مرسي فاز ، كان الكثير من اليمنيين يرددون هاتين الكلمتين قبل أيام ، عندما فاز مرشح حرب الحرية والعدالة المصري بالانتخابات المصرية . كثير من اليمنيين عبروا عن سعادتهم بهذا النصر واعتبروه نصرا للثورات العربية التي ثارت ضد الظلم والقمع وإقصاء الآخر . احتفل اليمنييون وقدموا الهدايا لبعضهم ، واتسعت مساحة الفرح لديهم وكأن مرسي مرشحهم هنا في اليمن حتى البعض منهم سجدوا شكرا لله على فوز مرسي الذي اعتبروه نصرا لهم وكأنهم مصريون بجنسيات يمنية . بعض اليمنيين خرجوا بمسيرات تهنئ الدكتور مرسي بهذا الفوز ، وقد كان الكثير يشاهدون فوز مرسي عبر القنوات الفضائية في البوفيهات والمطاعم والأحياء العامة بسبب انطفاء الكهرباء في المنازل. كان الظلام مسيطر على مساحة كبيرة من اليمن بسبب الاطفاءات المتكررة للكهرباء ، لكن النور أتى من مصر بعد فوز مرسي هكذا قال أحد المواطنين وهو يتابع فوز مرسي على القنوات الفضائية . لانريد كهرباء فقط ، نريد ديمقراطية حرة ، وحقوق وحريات ، ومساواة مع الجميع ، نريد الانتصار لكل الشعب اليمني ، هكذا كان يقول مواطن آخرأشار الى أن الكهرباء ستتوفر إن وجدت الحرية والعدالة والأمن في المجتمع . اليمنيون يغبطون مصر بأي إنجاز ، ويتأثرون بكل الأحداث التي تجري فيها سلبا وإيجابا ، وكأنهم مواطنون مصريون، يتابعون الأحداث المصرية عن كثب ، ويحللون بشكل مستمر ، ويتنافسون في تشجيع بعض الشخصييات والأحزاب المصرية ، وينقسم اليمنيون الى أقسام مؤيدة ومعارضة للأحداث المصرية . عندما بدأت الانتخابات المصرية كان بعض اليمنيين مع محمد مرسي ، وبعضهم يتمنى فوز عبد المنعم أبو الفتوح ، وثمة من يطمحون بفوز حمدين صباحي، والبعض أيضا يتمنى فوز أحمد شفيق . هذا الجدل انتشر أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي على الفيس بوك ، حيث قام بعض اليمنيين بتغيير صورهم بصور مرشحه المفضل في الانتخابات المصرية، ويقوم بوضع مشاركات وتعليقات مستمرة مؤيدة لمرشحه ، حتى بعد خوض المصريين الجولة الثانية من الانتخابات لازال بعض اليمنيين يضعون صور حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح كصور شخصية على الفيس بوك . معظم الأحزاب اليمنية والأطياف السياسية هنأت مرسي بهذا الفوز،ليس لانتمائه لجماعة الأخوان المسلمين ، بل لأنه استطاع الفوز في أول انتخابات حرة ونزيهة أجريت في مصر ، واستطاع الوصول الى كرسي الرئاسة بمؤهلاته المدنية ،وانتصاره لقيم الثورة . كانت انتخابات مثيرة للغاية ،أجبرت العالم أجمع على متابعتها ،وانقسم العالم الى قسمين ، قسم مع مرسي ، وقسم مع شفيق ، هذا الإنقسام يذكرنا بانقسام العالم رياضيا الى قسمين قسم يشجع "برشلونة "والقسم الآخر يشجع "ريال مدريد " والجميع يتفرج من الفائز ". بعد فوز مرسي ،قام شفيق بتهنئة الرئيس المنتخب ،وتمنى له التوفيق في المرحلة المقبلة ، وتفاجأ البعض من تهنئة شفيق التي أثرت على الكثير من مؤيدي مرسي ، وراحوا يشيدون بالروح الرياضية لشفيق . الكثيرمن العرب يتفاءلون بالتطور السياسي الإيجابي في مصر ، والذي يأملون أن يكون له تأثيرا إيجابيا على بقية البلدان العربية التي بعضها لا تزال تشهد احتجاجات مطالبة بالتغيير . فنجاح الانتخابات المصرية ، وانتصار المرشح المؤيد للثورة ، يشكل ردعا لكل معيق للتغيير في البلدان العربية ، ويشكل قفزة قوية لرواد التغيير في الساحات العربية ، ويؤكد على أن مشاريع التغيير هي المنتصرة دوما مهما حاول البعض إعاقة تقدمها . على الجميع استنشاق عبيرالحرية ، وريحان التغيير ، والعيش مع نتائج الثورة الجميلة التي يعشقها كل ثائر في البلدان العربية . وعلى كل مصري أن يعيش الحرية في أسمى معانيها.. يقرر العودة إلى منزل الأمل ، وطرد اليأس والإحباط ، والعمل معا من أجل بناء مصر، وإنقاذها من كل الشرور والمكاره. ولتبق مصر مصدر إلهام للتغيير والثورة ، والنضال والانتخابات الحرة والنزيهة . نتمنى لمصر التوفيق ،وللرئيس المصري الجديد التوفيق والعمل من أجل كل المصريين الذين خرجوا بثورة ضدة الظلم والقمع والفقر والبطالة . ونتمى لبلدنا اليمن الخير في كل شيئ ، والتغيير الأفضل، والمستقبل الأجمل .