يهل العيد علينا وحالة وظروف كثير من الناس ,غير مهئيه ومستعدة لهُ نفسيا وروحيا, يهل العيد والناس تعاني الامرين, وتئن وتصرخ من نار غلاء الأسعار الفاحش, ولا من مجيب او مستجيب, فوضى وتسونامي الأسعار الذي خرج عن إطاره ومجاله المعقول, لم يتعودوا ويواجهوه الناس من قبل, العيد مناسبة دينية واجتماعية, وكما هو معتاد فيه, تعتري وتنتاب الجميع بقدومه الفرحة والبهجة, والابتسام والسلام, بلعب الأطفال وزيارة الأهل والجيران, ياتي العيد هذا العام وهم في حيرة وقلق, وهم وغم, في كيفية تدبير وتوفير متطلباته واحتياجاته, من شراء ملابس الاطفال, والأضحية وغيرها, التزامات أضافية تضاف الى ماهو مخصص من ميزانية شهرية لا تفي الا بما هو ضروري وهام جداً, هذا هو حال المواطن الذي هو ساكن بمنزله ومدينته, فكيف بمن هو نازح بعيدا عن أرضه ومنزله؟ كيف سيكون شعوره وإحساسه بالعيد, بعيدا عن بيته وأهله ؟ من أين سيدبر الإيجار والأكل والملبس لأولاده وأسرته ؟ بصراحة لا يمكنا أن نعرف ونطلّع, بما في قلبه ويجول في خاطرة, فلكل إنسان ظروفه وطباعه, والذي نعرفه ونسمعه, من الذين مروا وفرض عليهم تجربة ومعانات النزوح القسري, يوكدون مرارة وقسوة تلك الايام عليهم, وان من خرج من داره قل مقداره بين الناس, حتى المشاعر والعواطف تتبدل وتتغير, وتركت في النفس جرحا غائراً, مازال ينزف ويتألم بحسرة والم, تعيش يومك ثقيلا بطئا, بلا لون وطعم له, واذا نالت منك سعادة ما في لحظة , فهيا مؤقتة وآنيه, وسرعان ماتتلاشى وتختفي, وانك غير آمن وسعيد, بعيدا عن دارك, سوى يوم عادي او حتى يوم عيد, فالامر عند المواطن والنازح سيان, والعيد القادم كيف وقعه واثره على نازح اليوم ومن معه جريح او مريض, يئن ويتالم وهو يجري ويلهث هنا وهناك, في بحر من الوعود من قبل المسؤولين لتحمل علاجه وإنقاذه دون جدوى, العيد له عاداته وقيمه الجميلة, من الإحسان للجار, والتراحم والتسامح, والبسمة والفرحة, على الوجوه كبارا وصغارا, إلا أنه هذا العام وبصراحة أكثر, يهل العيد على المواطنين في ظل تراكم المعاناة والهموم وتضاعف المسؤولية, على قلوبهم وأجسادهم المتعبة أصلا, من جور ومشقة الأيام العادية معيشياً ونفسياً, بل ستغيب وتختفي, الألفة والمودة, في هكذا يوم ومناسبة سعيدة, ولم تبقى وتتبادر في خياله, إلا مشاهد من الذكريات الجميلة والطيبة لهذا اليوم.