يشهد اليمن حربا عنيفة منذ أكثر من ثلاثة أعوام , بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى. وخلفت هذه الحرب أوضاعا إنسانية وصحية صعبة، أدت إلى تفشي الأوبئة والأمراض , وإغلاق عددا كبير من المرافق الصحية في البلاد.
وألقت الحرب بظلالها على حياة آلاف من الأطفال, الذين تعرض العديد منهم للقتل أو الإصابة أو التجنيد, في المواجهات بين أطراف الصراع.
فقد عملت جماعة "الحوثي" الانقلابية على أن تجنيد الأطفال, في حربها العبثية لإطالة الحرب, وضمان بقاءها في المشهد من خلال استمرار الحرب وتغطية الخسائر التي تتلقاها في مختلف الجبهات, بتجنيد ألاطفال الابرياء الذين ينتظرون مستقبلا مشرق كغيرهم من أطفال العالم.
حيث تتم عملية التجنيد إجبارا أو طوعا وبوسائل متعددة, منها الوعود برقم عسكري ومرتب شهري في المستقبل، والكذب والتضليل على أسر الأطفال, حيث يتم إخبارهم أنهم لن يشاركوا في المعارك وأنهم سوف يمارسون مهامهم في نقاط التفتيش التي تتواجد في المدن، وكل تلك الإجراءات تعد جرائم ضد الإنسانية وفقا لكل المواثيق الدولية ذات العلاقة.
سيحصد اليمنيين ثمار تجنيد الأطفال مستقبلا, من خلال تدمير الجيل الناشئ, في الوقت الذي يقوم فيه الحوثيين بالاهتمام بأبنائهم وإرسالهم إلى دول خارجية للتعليم, ليعودوا أسيادا على غيرهم، وأطفال العوام من الناس يلقون بهم في محارق الحروب والصراعات.
وتعتمد الجماعة على تضليل المجتمع وخداعه وتصدير الأوهام والخرافات، وكان الأطفال أبرز ضحايا التضليل الحوثي, الذي بدأ باستدراجهم إلى صفوف الجماعة بوسائل وأساليب مختلفة.
وعملت السعودية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية, على تمويل مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن.
حيث تم تقسيم المشروع إلى عدة مراحل لتأهيل الأطفال, واسهم المشروع في إعادة دمج الأطفال في مجتمعاتهم، بالإضافة إلى توعية أولياء أمور الأطفال المجندين بمخاطر تجنيد الأطفال, وكيفية إيجاد بيئة أسرية لهم، وإلحاق الأطفال بالمدارس، وتحديد احتياجات الأطفال في العلاج الطبي أو الطبيعي، وإقامة دورات توعويه للوقاية من العنف والإصابات والإعاقة”.
وهناك تفاهمات تجريها الحكومة الشرعية مع مركز الملك سلمان, ليتم إنشاء مركز جديد لحماية أطفال الحديدة من مخاطر التجنيد.
وكشفت المنظمات الدولية والهيئات الرسمية عن أرقاماً مفزعة, عن وضع الأطفال في اليمن ومستوى الكارثة التي تسبب فيها انقلاب الميليشيا على الطفولة في اليمن, حيث بلغ عدد المجندين من الأطفال أكثر من 12000 ألف طفل دون سن ال18عام.
إن وضع الأطفال والطفولة في اليمن ينذر بالكارثة مستقبلية, جراء ارتفاع عدد الأطفال المجندين في صفوف المليشيات وتسرب الكثير منهم من المدارس بسبب إغلاقها من قبل الميليشيا واستخدامها ثكنات عسكرية, وإيقاف رواتب المدرسين في المناطق التي تخضع لسيطرة المليشيات.