لنتفق أولا على أن جميع النساء جميلات .. فلكل امرأه نكهتها الخاصة ، وحسنها الذي يميزها عن غيرها... وحالهن كحال الفاكهة التي تختلف في أشكالها وأوانها وأحجامها .. لكنها رغم هذا الاختلاف لذيذة الطعم بلا استثناء.. والجمال أيها الأصدقاء مسألة نسبية بحته.. فيما يراه البعض جميلا ، قد لا يراه الآخرون كذلك.. أو – على القل- قد لا يرونه جميلا بالقدر المناسب. ولذا فلا يمكن وضع شروط مسبقة لتديد الجمال المثالي.. بحيث إنه إذا اجتمعت هذه الشروط أو انطبقت على امرأه معينة فإنها تصبح الأجمل ... ثم هل يوجد عاقل في الكون يقول إن الطول أو العرض أو النحول أو الامتلاء أو البياض أو السمار.. أو غيرها من الصفات الشكلية، تصلح لأن تكون مقياسا لتقييم الجمال؟.. بالقطع لا.. إذ أن الأذواق والآراء تتباين حول هذه الأمور .. إذن كيف يمكن المفاضلة بين النساء والحكم على جمالهن؟.. يمكن ذلك باستخدام معيار الجاذبية الشخصية .. فقد نرى امرأة لها جمال صارخ باذخ يخطف الأبصار ، لكننا بعد مخالطتها والتعرف إليها عن كثب ، نلاحظ أنها شديده الغباء ، باردة المشاعر ، سيئة الطباع ، وثقيلة الدم.. فهي كزهرة البلاستيك .. رائعة الشكل ، لكنها بلا طعم ولا عبير .. وفي المقابل قد نجد امرأة ذات جمال هادئ هامس ، لا تلفت الأنظار من الوهلة الأولى ، ولكنها تمتلك من الذوق والرقة والأناقة وحلاوة الروح ما يجعلها تسلب العقول وتخلب الألباب ، وكلما تعمق المرء في علاقته معها يكتشف أنه لا يستطيع الاستغناء عنها. والجمال – سيداتي وسادتي – يزيد وينقص بحسب الأحوال والظروف .. فاسهمه ترتفع إن تم الاعتناء به ، وتنخفض إذا أهمل .. ومن أجل رفع مستوى الجمال وتحقيق رغبة النساء الفطرية في تحسين أشكالهن ، والظهور بأبهى منظر ، قامت صناعات كثيرة وضخمه ، تقدر ميزانيتها بمئات المليارات.. وأنشئت الأف المصانع التي تنتج الملابس والأحذية والعطور والمجوهرات والإكسسوارات ومساحيق التجميل ومستحضرات العناية بالبشرة ... وغيرها.. وواكب هذه الصناعات ظهور مجلات الناقة ودور عرض الأزياء ووكالات الدعاية والإعلان التي تقوم بالترويج للماركات والعلامات التجارية العالمية، وصارت هذه المؤسسات تضم وتستقطب عددا كبيرا من الخبراء الدوليين ، تنحصر مهمتهم في اختيار أساليب الموضة ، وخاماتها، وألوانها.. ثم دخل العلم في هذا المعترك عن طريق ابتكار الأجهزة والمعدات المساعدة على إبراز كل ما هو جميل... وساهم الطب ايضا في هذا المجال بواسطة مراكز التجميل التي لم يعد الهدف منها ازالة التشوهات الناتجة عن الحوادث ، أو تصحيح العيوب الخلقية .ز بل صار الهدف منها : تغيير صنع الله كما يقول المتدينون .. وما عمليات شفط الدهون ، وشد الجلد، وتكبير الصدر ، ونفخ الشفاه ، ونحت المؤخرة .. إلا جزء مما تقوم به هذه المراكز. وفوق كل ما سبق ظهرت مهن وحرف ووظائف جديدة لم يكن لها وجود من قبل، واصبح الممارس لها- اذا كان بارعا في عمله- علما من الأعلام وليس غريبا ولا مستهجنا في هذه الأيام أن تتسابق القنوات الفضائية على استضافة بعض هؤلاء فترى على الشاشة رجلا طويلا عريضا مهيبا محترما ، وتقدمه المذيعة المحاورة على انه الاستاذ الدكتور فلان الفلاني- الخبير المتخصص بأظافر القدمين.. وعلى ذكر القنوات الفضائية – لوحظ انها في العقدين الخيرين دأبت على إشاعة صورة نمطية للجمال من خلال تركيزها على نوع من الفنانات الاستعراضيان المتعريات بوصفهن رائدات الفتنه العصرية التي يتوجب الاقتداء بهن.. إحداهن .. وهي مطربة لبنانية فاتنه ومشهورة .. عندما واجهوها بصورة قديمة لها – وهي في غاية القبح – وسألوها كيف تجولت خلال فتره وجيزة من البشاعة إلى الجمال .. ردت عليهم باقول (اشتغلت على حالي) ولعل هذا الجواب الكافي سيدفعني الان للبحث عن قرض بنكي- لا من اجل طباعة دواويني وكتبي- ولكن لتمويل عملية زرع شعر أتمكن – في حالة نجاحها – من استعادة وسامتي المفقودة في سراديب الزمن الأغبر.. وختاما أيها القراء الأعزاء أرجو منكم – بعد الانتهاء من مطالعة هذه السطور – أن تغلقوا اعينكم وتتخيلوا معي منظر النساء .. هي امرأه وحيدة جذابة .. ترتدي ثوب نوم أحمد فاضح (من نوعية ماقل ودل وخف وشف) .. مستلقية على فراش وثير وفي يدها كتاب (شرح القواعد الفقهية ).