خجل الخجلُ من ذاته, ومل الصبره صبرهُ, حتى كلماتنا خجلت لكثرة تكرارها, فحد علمها أن التكرار (للحمار) وليس للشطار, وهؤلاء القوم لم يتحرك فيهم (ساكناً) , ولم يثُر فيهم (دماً) , وكأني بهم قد أدخلوا (أحاسيسهم) ومشاعرهم في (ثلاجات) محطة الكهرباء التي باتوا يسيطرون على مفاصلها ويقطرونها حسب الوجاهة والمكانة وربما الأذرع الطويلة.. كلما حاولت أن أتوقف عن الكتابة عن واقع الكهرباء يجبرني تعاملهم (الأرعن) على العودة مرة أخرى وخوض غمار الكتابة لعل صوت المظلومين يصل إلى من به (صمم) محافظتنا التي تركت المنطقة الوسطى (تغرد) خارج سرب الخدمات والدعم والمنظمات والجمعيات, بعد أن منح (الأسمراني) الدلتا وأهلها كل الحب والخدمات ولم ينلنا منها غير الحسرة والقهر.. اليوم بات وضع الكهرباء سيء للغاية بكل ماتحمله الكلمة من معان, وبات لايطاق ولايحتمل على الإطلاق, رغم محاولتنا الحثيثة والمتكررة معرفة السبب من إدارتها ليبطل (عجبنا) الذي قتلنا, إلا أننا نجدها أعذار مستهلكة ومكررة منذ سنوات لاسيما في بعض المناطق المغلوبة على أمرها.. لن أتحدث عن وضع الكهرباء في مدينة العين (الجارة) للأم (لودر) حتى لايظن البعض أنني عنصري أو مناطقي, رغم أن الواقع في الجارة ( الخالة) مؤلم وموجع وربما ينفجر البركان فيها في أي لحظة ويقتلع كل شيء ولن يبقي أو يذر, ولكني سأتحدث عن حال منظومة تتكرر فيها هذه المآسي كل عام دون أن تكون هنالك أي حلول جذرية لهذا الواقع البائس.. وتتكرر فيها الذات الحجج الواهية التي حفظها المواطن عن (ظهر) قلب وبات يدرك أنها مجرد ضحك على ذقون البسطاء لاسيما في المناطق التي تفتقد للسيادة وللمكانة وللأذرع (الطولى), والمحسوبية, فلا يُعقل أن أن تستمر حكاية الإختلالات والإنقطاعات من ذات المشاكل السابقة ومنذ سنوات عجاف, ولم يتم وضع حلول لها وإجتثاثها كلياً كي ينعم البسطاء بخدمة الكهرباء ولو بأقل القليل.. لايوجد تفسير لهذه الهمجية واللأمبالاة التي ترزح تحت وطأتها كهرباء المنطقة الوسطى إلا أن هناك من يسعى (لتخريبها) وتحويلها إلى أطلال نبكيها ونندبها وحينها لن يفيد الأذان في (مالطا), ليس هذا وحسب بل ربما يكون هناك إهمال متعمد أكان من سلطة المحافظة الغائبة كليا عن المنطقة أو المحطة ذاتها لغرض في نفس (يعقوب).. للسائل وللقارئ أن (يتخيل) وضع التيار الكهربائي في بعض المناطق منذ سنوات وليس (وليد) اللحظة, وله أيضاً أن يتجول في هذه المناطق ويغوص بين أهلها ثم (يحكم) بعد ذلك, لان بعض المطبلين ممن يخشون على مصالحهم ومناطقهم سيعتقدون أننا (نتجنى) على الغلابى في محطة الكهرباء الذين لاحول لهم ولاقوة, وأننا ربما ظلمناهم ولم ننصفهم.. أخيراً إن كان هناك (حس) وطني وخوف على هذه المنظومة المتهالكة فعلى إدارتها في المقام الأول أن تقوم بخطوات عملية لتحفظ ماء (وجهها), ثم على المواطن الإلتفات إلى مصلحته التي بدأت تدخل مرحلة (الموت) السريري رويداً, رويدا, ولن ننسى صاحب الفخامة محافظ المحافظة هل كهرباء المنطقة الوسطى ضمن حساباتكم أم لفها (النسيان).. دمتم بخير..