من المعروف أن الحروب بكل أشكالها تخلف من الالام والأحزان والدمار وتكلف الدول والشعوب خسائر مادية وبشرية ولكن أكبر الخسائر هي الخسائر البشرية التي تشكل أهم الأعمدة الرئيسية لبناء الأوطان والمجتمعات ، في اليمن بشطريه عانينا الكثير من الحروب الأهلية فقد فقدنا فيها عشرات الألاف من الناس بما فيهم الكوادر البشرية التي تم الأنفاق عليهم لتعليمهم وتربيتهم لكي يخدموا ويبنوا أوطانهم ولكن الحروب الأهلية لم توفرهم لعملية البناء بل للتضحية بهم من أجل أفراض سياسية وحزبية دنيئة . أخر تلك الحروب الدنيئة هي حروب صعدة وقبلها حرب 1994م التي تم الحشد لها بشرياً وسياسياً وعسكرياً ودينياً وكانت نتيجتها أقصاء شعب وتدمير ونهب أرضة وثرواتة بطريقة همجية وبدائية وكأن هذا الشعب جاء من كوكب أخر وليس له علاقة بهم وبأرضهم ولاتجمعهم علاقة تاريخ ولغة وعقيدة . حرب العام 1994م خلفت قتلى وجرحى ويتمت أسر كثيرة وخلقت أحقاد نفسية لازالت حية لم تستطع السنون من مداواتها وطي مخلفاتها والأشد قساوةً هي أن الحرب خلفت لنا العشرات من المفقودين الذين لم نعرف عنهم شيئاً منذ أن وضعت الحرب أوزارها في 7يوليو 1994م حتى بعد أن تم عزل رئيس النظام المنتصر حينها علي عبدالله صالح ، وكنا نتمنى أن نعرف عنهم حتى لو كانوا أموات وتم تصفيتهم لاي سبب ما فالمهم إننا نعرف مصيرهم ونقنع أنفسنا بموتهم لكن أن تظل أخبارهم غير معروفة حتى بعد إنتهاء الأسباب وأنتفاء المبررات ، ولهذا فلابد من فتح ملفات المفقودين ونعني هنا أن العملية السياسية الجديدة ينبغي أن تبدأ على أسس جديدة وصفحات نقية وواضحة ليس فيها لبس ولا مغالطة ولا أحتيال . في هذة الحرب فقدنا جزء من العائلة حاولت الخروج من عدن في 7يوليو 1994م وأختارت البحر طريقاً لخروجها وتصادف خروجها مع القائد الوطني المفقود صالح منصر السييلي وزير الداخاية ومحافظ عدن الأسبق ثم أختفت أخبارهم وأختلفت الأخبار عن أماكن تواجدهم وقيل حينها أنه تم أختطاف السييلي ومن معه وأقتيادهم الى صنعاء بمعرفة علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر وإنه تم أعتقالهم في سجن أرضي بمعرفة علي عبدالله صالح ولكن ماذنب العائلات والأفراد الأخرين الذين ليس لهم علاقة بالسياسة وكل ذنبهم إنهم كانوا برفقة السييلي والذي يعتبر طعم سمين مطلوب الحفاظ عليه وعلى سرية تواجده معهم بحيث لايتكلم مرافقوة عنه لو تم إطلاق سراحهم ومن هنا كانت الحاجة لبقاءهم معه وربط مصيرهم بمصير السييلي . فقدنا شاب حديث التخرج من كييف وهندسة طيران مدني وكان حتى يوم أختفاءه يبحث عن مستقر له في وظيفة من خلالها يخدم وطنة ويبني نفسة ومعه كانت والدتة إنه الأخ العزيز المهندس جلال شعفل عمر علي أبن المناضل الوطني شعفل عمر علي . فقدنا جلال شعفل ووالدته وتواصل البحث عنهم في كل مكان كانت تصلنا أخبار عنهم ولازلنا على أمل في معرفة مصيرهم كي نعرف أين أستقرت أرواحهم ومن ثم تستقر أرواحنا وحياتنا . ان فتح ملفهم وملف غيرهم مسؤولية الجميع بمن فيهم الحكومة السابقة والحالية والرئيس السابق والحالي واللواء علي محسن الأحمر من واقع دورة في أعتقالهم وأختفاءهم ... وبعد أن تم تغيير الرئيس صالح ظهرت اصوات تتحدث عن ملف بعض المخفيين وأماكن تواجدهم ثم تختفي تلك الشخصيات لأسباب لازلنا نجهلها . لقد طفح كيل الأنتظار من طول فترة أختفاءهم القسري ومن يعتقد أن عدم فتح ملفهم ليس بذات الأهمية فهو واهم وربما يكون مشارك في عمليات أختطافهم وأعتقالهم أو تصفيتهم واليوم ينبغي أن ندعوا الى دعوة المنظمات الدولية المتخصصة للمشاركة في البحث عنهم والتحقيق مع الشخصيات والمؤسسات التي شاركت في أختطافهم وأعتقالهم أو تصفيتهم . 18 سنة مضت من أختفاء العزيز الصهر جلال شعفل عمر ووالدتة الفاضلة ولا يعقل أن يستمر الوضع هكذا الى ما لا نهاية وكأنها حكاية من حكايات الجان المخلوق من النار مع أنني أعتبر حكايات الأنس أقوى من حكايات الجن بسبب تفوق جنس الأنس على الجن في كل شئ بما فيها الكذب والفساد والأجرام بينما الجن مهمتة محصورة في الأغواء . لازلنا منتظرين ياجلال ولازال الأمل قائم برؤياكم والشكر مقدماً لحكومة أرتيريا أن هي أفصحت عن علاقتها بحرب 1994م وأختطافها لمواطنين بأمر من حكومة الحرب اليمنية في 1994م وليت رئيسها اسياسي أفورقي يتكلم خصوصاً وأن صديقه الحميم لم يعد رئيساً بل ويتذكر فضل العاصمة عدن عليه يوم كان طالباً وثائراً .