حقيقة الواقع عجب وفي طياته الكثير من الوقائع المبشرة بالخير وأخرى نقف أمامها عاجزين إلى متى المتعارف عليه حقيقة حالة الجمود التي تعيشها ثورة الجنوب رغم تطورها ووصولها إلى ابعد ماكنا نتصور ولكن حال الفعل الثوري الآن, بوقت أجد شباب مستعدين للموت من اجل الجنوب الا أنني لا اجد بأن هذا وقت الموت بل وقت نضوج الفعل الثوري للقضية الجنوبية وفي وجود ثورة وشعب وأهداف واضحة ولكن ركود في آليات الوصول لتلك الأهداف كفاية خطابات سياسية وكلمات رنانة حان وقت العمل, العمل الثوري الواضح الملامح لايرسم خصام الماضي بل يرسم نظرة المستقبل لجنوب ووطن جديد تسوده المدنية المنشودة بعيده عن المناطقية والعقائدية والعنصرية بعيده عن الخوف, والطريق الوحيد لذلك هو العلم والثقافة وإعادة تصنيع أنفسنا لحاضر ومستقبل هذا الوطن بعيدين عن قيود الماضي السحيق السحيق والذي يترجم بماضي جنوبي سيء ووحدة فاشلة قتلت حلم شعبين وقضت عليهم ليخرجوا بحلم وطن جديد خالي من رواسب الماضي. الحقيقة أنني أتألم أننا لم نستفد من تجارب أجدادنا والانجليز, تقريبا أجدادنا تعلموا الثورة من الإنجليز أنفسهم بالعلم كنا دولة محتلة نتلقى العلم على يد المحتل وتعلموا وتأهلوا وخرجوا بثورة وكانت ثورة ضد محتل ولكن مؤمن بحقوق الإنسان.
رسالتي لكل الشباب ان لايتركوا فرصة لتأهيل أنفسهم في مجالات قد تخدم وطنهم في أي وقت ومكان إلا إذا كان غير قادر على حماية أهدافه والدفاع عنها حيث يزيده التأهيل سرعة في تحقيق أهدافه لخدمة وطنه من هنا أقول ياشباب ثورة الجنوب اخرجوا الى العالم واستفيدوا وتعلموا لغد مشرق.
والله إنني أشعر بالأسى على شباب جامعيين لديهم المال والأفكار ولا يستطيعوا تحقيقها أهدافهم ليست غباء وإنما بعد عن تغذية الفكر والعقل وهذا من نتائج الاحتلال الفكري الممنهج على شباب الجنوب ولكن هذا ليس عذر يجب علينا السعي لتعلم ولو بالصين لتأهيل أنفسنا بعيداً عن واقع العقد والتشكيك والتخوين.