د/ عبدالرحمن بلخير يتحدثون في صنعاء عن الأمر والاستقرار وكأنه يعني شعباً آخر.. الصغير والكبير يتحدث.. المسؤول والشحات الصحفي والمتصيحف يتحدث.. الفاشل والأفشل منه يتحدث.. لكنه حديث لايجاوز الحناجر.. صاح سائق الاجرة الذي كنت أركب معه، في سائق آخر، حاول التجاوز من المكان الخطأ، وأصر صاحبي على تصحيح الوضع المروري وحصل.. وبعد دقائق تهيأت الفرصة لسائقنا للتجاوز الخاطئ، ففعلها بدون تردد.. قلت له كيف ارتضيتها لنفسك؟؟ فسكت ثم استنكر الأمر وان الشعب كله (حمار) لايريد تطبيق النظام.. في الشمال أيقنت يقيناً انهم لن يقيمون دولة على الاطلاق.. لأنهم لايريدون أن تتعطل مصالحهم الخاصة.. وهذا قمة الأنانية.. في الجنوب اقيمت الدولة، لأن الشعب ساهم بتنازلاته في ذلك، ووجد مصلحته فيه.. في صنعاء لايعرفون الدولة ولم يجربوها.. لذلك لاتلومونهم على الدحبشة فهذه ثقافتهم.. وليعذرنا الزملاء المثقفين منهم.. فانهم لم يستطيعوا التأثير في شعبهم.. ولن.. لاأعرف كيف يتحدث المسؤولون، عن السعي لإقامة دولة النظام والقانون في يمن موحد، وهم لم يقيموا دولة حتى في صنعاء.. صنعاء يحكمها المشائخ.. والدولة موجودة في التلفزيون؟؟ وليس في هذا أدنى تجنِ.. لاأعرف كيف يتحدثون عن توفير الأمن.. وهم لم يستطيعوا حتى حماية علي عبدالله صالح في داخل قصر الرئاسة؟؟ كيف سيحمون اليمن كله، وهم لم يوفروا الحماية لميدان السبعين وبه جنودهم؟؟ وبالمناسبة وحتى تستوعبوا الفكر الأمني الذي تدار به صنعاء.. انني مررت وسط ميدان السبعين بالسيارة قبل أقل من 20 ساعة من التفجير وكانت الاجراءات أقل من العادية!! وبعد التفجير بثلاث ساعات أصر سائق الأجرة أن يمر قرب المكان.. وإذا بالناس متجمهرون والجنود لازال بعضهم يكابد بعض الألم بمفرده.. والجو هرج ومرج.. في صنعاء يتحدثون عن (الجدعان) حيث تقطع الكهرباء عن صنعاء، وكأنها في الكاميرون أو الكونغو.. وعن المشائخ الذين يحكمون ويتحكمون.. والفاسدون الذين يتقاسمون البلاد والعباد.. وكأنهم بشر من نوع آخر.. لذلك يبدو الحلم أن تغيير صنعاء كالحلم في دخول ابليس الجنة..