هذا هو الذي يطمح إليه الانتقالي الجنوبي من الدعوة إلى تقارب (جنوبي جنوبي )، بينه وبين شرعية الرئيس هادي ، وهو أن يلتفت هادي إلى الجنوبيين و يكون خيره للجنوب فيما يمثل إرادتهم ،ليزيل عنهم كل الشر الذي إفتعله الإخوان في زيادة معاناة أبناء الجنوب ، وخاصة تلك المشاكل الحياتية التي أهلكت أبناء الحبيبة العاصمة الجنوبية عدن ، والتي إنعكست على شخصية الرئيس هادي بسبب إستغلال الإخوان لشرعيته استغلالا بشعا حقيرا مضرا بكل ماهو جنوبي ، ولهذا فإن الحرص من قبل الانتقالي قد كان شديدا في ايصال الرسائل إلى الرئيس هادي، والعمل بكل جدية وصدق في سبيل إنجاح هذا التقارب الجنوبي ، المنطلق من شعور الانتقالي في كونه الكيان الجامع لشعب الجنوب وأغلب مكوناته النضالية السياسية ، الحامل على عاتقه المهام والمسؤوليات العظيمة ، التي إليها ينظر الشعب الجنوبي ، وإلى صنع انتصاراتها ينتظر بفارق الصبر . لذلك فالانتقالي مثله مثل أي مواطن جنوبي يتطلع إلى هادي بعينين يملؤهما الأمل والأخوة الجنوبية ، أن هادي وخلال الثلاث السنوات الماضية من بعد طرد الحوثين من عدن ، وخاصة من بعد زيارته لدولة الإمارات التي بعدها كان ترتيب عودته إلى عدن ، قد جعلته يفتح عينيه أكثر على أهمية التقارب بين شرعيته وبين الانتقالي الجنوبي ، والتي يجب أن يكون صالحها فيما يتعلق بحق تقرير المصير للجنوب ، فمهما كان سكوت هادي على أفعال الإخوان وشطحاتهم ، إلا أنه لا يمكن أن ينسى أستحواذهم على شخصيته وعلى شرعيته ، وكيف كانوا يمارسون الخدع والكذب في الرفع من شأنه متى ماكانت مصلحتهم تأمرهم بذلك ، وكيف كانوا يتحولون وبلمح البصر إلى ممارسة سقوطهم الأخلاقي ضد كرامة وشخصية وشرعية الرئيس هادي عندما لا يذعن لأهوائهم السياسية . وبما أن هادي يعلم أن تقرب الانتقالي إليه لم يكن طلبا للمناصب ولا للأموال والأمتيازات ، كما روج له أعداء الجنوب وإعلام الإخوان ، فإن هذا سوف يقطع عليه طمعه في شراء ذممهم وإستمالتهم نحوه ونحو شرعيته اليمنية ، وعلى هذا يا ترى هل يستطيع هادي أن يستغل هذا التقارب الجنوبي و يكون خير خواتمه فعلا للجنوب وفي إنصافهم؟ لإنه وبغير أن تكون المصلحة للجنوب ، لا يمكن أن ينجح هذا التقارب ، ولا يمكن أن تكون له أي فوائد مرجوة ، وللغباء أن هناك من قد سار بذهنه وفكره وكتاباته وتحليله إنما كانت دعوة الانتقالي لهذا التقارب ، لسبب ضعف الانتقالي وفشله وتخلي الإمارات عنه ، والعودة إلى حضن مايسمى بالشرعية ، وتخليه عن الأهداف الجنوبية التي من أجل الانتصار لها كان تأسيسه ، يا لبلادة عقولهم ! ويا لكذب أفكارهم وألسنتهم ! ، كيف يكون ذلك والانتقالي قد حسم أمره منذو أول وهلة لتأسيسه إنه مع شعب الجنوب وقضيته وثورته ، ولا يمكن أن ينحرف عن هذا السير ، والذي كان ذلك مؤكدا في مسيرة الانتقالي النضالية ، وهذا قد كان أيضا واضحا عميقا متينا في الحوار الصحفي للرئيس الزبيدي مع "إرم نيوز " . مازالت الظروف متاحة للرئيس هادي ، ومازال التطلع إليه مأمولا به ، أن يصنع خيرا للجنوب ، ويشرع في إقالة حكومة الفساد ، الحكومة التي جاهرت بالعداء لأبناء الجنوب إقتصاديا و سياسيا وعسكرية ، ويحط يده بيد الانتقالي الجنوبي والأتفاق على تشكيل حكومة كفاءات ، حكومة بحق وحقيقي ، تعمل مجتهدة في إعادة بناء خدمات المواطنين وحاجاتهم في العاصمة عدن ، والتي كان إفتعال تخريبها بتعمد من حكومة بن دغر الفاسدة المعادية . إن فعلها هادي ، سيكون ذلك برهان حسن نيته ، ودليل عدم رضاه بما مارسته حكومة بن دغر من جرائم بحق الشعب الجنوبي ، وسيترتب عن ذلك ، تجنيب الجنوبين الفتنة وشر القتال فيما بينهم ، وأيضا سيكمم أفواه دعاة المناطقية ، و يحطم أبواقهم الإعلامية المستغلة شرعية الرئيس هادي .