قتل ( الجندي ) ما أكفره .. قتل ( الضابط ) ما أكفره !! بينما كان (الفندم ) - كعادته – يقرأ برجه الصباحي ليعرف حظه اليوم , دون ان يلتفت على شاشات التلفزة التي تناقلت الخبر وشبعت منه .. 0 لايهم كم عدد الضباط القتلى .. وعدد الجنود المغدور بهم ..والاسرى لايعني شيئا في عرف السلطة.. سيان الامر ان قتل هؤلاء غيلة وغدرا او في حرب غير متكافئة , او قتلوا وفق اجندة خيانة وطنية وتواطئ حكومي وعسكري , - طريقة المواجهة ( من عدمها ) مع ( العدو المفترض )الذي صنعنا منه في اعلامنا ومقائلنا واحاديثنا ( بعبع ) ونصبنا له هالة نخاف منها ونعمل لهل الف حساب – ذلك لايغير من الامر شيئا .. هل قتل الضباط وجنودهم بالرصاص , ام قضوا بالسكين , وهل كان قتلهم على ( الطريقة الاسلامية ) ووفقا وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( فاذا قتلتم فاحسنوا القتل واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح ) ربما بالطريقتين معا كان حظ الضباط والجنود بهما .
هل يغير ذلك من الامر شيئا .. لم تتضح معالم اي تغير , لازالت البسمة تعلو الشفاة , والوجوه متوردة للقيادات السياسية والعسكرية ( للعلم والاضافة : مهما كانت طريقة مقتل الضباط والجنود – فقد احرقت جثث كثير منهم حسب تأكيد ذويهم وعاملون في مستشفى باصهيب العسكري بعدن , جنود جرحى نجو باعجوبة ذكروا انه نتيجة لحقد المهاجمين على من قاومهم من الضباط والجنود فقد قاموا باحراق جثثهم بعد مقتلهم كنوع من اشفاء الغليل وانتقاما لمقتل عدد من المسلحين المهاجمين من قبل الجنود والضباط الذين ابلوا واستبسلوا وهم لايملكون سوى سلاحهم الشخصي بعد ان تمنعت لنحو سنة قيادة المنطقة ووزارة الدفاع في مدهم بالسلاح اللازم , فيما يتسرب – ان لم يكن عيني عينك – بكميات الى اعداءهم , ( ملاحظة : اللواء 115 عندما كان في الجوف بداية الثورة نهبت كل اسلحته في قصة معروفة تفاصيلها وابطالها وبالكاد نجي افراده وسحبوه الى ابين لمواجهة ( انصار الشريعة ) على ان يعاد تسليحه وفقا وتخصصاته ( كتيبة مدفعية وكتيبة دروع وكتيبة مشاة )لكن ذلك لم يتم لاسباب ليست خافية وعندما رفض افراده التحرك من معسكر بدر الى دوفس الا بصرف لهم اسلحة , ( ضحكوا ) عليهم بثلاث دبابات متهالكة من قاعدة العند على ان تستكمل عملية التسليح لاحقا وظلت لاحقا مفتوحة نحو عام حتى نجاح المهمة يوم الاحد الماضي ) . هل نبأ الى علم الوزير او قائد المنطقة – ربما كان مشغولا بامور اخرى , غير عسكرية – وماذا عن قائد اللواء , عفوا كان منشغلا ومبهورا بالفيللا الجديدة التي اشتراها وكان قبلها لايعرف سوى ( الديمة ) , الدنيا حظوظ . عسى الله كم تساوي قيمة ثلاثين جنديا وضابط قتلوا وعشرين جرحوا وقبلهم اربعين بين قتيل وجريح في الحرور0 وفي الكارثة الاولى لم يبلغ العدد سوى مائة وخمسين قتيلا وجريحا . ايش يعني ؟ ماتوا .. الله يرحمهم , كلنا با نموت , الم يقل الله ( سبحانه وتعالى ) (كل نفس ذائقة الموت ) ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد . لاتوجد مشكلة – تكرما ومنة – سوف نمنح ( القتلى ) من الضباط والجنود صفة ولقب ( شهيد ) ونوجه بصرف راتبه الشهري لاولاده مع خصم العلاوات والبدل – ان كانت تصرف ( اصلا ) .
الله عليك ياكريم ياشهم.. هكذا تجود قريحة ( الزعماء ) والكبار من القيادات والمسئولين . .من جرب ان يفقد والديه او احداهما وتحديدا الاب , ينظر من زاوية قائمة لاتقبل الانكسار بأن الطفل الذي يعيش يتيما معناه أن يكون ضعيفا , مقهورا , منكسرا . ويمحو من قاموس حياته كلمة ومعنى (طموح ) و( مستقبل ) ,عكس الاخرون الذين لم يفقدوا احدا من ابويهم فهم يرون المسألة من زاوية منفرجة تقبل مقاسات متعددة يمكن ردم اية هوه فيها , باصدار قرارات قد تظل حبرا على ورق , تعزية ,جنازة مصورة , وعد بالاهتمام بالاطفال لا يتحقق منه شيئا .ويقول المثل ( طعنة في ظهر غيري كأنها في جدار ). قبل ان يجد الخبر طريقه في خطوتة الاولى سواء على ألسنة بعض المطلعين اوالى وسائل الاعلام , دون جدال أو شك أنه بلغ مسامع الرئيس والوزير وقائد المنطقة وقائد اللواء وبعض القيادات في ادق تفاصيله والاكيد انهم لم يرمق لهم جفن برمشة حزن واسى على المقتولين , بل ربما شعروا بارتياح لا حد وغبطة يحسدهم عليها ( ابليس ) واعوانه .
