطمس والإزالة مع سبق الإصرار والترصد ، هنا شعب ينادي ضمائركم ويستصرخ أنسانيتكم ويستنهض حمية وغريزة أحترامكم للأنسان وكرامته وأحقية تطلعه للعيش على تراب وطنه بأمان وطمأنينه . *عدن الغد