أنتم السبب..هكذا يقال لنا، ولهم الحق لأننا ثرنا بلا رؤية للمستقبل، وغضبنا دون إدراك للخطر المحيط بالمنطقة، ومع ذلك، لم يكن لنا يد في إيصال البلد إلى الجحيم. من أوصل البلد إلى الجحيم جماعات وأحزاب غدرت بتطلعات الشعب وباعوا الثورة في عز ربعيها بنصف حكومة، وذهبوا مع رأس النظام للإنتقام من الشباب بالإنقلاب على الجمهورية. بلا شك، ثرنا ضد الواقع الكئيب، وحلمنا بغد أفضل، وللأسف الشديد تاهت خطواتنا، وتكالب الذئاب على أحلامنا الوردية، وفي النهاية، عاش المتسلقين على اكتافنا، ومات أغلبنا قتلا وجوعا وقهرا وتشردا. في الأخير، فقدنا كل شيء، الدولة والأمن والحريات والممتلكات والمدخرات والحياة الكريمة، وعصفت بنا الحرب إلى رصيف النسيان وجعلتنا أهدافا لبنادق المأجورين في متاهات التشرد ومرافئ الأحزان. المؤلم الآن وبعد أربعة أعوام من نكبة الحرب أينما وليت وجهك تلاحقك لعنات العوام، وتنهشك ألسنة النخب التافهه، وذنبك الأوحد صدق الخروج في عز الخريف بحثا ربيع الحياة والحريات.