في ليلة حالمة من ليالي العمر من شتاء فبراير عام 2009م تحركت بمعية مجموعة من الشباب بعد اذان المغرب الى موطن الفن والكلمة والطرب سعاد الشحر لحضور مهرجان ذكرى امير الفن والكلمة والطرب السيد المحضار رحمه الله، وقد اكتظت ساحة العروض مكان الحفل بجماهير غفيرة من الشحر وأريافها وكذلك مدن حضرموت الأخرى ، المهرجان عبارة عن اوبريت {مآثر من حضرموت } وهو من كلمات والحان المحضار ومن غناء الفنان القدير محفوظ بن بريك ، المتلقي الاول لكلمات والحان المحضار وهي طازجة لتوثق بعد ذلك بصوته على خشبات المخادر في الحواري والشوارع ، وقد شاركت مع الفنان بن بريك فنانة الإعراس فرحة ، الاوبريت يحكي عن الهاجس والحليلة يدور بينهما حوار شعري ثري ملئ بالاسرار والمعلومات المفصلة عن تراث حضرموت وكنوزه التي تظل زبدة الفن في الجزيرة العربية ، لقد تناول الهاجس والحليلة جميع الرقصات في حضرموت قاطبة فكان يطلان على المسرح لشرح احد الرقصات ثم تدخل فرقة الرقص وتقوم بتمثيل هذه الرقصة على طابعها الحقيقي وكأن القصيدة و الشعر وليدا اللحظة ثم بعد ذلك ينصت الجميع في دهشة الى التطورات الفنية التي أحالت الرقصات الى فن يشنف الأذان بزخمه الموسيقي وتأثيره على إحساس المتلقي والمتذوق، يقول المحضار في مطلع الأوبريت: الدان في المشقاص ماشي مثيله لكنهم ذلحين كسرو رجله ورد راسه قدا الاعالي {مابانسيبك ياتراثنا الغالي} وشحيب ودني دان والداني دني لاسمعته باخرج له معتني {مابانسيبك ياتراثنا الغالي} وسوف نتوقف عن رقصة الهبيش كانموذج لبقية الرقصات الأخرى من عده وزربادي .......الخ : لقد اختاروا لهذا اللون _الهبيش _ الذي نحت منه الشاعر الكبير المحضار أجمل إبداعات الغنائية اغنية بعد الوفاء الحقيقة هذه الأغنية هي في الأساس لحن مشقاصي عتيق من محتوى احد جلسات المحضار مع شعراء الهبيش ويعتبر الصوت ومنبت اللحن الملحن سواد : سمسرة بي وبريت لحمي خاف ربك ياتريف البدن ليش تلقيها كذا ما هو كذا الناس يقلون ، وقد قال عليه المحضار وقتها كل من سقانا الماء سقيته الماخريه والعسل واللبن وان أكرمنا يوم واحد نكرمه يا عرب دوب. وبعد فترة زمنية وعندما اتجه المحضار رحمه الله الى الشعر الغنائي استلهم اللحن وصاغ على ايقاعه الشجي رائعته الشهيرة اغنية (بعد الوفاء) ، وهي من درر المحضار وقد اتت مليئة بمعاني الصدق والإخلاص وتعتبر من اعذب ما قاله المحضار في مطلع شبابه: بعد الوفاء والود فطمونا محبيني فطام اللبن قلهم لاخالف الله في الهوى بين القلوب الشاهد الله اني من وصلهم مبعد قطعت السهن ماقنع قلبي من هواهم ولا قال باتوب ياسلوة الخاطر تذكر صفونا الماضي وذاك الزمن يوم في الواسط وليله تحت حاجب وشنطوب