بعد ان تمكن الجنوبيون من تحرير ارضهم وطردوا العدوان الحوثي الغاشم من مدن الجنوب الواحدة تلو الاخرى وقفت العملية العسكرية على تخوم باب المندب وبدأت المشاورات بين القادة العسكريين الجنوبيين والقيادات العسكرية لقوات التحالف وتم مناقشة المشاركة والاستمرار في الشراكة المتداولة بين الطرفين حول المضي قدما في الحرب ضد الانقلابيين خارج حدود الجنوب وفق عاصفة الحزم وإعادة الامل لقد دخل القادة العسكريين الجنوبيين في توافق مع التحالف العربي على انهاء الانقلاب ودحر الحوثيين وإعادة الشرعية وهذا مالتزم به الجنوبيون . وانطلقت بكل ثقة قوات المقاومة الجنوبية بالوفاء والعزم تخط طريق النصر في الساحل الغربي والحدود الشمالية المشتركة بين اليمن والمملكة وتمكنت القيادات الشابة الجنوبية في جبهة صعدة من اختراق حاجز الرعب الوهمي الذي صنعه الحوثيون عن صعدة وفيها وعبرت آليات الجنوبيين ومدرعاتهم الطرق الملغمة والمفخخة لترفع راية الهوية الحربية الجنوبية المميزة فوق جبال صعدة لأول مرة في التاريخ ولأسباب لوجستية وعسكرية بحثه انفردت قوات جنوبية بمشاركة قوات التحالف في تلك الجبهة. اما عن جبهة الساحل الغربي فلقد سطرت الوية العمالقة الجنوبية ملاحم بطولية خالدة وهي تفتح المدن الساحلية الواحدة بعد الأخرى لتصل الى مشارف مدينة الحديدة منطلقة من ذوباب وباب المندب وعلى مشارف ميدي من جهة حدود المملكة وتكاد تغلق الباب نهائيا على حلم ايران الحوثي بالسيطرة والتحكم بمنفذ باب المندب لتطرد نهائيا من البحر الاحمر الذي تمكنت القوات الجنوبية بمشاركة قوات التحالف العربي من الاطباق الكامل. فيه على الموانئ اليمنية في جهة الغرب اسوة بميناء عدن الذي كسرت القوات الجنوبية وبددت المشروع الايراني فيه من وقت مبكر. تتبادر الى الاذهان العديد من التساؤلات عما يدور في خطط الحرب والتكتيك العسكري والتدابير السرية .... مالسر في اعتماد الحرب على القوات الجنوبية في التحرير والحسم للمعارك رغم الخطورة والمغامرة بقوام الجيش الجنوبي والعتاد العسكري لقوات التحالف. لماذا لم توكل حرب التحرير وحسم المعارك في المدن اليمنية الى قوات يمنية محلية بمشاركة قوات التحالف العربي كما هو الحال في المدن الجنوبية التي تحررت وحسمت فيها المعارك بقوات محلية جنوبية ومشاركة التحالف العربي. هل اوكلت عملية الحسم العسكري ودحر الانقلاب الى القوات الجنوبية لأسباب ما لن يتم الافصاح عنها في الوقت الحاضر لدواعي عسكرية وأمنية .. وما حقيقة الدور السلبي للتعبئة الشعبية في المدن اليمنية وعدم مواجهة الانقلاب الحوثي والتصدي له سلميا او عسكريا منذ بداية الانقلاب. وماذا يعني تطبيع الاوضاع والتعايش الطبيعي في المدن اليمنية بين الحوثيين وفئات الشعب المختلفة. هل تتوفر العقيدة القتالية في الحرب الدائرة شمالا عند الجيش والمقاومة والقبائل اليمنية. ولماذا تتجمد الجبهات في صرواح ونهم وتعز وأجزاء الضالع الشمالية وبقايا لحج الشمالية ومكيراس والصحراء الحضرمية.. هل دارت الايام وتبدلت الاحوال ليغزو الجنوب الشمال ويستولي عليه .... ايعقل ان تكون قوات المقاومة الجنوبية وألويتها القاهرة هي نوات الجيش الذي يستولي على اليمن ويضمه للجنوب .... هل القوات الجنوبية ستغزو الشمال ام هي بصدد عملية انقاذ لاستعادة الشرعية ودحر الانقلاب ولماذا هي تقاتل وغيرها يتدرب ويتأهل ويتمون. ان الاندفاع الجنوبي الصاروخي المعزز بتجارب العرب وترسانتهم العسكرية الفتاكة لايمكن ان يصول ويجول لمهمة عابرة ان وراء الاكمة ما وراءها وحذاري من ان تتحول قضية الجنوب من قضية شعب جنوبي يطالب باستعادة دولته الى مشروع استراتيجي بعيد المدى لم تبدأ خيوطه. ومساراته لم تتضح بعد .