حالة من التشرذم والانقسام والتفكك والتمزق الامني والسياسي تعيشها عدن وحمل السلاح فيها لمن هب ودب دون ضوابط يعد فتنة يجب وادها قبل ان تؤدي بنا إلى مالا يحمد عقباه ،مرض عضال يجب إنهائه وفتن تفتك بناء يجب اطفاء نارها . تحتم علينا مسؤولية كبيرة لإنهاء الصراع الأمني في عدن فالدولة وهيبتها تظهر من خلال جهازها الأمني على فرض الأمن والاستقرار في البلد والسيطرة على الوضع الأمني ومنع أي اختلالات أمنية فيها ،
نحن مطالبون جميعاً بفرض قوة الأمن قبل ان تعود السينارويهات ولنا في سيناريو أمس عبره لنشد اليد باليد لإيقاف ما يحدث من مهزلة.
يوم أمس احتج الأمن واحتجت الناس على اقدام القيادي وليد الادريسي الدخول الى ميناء عدن حاملا سلاحه ومرافقيه ،
أخذت الأطراف تسييس الأمر والتحدث بلغة التحريض على الامارات والأمن في عدن وقد كانت ستحدث على أثرها فتنة وقتال لا سمح الله لكن تم تدارك الأمر من قبل قياداتها
مثل هذا الحدث والمشهد ليس جديد في عدن فكل يوم نرى حادث جديد وسيناريو مختلف اما مسلحون يغتالون فلان وعلان او نرى مسلحون يبسطون على أرض فلان او نرى مسلحون يسطون على منزل أو على بنك أو مؤسسة ، أحداث لم نعطيها اي اعتبار أو اهتمام بقدر ما اعطينا الاهتمام حادث دخول القيادي وليد الادريسي إلى الميناء بالسلاح ، لانه كان القشة التي ستقصم ظهر البعير والذي ينذر بكوارث كبرى على الطريق.
ثلاث سنوات ونحن نتحدث عن مخاطر السلاح والفوضى وان عدن هي مدينة العلم والثقافة والنور والتعايش والسلم يجب أن نعمل جميعاً على بقائها بعيدا عن الصراعات والفتن واعادتها الى مكانها الطبيعي بعد أن تحولت منذ تحريرها إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف ولا يراعي فيها لا قانون ولا ذمة .
ما يحدث في عدن مأساة مفزعة نصاب من خلالها بالاساء ونحن نرى الفساد يغزوها في كل مكان حتى التعليم وهو أساس كل دولة نراه لم يسلم في عدن من الصراع والقتال حيث كانت عدن قبله لكل ابناء الجنوب مقصدا للعلم والتجارة ،والفرح، وقبله للعشاق والمحبين، منارة للحضارة والثقافة، ومجمعاً للنظام والقانون وعنواناً للمحبة والسلام والتعايش بين مختلف كل الاديان والمذاهب والبشر.
انتشر الشر في عدن واصبحت عدن ضيقه على أبنائها حين أصبح ابنائها شرا مستطير لتدميرها ،واصبح يغزوها الفساد والتخلف والجهل كالسرطان يدمر جسدها الطاهر دون رحمه .
نحمل المسؤلية الأمن والتحالف في مثل هذه الفوضى وتشجيع الفصائل المسلحة والمشاهد الغير مرغوب بها من حمل السلاح في عاصمتنا الحبيبة عدن ،
لأن الأمر في ضبط الأمن لا يحتاج إلى كل هذا التساهل وبامكان الامارات والشرعية والتحالف ايجاد الحلول المناسبة ودعم أمن تحت اشرافهم ويقوموا بانهاء كل الفصائل المسلحة ونزع السلاح من الناس أو تشكيل قوات أمن مشتركة توافقية تخضع للنظام والقانون والمحاسبة والرقابة بعيداً عن تسييس الأوضاع في عدن.
عدن تحتاج جرعات قوية لاعادتها إلى موقعها الطبيعي تحتاج إلى قياده امنيه قويه تزيل السلاح وتفرض سلطة القانون.
من هنا نطلق المناداة انقذوا عدن قبل ان تسيل الدموع دما عليها فالوضع يحتاج الى التكاثف والتعاون في اخراج عدن مما هي عليه لاعادة عدن لطريقها الصحيح والسليم وازدهارها ولن يتم ذلك الا متى ماتم بناء جسر للتواصل الأمني بين الجميع ومعالجة القضايا الأمنية انطلاقا من الحرص على الوطن لا الحرص على مصلحة فلان وعلان والتعصب القبلي البالي. وحل الأمور بيد تفرض القوة ويد تحاجج باسلوب هادى متزن وتعالج بما يقتضيه ويتناسب مع الواقع المعاصر دوون تعصب وتشنج.
السلاح بيد من هب ودب وانتشاره بعد الحرب الأخيرة خطر يجب ازالته لما للسلاح وانتشاره من المخاطر الكبيرة فهو أداة ووسيلة للدفاع عن البلد والحماية الأمن والمجتمع ، كما أنه قد يكون مصدر قلق وألم، عندما بنتشر لدى الأفراد ويصبح استخدامه في غير حاجته وهذا ما يجب التنبه له خاصة وانه أصبح التباهي به خطراً يهدد مستقبل وحلم ببناء وطن مستقل
وحمل السلاح لا يكتمل بالقانون وحده خاصة بل نحتاج الى ثورة عظمى من الوعي والثقافة للقضاء على ارث النظام الشمالي وما أوجده في الجنوب من سلوكيات وجهل وتخلف ولم نكن نشاهد أو نسمع عن حمل السلاح واستخدامه في المدن بالجنوب حيث أصبح اليوم حمل السلاح في عدن من عادات التفاخر والاستعراض وكم شاهدنا ارواح تزهق بسبب اطلاق الرصاص بشكل عشوائي وفي الاعراس والمناسبات تحتفل الناس بإطلاق الرصاص بالهواء في مدينة مكتضه بالسكان إذ أن طلقة طائشة كفيلة بإنهاء حياة انسان بلا مبرر، فيحدث كل ذلك داخل عدن اليوم ناس تفرح وتزغرد على أحزان وبكاء وعويل ناس آخرين.
مآسي عده ولها أوجه مختلفة وها هو من ضمن الوجوه الخطيرة حمل السلاح والذي يتسبب بحوادث كثيرة ويستخدم حتى داخل البيوت لمجرد اختلاف عائلي يرفع الاخ السلاح بوجه أخيه وتراق الدماء بكل سهوله وتنحر الرقاب وينتصر الباطل على دماء الشهداء والجرحى .
لوجه الله عودوا لرشدكم وكونوا لعدن مثل زمان ابناء بارين ارفعوا السلاح عنها وانشروا الحب والسلام ولتكن هناك يد تبني ويد تحمي لا أيادي توجه السهام لبعضها وحدوا الأمن وقواته وكونوا حماه لعدن فعدن تستحق ان نبرها .