الجمعة 30 أغسطس 2013 01:48 مساءً أنطقِ أيتها الكلمات الخرساء.. أنبجسِ أيتها الدموع المتحجرة..ثوري أيتها النبضات الواقفة.. تحركِ أيتها المشاعر المحنطة.. أفق أيها العربي الذائب بين حضارتك وعروبتك المندثرة وأملاءات الغرب التي سلبتك كل شيء.. فلتستيقظ أيها العالم من سباتك المخزي ولتنظر ولتتفرج ولتنطق وكفاك صمت وخنوع ,كفاك ذل وهوان, كفاك انصياع واستسلام .. كفاك جبن وخوف من الآخرين.. أنطقِ أيتها الشعوب العربية الخرساء .. أنطقِ يا من قطعت السنتها ولجمت أفواهها وسلبت إرادتها وبيعت ضمائرها في سوق النخاسة والمصالح والزيف والظلال.. أنطقِ وقولي كفى فالدماء دماؤنا , والأجساد أجسادنا , والأرواح أروحنا , والأوطان أوطاننا ومن يقتلون أهلنا ,إخواننا, أبناءنا , شيوخنا ,نسائنا, ومن تغصب أرضنا , ومن تنهك حرماتنا.. قولي بصوت يملئ الكون الفسيح ويعرج إلى سماواته ويخترق باطن أراضيه, ويزلزل أوتاد جبالها الصامتة التي ناءت من أوجاعها وملت من صمتها وهطول دمعاتها.. أنطقوا أيها المحنطون في جلابيب الفخامة والسيادة والمعالي والساجدون تحت كراسي الرئاسة والولاء لأسيادكم الورقيين ورغباتكم (المقززة) التي لا تتعدى الدراهم والدنانير وأحيانا الدمى المتحركة من نسائهم (العاهرات) اللاتي يجودون بها عليكم حينما تبيعون أرضكم وعرضكم وشعوبكم وتركعون في لحظات ضعفكم وخضوعكم لهم وتلبون رغباتهم دونما حراك وكأن لادماء, ولا أرواح , ولا إنسانية بداخلكم,وكأن العروبة التي تنسبون إليها وتنسب إليكم ماهي إلا (منازل ) ثلجية انصهرت من حرارة خشوعكم وانكساركم بين أيدي أسياديكم.. أنطقوا .. ففي سوريا بات كل شيء رماد واستحال العيش محال وسالت الدماء وأسقت البوادي الآكام , ودمرت الحرب معنى الحياة ونكلت البسطاء وشردت الشرفاء واستحييت كل امرأة عذراء,ولم يعد يشفع البكاء أو ينفع الرثاء وكلام البلغاء والفصحاء,فالعناء والهم والبلاء يخامر أهلها ويبدد أفراحهم ويغتصب سعادتهم ويقتل معنى وجودهم.. أنطقوا .. ففي مصر هتكت الإنسانية واستبيحت حرماتها وتناحر الأهل وتقاتل الأخوة وخيمت الأحزان وفجعت الأسر بقتلاها وخلت المنازل من أهلها وناحت الأمهات حزنا لفراق أبنائها,فيها طغت السياسة والمناطقية والمناصب على كل شيء وجردت الإنسان من إنسانية وبات يتحين الفرص ليقتله أخيه ويترصد أخطاءه ليوقع به, وأنتم أيها المحنطون تنظرون دون حراك أو رحمة أو رأفة أو شفقة,أنتم تنظرون ولا أعلم ماذا تنتظرون؟ وممن ترجون الخلاص والفلاح وحل مشاكلكم؟ هل تنتظرونها من راعية السلام المزيف؟ أم من إيران التي تنخر في جسد الوطن العربي؟ أم ستظلون كالنعام تدسون رؤوسكم في التراب ,لا تسمعون ,لاتنطقون ,لا تبصرون, كأنكم (بوذا) الذي أفقد ذاته كل حواسه وأثر أن يكون كالجماد لايتحرك فيه ساكن.. أعلموا أيها المحنطون أنكم ستذوقون من ذات الألم وستتجرعون من ذات الكأس وستلاقون ذات المصير الذي عانت منه الشعوب التي ترزح تحت آلة الحرب والظلم والقمع والاستبداد والاضطهاد والقتل والتدمير وأنتم تقفون موقف المتفرج وكأني بكم تتلذذون وتبتسمون من حالة الهلع والفوضى والقتل والتدمير التي غزت أقطارنا العربية وباتت تنتقل من قُطر لآخر بحرية مطلقة وتحصد في طريقها كل شيء وتهلك الحرث والنسل.. أعلموا أن الأيام تداول بين الناس وأن الخطر يتربص بالكل ويقف عند (تخوم) دولكم ويتحين الفرصة لينقض عليكم ويوقع بكم في حبائل الهلاك والضياع ويدخلكم أتون حروب شعوا لا تبقي ولا تذر, وحينها ستدركون عمق الألم والوجع الذي عانت منه الشعوب التي أتت عليها الحروب,وستتحسرون وستنظرون يمنة ويسرة وترجون ولكن حينها سيكون قد سبق السيف العذل..