بات الناس اليوم يبحثون عن هويتهم الضائعة تحت ركام المصطلحات ، ثورة ، وطن ، انفصال ، تحرر، تغيير وغيرها الكثير ، لم يدركوا يوماً أنهم كل ما غاصوا تحت هذه الأقنعة و إن بدت لامعة في أعين الكثيرين بأنهم يحفرون قبور هويتهم بأيديهم ، ويبدوا أنهم نسوا أو تناسوا بأن ما يقومون به جميعهم هو ما نهانا عنه الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه حينما قال إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدى ، ولكنى أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها فتقتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم . عذراً رسولي فإن قومي قد نسوا أو تناسوا قولك إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين ، لتأكد لنا قبل غيرنا بأن وحدة القلوب و الإيمان بك هي ما يجب أن نتوحد عليها قبل كل شيء و أن ما دون ذلك ضياع . عذراً خليفتي أبا بكر ، فرجال اليوم نسوا أو تناسوا بأن المبادئ تموت عليها الرجال ، ، فصحابة رسولك لم يجاهدوا في سبيل دماء سالت أو ظلم استمر لعقود أو حتى لتغيير هيكلية دولة ، كان جهادهم فقط لحق تركه المرتدون كانوا يأدونه لرسول الله ليعلنها خليفته ( و الله لو منعوني عقالا كانوا يأدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه ) .
عذراً فرجال اليوم ينادون و الله لو أعطونا عقالاً لوقعنا على اتفاقيات الشرق و المغرب ، حقناً للدماء هم نسوا أو تناسوا أن صحابياً استشهد في تلك المعارك خير من ساحات التغيير ، و التحرير و الحراك وغيرها الفرق بيننا وبينهم بأنهم كانوا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، ولم تأخذهم في الله لومة مبادرة خارجية أو حتى داخلية . عذراً ليلة القدر ، فكما غاب تحديد يومك عن رسول الله بسبب اختلاف إثنين ، فإنك تغيبين اليوم عن الملايين إلا من رحم ضاعت بينهم أقل الروابط الإنسانية ناهيك عن الروابط الدينية تحت دعاوي الطائفية و العرقية و الشللية . ولا زال عقلاءنا يدعوننا للجنون ولا زلت أدعوا نفسي بأن تعقل . عذراً جميعكم فلست أهوى أحداً منكم ، فنفسي أولى بأن أثور عليها ، و أعلن إنفصالي عن كل هوىً يقودني للضياع معكم أو بدونكم و أن أوحد جميل أقوالي بأفعالي خير لي من أن أوحد أرضاً جامدة ضاع في تعريفها الكثيرون ، عيد أتانا ولسان حاله يقول عيد بأي حال عدت ياعيد تصبحون على عيد ،