بالامس وبينما كان الانتهازيون في حزب المصالح والاطماع على ظهر موجة التغيير السلمي الحضاري المدني، لم نكن نرى او نسمع عن الحوثيين في وسائل اعلام حزب الاصلاح سوى كل خير ولطالما وتغنوا باخلاص الحوثيين للوطن وعشقهم لكل ذرات ترابه، وعن شجاعتهم واستبسالهم في الدفاع عن الحق والتصدي للجور والغبن، الى جانب اعترافهم الصريح بان الحوثيين قد تعرض لأيما ظلم وضيم من قبل نظام صالح، وانه قد آن الاوان للاقتصاص لهؤلاء المظلومين من صالح وعشيرته .. وطلع علينا قائد الجناح القبلي لحزب الاصلاح الشيخ صادق الاحمر وهو في غاية الندم على ما صدر منه وافراد قبيلته ضد الحوثيين مدعيا ان صالح قد غرر بهم وزجهم في الحرب ضد الاصحاب وقال ( الحوثيين بيض الله وجوههم خلونا نفهم ان علي عبدالله صالح وجهنا فوق اصحابنا وكان يريد يضرب عصفورين بحجر وهذه غلطة وانا اعترف بها بنفسي) وتحدث قائد الجناح العسكري لذات الحزب الجنرال علي محسن الاحمر عن جور تلك الحرب وبشاعتها مبديا استعداده بصفته القائد الفعلي للحرب لتقديم الاعتذار للحوثيين عن ما بدر منه من اعمال قتل وبربرة في صعدة .. وما بين هذين التصريحين للقادة الكبار جاءت أسراب الاعترافات وسيول الندم من قبل القادة الصغار على ما حل بالحوثيين في ظل حكم صالح، وفتق كتابهم الاقلام والحناجر، ولكل منهم اسلوب وطريقة في جلد صالح بسوط صعدة والحرب الظالمة على الاخوة والاصحاب وبني العمومة.. كانوا يتوددون ويبتسمون في وجه كل من يقابلهم من الحوثيين، بل ويكنسون الخيام ويغسلون الملابس، ويقبِلون على كل الاطياف السياسية والفكرية ويقبَلون بكل الشعارات والاغاني، الى ان جاء الحادث الذي غادر بموجبه صالح اليمن حافي القدمين كما وعد الشيخ صادق الاحمر..وتلك هي نقطة التحول الخطيرة في نهج وتعامل الاصلاحيين مع باقي المكونات الثورية، اذ اطمئنوا حين ذاك ان صالح قد مات وانهم الوريث الشرعي للاب غير الصالح، ومن هنا بدأت مسيرة التنكر للجميع واصدار تهم التخوين والعمالة والجاسوسية (والفلفة ) لكل شاب حر مستقل برأيه ومتمسك بهدف بناء دولة المساواة والعدالة والمدنية .. لم يتوقفوا عند ذلك بل وصل بهم الامر ان اقاموا السجون والمعتقلات في ساحات الثورة، وغيبوا كل شباب الثورة المستقلين في غيابها، وذهبوا بالعصي والهراوات والاسلحة البيضاء الى خيام الشباب المحسوبين على الحوثيين، واجلوهم بالقوة .. والى حجة سارت مليشياتهم تتبع الحوثيين في حرب سياسية بحته ، فقط ارادوا بعد ان وصلوا للسلطة بالسلامة التخلص من تعهدات ووعد قطعوها للجميع وما كان منهم الا ان شنوا الحرب على الشريك الاكبر في الثورة وفي الوطن، معلنين عن الاستمرار في ابتزاز الجوار بالحوثية .. لا غرابة في نظر البعض -سيما المتتبعين لمسيرة هذا الحزب الهائم بالسلطة- من تصرفاته وفعاله، فذلك بتقديرهم (عهر) السياسة، غير ان الاغرب من الخيال ويسمى ان جاز التعبير( وقاحة) ان تُمنشت صحف حزب الاصلاح ومواقعها الاخبار بعنواين صفراء كوجوههم المزيفة .. تفيد صحفهم اليوم نقلا عن صحف سعودية بان ثمة مخططات حوثية لا سقاط صنعاء وعدن وتعز بيد جماعات الحوثي، وبان تلك الجماعات تتلقى تدريبات مكثفة في معسكر الحرس الجمهوري في منطقة (صباحة) من اجل هذه المهمة، اما المصادر التي كشفت عن هذه المخططات الخطيرة حسب ما جاء في الصحيفة فهي أجهزة استخباراتية إقليمية ودولية .. يالله لوقاحة هذه الصحف ورخص اصحابها، وكم هم بلا كرامة وبلا انتماء وبلا هوية .. كيف لرجل رشيد او حتى طفل ان تنطلي عليه حكاية المخططات وخلايا التجسس، وكيف لصالح ان يدرب الحوثيين ويمدهم بالمال والسلاح ويعلمهم فنون القتال، وهم الذين لقنوه وجيشه اقسى الدروس في ستة حروب آثمة ؟ اي سخف وصلوه هؤلاء، وماذا يظنون الناس ..حمقاء او اغبياء او مثلهم بلا كرامة ؟