لا أنكر أنني ممن كتبت غزلاً..ونثراً..وشعراً..وأدباً..في شخص المحافظ أبوبكر حسين، وممن حثيت المواطنين جميعاً على الوقوف بجانبه ومساندته لما رأيت فيه من الخير والصلاح لمحافظته ظاهراً،فلست معنياً بسبر بواطن الأشخاص وسرائرهم، فهذا لله وحده.. ولازلت أكرر هذا طالما وهو سيخدم محافظته وأهلها دون تمييز أو مناطقيه، او جغرافية معينة مثلما يحدث الآن في (دلتا) المحافظة، لتغرد باقي مديريات المنطقة الوسطى خارج سرب أخواتها في دلتا الأسمراني التي تنعم في ظل عهده بالخير والإهتمام، بينما الأخريات تتجرع مرارة التجاهل والحرمان.. في معاملة يدركها ويشعر بها الصغير قبل الكبير، والمدير والغفير،ولكننا سنحسن الظن (بسالمين) أبين كما يحلو للبعض أن (يسميه) فلعله يحمل في جعبته الخير لنا،ولعله ينتظر الفرصة السانحة كي يفاحئنا به،فيغرقنا فيه لدهور كثيرة،وحينها لن نجد كلمات تعبر عن شكرنا له.. مراراً وتكراراً كتبنا وناشدنا ووضعنا على طاولة محافظنا الكثير من المشاكل التي تعاني منها المنطقة الوسطى، وعن الحرمان وعن إفتقارها لأبسط مقومات الحياة،فكان يحذونا الأمل في أن يهب المحافظ من (مضجعه) وينتفض فلا تغرب شمس الضحى إلا وقد لبى النداء،بيد أننا صُدمنا بواقع بائس وبعدم إستجابة المحافظ لأي شيء،وكأن في أحد أذنيه طين والأخرى (عجين).. فهل آن للمحافظ أن يلتفت للمنطقة الوسطى، وينظر إليها بعين المسئولية والشفقة والرحمة،وينتشلها من المعاناة التي تعاني منها،ويخلصها من الفساد وعتاولته،ويقتلعهم من جذورهم،ويعطينا الجزء اليسير من إهتمامه (بدلتا) المحافظة وأهلها،ننتظر منه أن يشمر عن ساعديه ويبدأ مرحلة البناء والإصلاح والتغيير الجذري لكل ماهو فاسد ومفسد، ويضع اللبنات الاولى لحياة لا نقول (ترفه)، بل حياة تضمن للبسيط أقل القليل مما يحتاج.. لن نتحدث عن الفساد فقد فاحت رائحته،ولن نتحدث عن الظلم فقد بلغ مبلغه،ولن نتحدث عن الفوضى، فقد عانقت السحاب،ولكن سنتحدث عنك أنت كرجل مسئول عن هذه المنطقة التي أنت (وليها) وراعيها،والتي تنتظر منك أن تلتفت إليها بمسئولية وصدق.. فهنا الكهرباء تحتضر والفاسدون عاثوا فيها فساداً،وهنا البلدية غارقة في مخلفاتها ومجاريها،وهنا المياة نضبت (ينابيعها)،وهنا الصحة تجابه الموت،وهنا التعليم قتلته الأمية،وهنا الامن يخاف من الغدر، وهنا...وهنا... وماخفي كان أعظم..