الاحداث الاخيرة في اليمن كانت بمثابة عملية فرز لكم هائل من السلوك و الرواسب الاجتماعية والسياسية الشاذة التي عصفت باليمنوحضرموت وأقعدته عاجزا عن السير نحو البناء في كافة الجوانب ، اقعدته منذ اللحظة الاولى التي بدأت فيها شعوب المنطقة الانطلاق الى الامام ، مايحدث اليوم هو انعكاس لذلك السلوك والرواسب الاجتماعية والسياسية الشاذة التي يبدو انها بكل تأكيد تلفظ انفاسها الاخيرة حتى وان ظهرت في صورة دعوات مغلفة بشعارات براقة و اهداف ومبادئ نبيلة. اهم نتائج الفرز ان كل المشاريع الصغيرة الشاذة ستتبخر بتمام مشروع اخراج حضرموت من حسابات الاطراف التي استغلته كورقة لأضفى القداسة والوقار لتلك المشاريع المدنسة والكاذبة ، ذلك بعد المرور بالمراحل التمهيدية لليمن الاتحادي الذي تم إعداده في الاصل لإعادة تسوية كل النزاعات الاجتماعية والسياسية واخروج حضرموت كدولة ، وهو مشروع ستتبخر بتمامه كل المشاريع الاخرى والشعارات التي سببت ارباك للعمل السياسي الجاد في كل المراحل ، العمل السياسي الذي بحث في الاصل وبشجاعة مواجهة الظروف والنزاعات الاجتماعية والسياسية التي اجج نارها حملة المشاريع الصغيرة هنا وهناك التي استهدفت في الغالب منها - اذا لم تكن موجهة بالكامل – للوقوف ضد قيام دولة حضرموت. ان مرتكز ذلك السلوك الشاذ ومرتكز المشكلة هي تلك الاصوات التي تدعي الهيمنة المطلقة ، تلك الاصوات التي تمتلك القدرة على اسكات وتخوين الكل بسم الكل على مساحة كبيرة ، وفي ذات الوقت مصممة على السير في نفس الطريق بشعارات اقناع الجماهير بالشي وضده ، شعارات تحمل مشروعا لم يكن الا تكرارا لسلوك ثبت انه شاذ ، فهؤلاء هم جزء من نتائج الفرز التي احدثتها حالة الصدام بين المشاريع الفاشلة ، التي لم تترك مساحة لصوت العقل ، وتركت العنان لشعاراتها التدميرية قتل الكثير ، ووقفت ضد اعادة رسم خارطة البلاد في الشكل الذي يضمن قيام دولة قابلة للحياة ، ودمرت ما كان شبه دولة. عملية الفرز الاخير لن ينجوا منها هؤلاء ، لذلك لن يكونوا جزء من الحل القادم ولن يكونوا ممن ستسمع منهم الجماهير بشارات الخير والسلام والرخا في قادم الايام ، و ما صدر ويصدر عنهم من جعجعة لن تتجاوز في نهاية المطاف كونها ظاهرة صوتية كواحدة من نتائج الفرز التي يشهدها المجتمع لذلك الكم الهائل من الرواسب والسلوك الشاذ في كل مناحي الحياة ،ويظهر جليا ان تلك الاصوات عجزت تماما عن ايقاف اعادة رسم خارطة البلاد على النحو الصحيح ، خارطة قد تكون مخالفة لأحلامهم ، لكن سيقبلون بها في نهاية المطاف ، ولم يعد امامهم من مناص الا تغيير كل تلك الشعارات التي قتلوا بها الالاف ، ليلتحقوا بالمشاريع القابلة للحياة. لكن المرحلة الاخيرة يبدوا انها من اكثر المراحل وضوحا وأصبحت الجماهير قادرة على استيعاب الحقائق ورفض الاوهام التي تمليها فئة صغيرة ورفض ذلك الكم الهائل من المغالطات التي لن تكون الا اكثر فداحة واغبى من سابقاتها التي قتلت الكثير ثم تبخرت ، الجماهير الان اكثر وعي وقادرة على السير في الاتجاه الصحيح وأصبحت على يقين ان ذاك الوطن شعار تلك الفئة مجرد وهم ، ولم يعد له من وجود حقيقي حتى في عقيدة حملة تلك الشعارات الثورية المتقلبة.