سيتذكر دائما أبناء الجنوب موقف حزب الحمر الاشتراكي النرويجي كأول صرخة حق معلنة تأتي لإنصافهم مما لحق بهم جراء احتلال أرضهم ونهب ثرواتهم واستعبادهم في أرضهم بعد أن كانوا سادة عليها , وسيتذكرون ذلك كأول صوت شجاع ومنصف تحمله رياح أوروبا متيممة به وجه الجنوب المنتهكة سيادته والمهانة آدمية أبناءه . ولأن أبناء الجنوب جبلوا على الاحتفاظ بالجميل لأهله ويقدرون المواقف الصريحة والشجاعة، وهذا من شيمهم وثقافتهم فأنهم لن ينسوا موقف أبناء مملكة النرويج ممثلين بحزب الحمر الاشتراكي وسيسجلون لهم كما سيسجل التاريخ بأحرف من نور هذا الموقف العادل والشجاع الذي يأمل أبناء الجنوب أن يكون فاتحة ودعوة لتغير الحكومات الأوروبية مواقفها تجاه (القضية الجنوبية) الذي أصبح عمرها الزمني ما يقارب ثمانية عشر عاما ذاق فيها أبناء الجنوب شتى أنواع الظلم والاضطهاد والقمع والتنكيل وواجهوا فيها أبشع صور التعالي والغطرسة والاستكبار من قبل محتليهم من المليشيات القبلية والعصابات المنظمة لنظام الجمهورية العربية اليمنية .
في مقابلة صحفية أجرتها صحيفة (عدن الغد) في أوسلو ونشرتها في عددها الصادر يوم الأربعاء 4يوليو2012م مع نائب رئيس حزب الحمر الاشتراكي في مملكة النرويج السيدة (ميريل ليراند) قالت في ردها على سؤال لعدن الغد(( من متابعتنا للوضع في جنوب اليمن نرى بأن الأوضاع سيئة للغاية ونحن نشاهد صور للرجال والنساء والأطفال يقتلون يوميا بواسطة القوات الحكومية , وفي هكذا أوضاع مأساوية من الطبيعي أن يخرج الشعب الجنوبي في مظاهرات (سلمية) ضد هذه الأعمال , وأنا شخصيا لو كنت موجودة في جنوب اليمن لخرجت معهم في مظاهراتهم السلمية ضد الأعمال الوحشية التي يواجهونها )) كما قالت السيدة ليراند ((أن من سؤ الحظ أن الحكومة النرويجية لم تفعل شيئا بخصوص مساندة شعب الجنوب وأرجعت السبب إلى أن النرويج عضوا في التحالف الأوروبي وعضو في حلف الناتو الذي يربط سياسة النرويج بسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية)) وفي معرض ردها على سؤال هل يدعم حزبكم حق تقرير المصير للشعب في الجنوب اليمني؟ أجابت السيدة ليراند (( نعم بكل تأكيد نحن مع حق تقرير المصير لشعب الجنوب)) .
كل ما جاء في مقابلة السيدة ميريل ليراند كان بمثابة دافعا إضافيا جديدا وقويا لأبناء الجنوب للاستمرار في مواصلة نهجهم النضالي السلمي كما جاء ليثبت أن هناك في مكانا ما من العالم وبالتحديد في مملكة النرويج شعبا حيا وأناسا ما زالوا يحتفظون بمشاعر الإنسانية النبيلة التي تشعر بمعاناة الآخرين وتتبنى حق الشعوب المقهورة والمحتلة في التحرر والإنعتاق ولو بالكلمة , ويعلق أبناء الجنوب آمالا على استمرار سياسة حزب الحمر الاشتراكي في تبني ودعم مطالبهم العادلة وإيصال صوتهم ومعاناتهم إلى المنظمات الدولية والمجتمع الأوروبي ومساندتهم حتى ينالوا حقهم في تقرير مصيرهم .
لاشك أن موقف حزب الحمر الاشتراكي النرويجي يعد انجازا جنوبيا صنعه جنود مجهولون من أبناء الجنوب القاطنين في مملكة النرويج اختاروا الطريق الصحيح والمثمر في العمل السياسي ومضوا معتمدين على الله سبحانه وتعالى وعلى إمكاناتهم المتواضعة وشكلوا مع جنودا آخرين في الداخل الجنوبي خلية عمل متكاملة ممتدة من الجنوب الثائر إلى مملكة النرويج والى دول أوروبية أخرى وكان لهم أياد بيضاء في فتح خطوط تواصل مع العالم من خلال إنشاء هيئات ومراكز منها على سبيل المثال لا الحصر (هيئة عدن للسلم والتضامن مع الشعوب) التي كانت لها مساهماتها المتواضعة من الداخل الجنوبي في دعم جهود أبناء الجنوب القاطنين في النرويج والدول الأوروبية الأخرى لانجاز ما تم انجازه على هذا الصعيد .
ختاما أن أبناء الجنوب قد أعلنوا ثورتهم ووضعوا نصب أعينهم هدفهم وهو استعادة دولتهم المسلوبة ولن يثنيهم شيئا عن تحقيق أهدافهم والوصول إلى غاياتهم وأنهم إذ يثمنون المواقف الإنسانية إلى جانبهم في شتى بقاع الأرض وفي المقدمة منها مواقف الشعب النرويجي ممثلا بحزب الحمر الاشتراكي النرويجي ويدركون جيدا أن الحرية لا توهب ولكنها تنتزع وهم قد عقدوا العزم على التمسك بالنضال السلمي الذي به سينتزعون حريتهم من مغتصبيها ويعلنون للعالم أن الصمت الذي تفرضه المصالح لن يكون أبدا عائقا أمام عودة الحق إلى أصحابه وسيتعلم ساسة العالم المتجاهلون لمعاناة أبناء الجنوب درسا مهما على أيدي الجنوبيون مفاده أن امن مصالح شعوبهم ودولهم لن يأتي أبدا من خلال دعم ومساندة الجلاد وإهمال وتجاهل الضحية !!!