[email protected] بادئ الأمر نحييك فخامة الرئيس,ونحيي هدوئك الذي غلب أعدائك,وصمتك الذي فاجئ محبوك..نحييك لانك صبرت على المكارة وخضت غمار الحياة السياسية وعاصرته رجالها وأنذالها وتعلمت كيف تسير في هذا المعترك المليء بالمشاكل والأهوال..واليوم بعد أن غدوت من يملك زمام أمر الدولة وبت أنت الشخص الذي أجمع عليه الكل في الداخل والخارج على أن يقود اليمن في هذه المرحلة الحرجة التي عصفت باليمن وأحرقت الحرث والنسل وأضرت كثيرا بالبلاد والعباد.
سيدي لن أقول لك بأن الوضع في الوطن قد أستقر ولن أقول لك أن الأمن قد أستتب وأن المواطن ينعم بالراحة ويشعر بالاطمئنان لأنه لايزال هناك أناس يتلاعبون بالوضع ويعيثون فساداً في البلاد,لا يزال هناك من بقايا النظام البائد من يخربون المصالح ويعطلونها ويتمنون عودة ماضيهم ونظامهم المستبد الفاسد كي تعود أمجادهم وتمتلئ جيوبهم وتطمئن أنفسهم.
لن أقول لك بأننا نهنئ بحياتنا وبأننا حققنا أحلامنا وبأننا وصلنا لمبتغانا وأهدافنا وبلغنا مرادنا,لن أقول هذا سيدي وفي الوطن جزء يتألم ويتوجع ويعاني ويئن بل ويحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة وربما سيفارق الحياة إن لم نسعفه ولم ننتشله من جب المعاناة وبؤرة الفساد والضياع والفوضى.. جزء من الوطن إن لم نسميه بالوطن كله لم يعد كما كان وأستطاع المخربون والمفسدون ومن أراد له الذل والهوان أن يجعلوه مرتع للإرهاب وبيئة للفوضى والمشاكل وساحة للأقتتال وتصفية الحساب ومسرح للثأر وإثارة الفتن والبلابل وبث الرعب والذعر بين الأمنين وتحويل الحياة إلى جحيم لايطاق وعذاب لا يحتمل.
لن نقول بأن الوطن قد تخلص من الفاسدين والمتمصلحين وثغرنا الباسم" عدن" أرتسم على شفتيها الأمتعاض والعبوس وخيم على محياها البؤس والشقاء,وأنهك السهد والأرق مقليتها ورسم العناء علامات الأقامة الجبرية فيها,وأصاب جسدها الهزال والضعف من الهموم التي تجثم على صدرها..وأصابها السقام من كثرة الأمراض التي ابتليت بها من الفيروسات التي أنتشرت بين أهلها ونخرت في جسدهم وجسدها وبات أمر شفاؤها شبه مستحيل لان كل من نعول عليهم شفاؤها وعلاجها وحمايتها تخلوا عنها وهم من أوصلوها إلى ما وصلت إليه,وأصبح الكل يسعى لخرابها وتدميرها وبؤسها وشقاء أهلها,عدن اليوم يا سيدي لم تعد قبلة الزائرين ومتنفسين المتآلمين وواحة الحب والعشق والسلام والأمان,ولم تعد ذلك المكان الذي تهفوا له القلوب وتتمناه الأرواح وترجوه الأفئده وتنشده الأحداق,فالحال فيها تكدر والحياة أستحالت والوضع فيها من السيء للأسوء,فلا تشرق شمس إلا والدماء تسيل في شوارعها ولا تغرب شمس إلا وأصوات الرصاص ودوي الإنفجارات يخضب وجنتي غروب الشمس.
وما من ليل يأتي ويسدل ستاره إلا والكهرباء تفقدنا الاستمتاع بالراحة فيها والأسترخاء بأجسادنا المنهكة وتقض مضاجعنا وتؤرق جفوننا,سيدي من يتجول في شوارعها يشعر بالخطر يتربص به فيها ويدرك أن عيون الأعداء تلاحقه وتترصده بل ويخاف أن يكون من تظن أنه سيحميك هو من سيغدر بك وهو من سيخطط لأغتيالك ويجعل منك لقمة سائغة لمن أراد أبتلاعك,تخاف من أن من يعبث بعدن هم من وليتهم زمامها يا سيدي فأستغلوا مناصبهم وجعلوا من مكانتهم ومواقعهم وسيلة للأرهاب وللظلم وللاستبداد ولإخافة العباد وترويع الآمنين وإقلاق سكينتهم وبث الخوف بداخلهم وجعل عدن وكر للمخربين وساحة للاقتتال والمتناحرين وتصفية الحسابات لأغراض في أنفسهم..عدن يا سيدي أرادوا أن يجعلوا منها أبين أخرى لاحياة فيها ولا أمان ولا أستقرار, أرادوا أن يحرقوا الحرث والنسل وأرادوا أن يكون لأهلها كما كان لأبناء أبين البسطاء الذين تجرعوا مرارة الحرب وويلات النزوح.. عدن اليوم يا سيدي إن لم يكن هناك حلول جادة لحفظها وإعادة الأمن والأمان فيها فلن ينعم أهلها بالراحة ولن يجد الزائرين لها أي متعة أو لذة أو سرور, ولن تظل كما عهدناها ثغرنا الباسم وقلبنا النابض وروحنا المرحة والمنشرحة وجسدنا الطاهر النظيف الجميل الذي يشع منه النور..عدن اليوم لن تقبل بإنصاف الحلول أو بتلك الحلول الترقيعية التي لا تدوم طويلاً , عدن تبحث عن حلول جدية ومخرج من عنق الزجاجة والخلاص من ذلك الهم الذي يستبد بها.
عدن يا سيدي كلنا لا نرجو أن تغدوا أبين أخرى,ولن نقبل لها ولأهلها الذل والهوان والدمار والخراب..عدن يا سيدي هي الراهن الذي يجب أن تكسبه وأن تثبت للعالم أن لا مكان للتخريب والفوضى في الوطن وأن المخربون قد ولى زمنهم.. عدن تنتظر منك أن تكون حاسم في قراراتك وفي أفعالك وأن تكون صارماً تجاه من يعبث بها وأن لا يطول صمتك تجاهها لانه إن طال صمتك فمعناه أن عدن ستغدو أثراً بعد عين وستكون وصمة عار على جبين كل من تركها للمخربين والعابثين.. عدن لا تجعلوا منها كبش محرقة آخر كي لا يفرح وينتشي من يتربصون بك ويتصيدون زلاتك ويتمنون زوالك.. لا تجعلها تتوجع حتى لا يتشفى فيك أعداء نجاحك والحاقدين عليك,وحتى لا يوهمون العالم أن الحكم في اليمن "كالرقص على رؤوس الثعابين" وأنك وغيرك لن يستطيعوا الصمود أمام هذا التيار الجارف..عدن إن ماتت فقل على اليمن السلام وترحم عليه...