في بلاد ( الكفار ) هبت نسمة هواء باردة بينما كان جندي يؤدي واجبه الاعتيادي فاصيب بالزكام وقبل ان تصل اليه المروحية لنقله الى المستشفى ,كانت استقالة الوزير ومن دونه من قيادات الجندي قد سبقت وتم قبولها . وفي بلاد ( اليهود ) هجم مخمور على جندي بسلاح ابيض . فاصابه في( اصبعه ) البرلمان دعى لحظتها الى جلسة طارئة لاستجواب الوزير عن الحادثة , والتفاصيل بعدها لاتهم اليمن لان اعضاء البرلمان فيه بعيدين عن مثل هذه القضايا ومشغولين بمتابعة قطع الاراضي والسعي لاعتماد مشاريع وهمية في مناطقهم يستلمون مخصصاتها دون ان تنفذ . وفي بلاد ( الايمان والحكمة ) – للعلم: اليمن بلاد مسلمة واهلها من اوائل من اعتنق الاسلام , لكن هناك اشكالية لدى بعضهم في فهم قيم ومبادئ الاسلام , ولدي شك كبير أن لم يكن حد اليقين , بأن حديث الايمان والحكمة على اليمن منسوبا لمحمد صلى الله عليه وسلم في زمن لاحق ومتأخر لدواع سياسية واعلامية . المهم في بلادنا القتل للجنود والضباط بالمجان , واسهل من ذبح الخراف او قتل الغربان , اجزم انه لم يحدث قط ان ذبح اهل اليمن في اكبر وليمة مائة رأس غنم او ثلاثين من الابل ولم يحدث ان قامت الحكومة بقتل عشرين غرابا في اي حملة نظافة قامت بها ,ومهما بلغ عدد القتلى من الجنود والضباط وبغض النظر عن طريقة القتل هذة , فهي لم ولن تحرك شعرة من تأنيب ضمير لدى القيادة ولا تعدو المسألة أن تكون طبيعية لاتستوجب اي معاناة او تبرم او حتى ( زعل ) فهي قضاء وقدر وقد كملت اعمار هولاء الان ( ولا تدري نفسا ماذا تكسب غدا , ولاتدري نفسا بأي ارضا تموت ) . حكومة ( التقاسم ) السياسي والديني والقبلي تذكرت ( واجبها ) الاعلامي بعد اربعة ايام على مقتل وجرح اكثر من مائتين جندي وضابط في مجزرة دوفس يوم 4 مارس واصدرت بيانا ( ساخنا ) بعد اذاعته ونشره برد لهيب وحماس اعضاء الحكومة , وفي مجزرة الحرور – بعد اسبوعين – تثاقلت خطاها ,اما في المجزرة الثالثة يوم الاحد الماضي فقد ضاعت الحكومة في زحام زيارات ( التنظيف ) التي تقوم بها لعدد من المدن واستحضرت وزارة الدفاع (همة) عنترة بن شداد في سرعة النفي لما وقع قبل ان تعود الى التقليل من وقع الحدث وانقاص عدد القتلى والجرحى مع نفي وقوع اسرى . كنت اتوقع مثل غيري – قبل ان يتطاير الخبر الى مسامع الناس عبر وسائل الاعلام ان يكون خبر استقالة الوزير – على الاقل استقالة – قد تزامن ان لم يسبق نشر الخبر ., وان يكون (انتحار) قائد المنطقة وقادة الالوية الذين تعرض جنوده لمجازر , هو الاعلى والاكثر شيوعا على السنة الناس , كمسؤلين مباشرين اولا واخيرا على كل ما يرتكب في حق الجنود .والتاريخ لن يرحم مهما طال امده , - على فكرة قائد اللواء وهذه معلومة مؤكدة لايعرف مواقع وتمركزات كتائبه منذ وصولها الى المنطقة لمحاربه ( طواحين الهواء ) وبالمثل والمقابل توقعت ان يكون هناك موقفا حاسما وحازما للرئيس .. دماء ابناء الناس وارواحهم ليست رخيصة ولن تكون لعبة بقدر ما هي لعنة ووصمة عار لاتمحى , ثلاث مجازر راح ضحيتها نحو مائتين وخمسين قتيلا وعشرات الجرحى , والحرب لم تبدأ بعد مع عناصر القاعدة . فكم هو اذا العدد المطلوب الذي يجب ان يقدمه الجنود والضباط الابرياء الذين لاناقة لهم ولا جمل في أجندة صراع المصالح بين اقطاب ( البيوت )و( المناطق ) قربانا لان تبدأ السلطة حربها مع من تعتبرهم اعداء , وهم ليسوا اعداء . ما قدم في هذه المجازر الثلاث وفي حرب السلطة مع ( انصار الشريعة ) الشئ الكثير . لكن يبدو ان نهر الدماء المتدفق لم يرو العطش اللامتناهي . وبحسب احداث تاريخ اليمن الحديث والمعاصر وماقبله فلم يفقد الجيش اليمني – شماله وجنوبه – في سجل نضالاته التي خاضها ضد اعدائه قط عددا من الضباط والجنود في معركة واحدة بهذا الكم الهائل .