بصفتنا قد درسنا الصحافة من منابعها الأصلية وطبقنا فنونها بإشراف أفضل الأساتذة فيمكنني القول حينها ؛ أن أخبارهم ( وتعرفون من أقصد بالضبط ، إذ لا داعي ل الشرح ) لا تعدو أن تكون عبارة عن مخادعة كلامية وتحوير وتغيير للأحداث لا تمت ل الحقيقة ب صلة ، بل لا أساس لها من الصحة في غالب الأحيان . وقد تصل إلى حقيقة الحدث الأصلي من مصدر آخر لا يتبع سياستهم ولو بعد مدة من قراءة الخبر المفبرك، حتى تتكون لديك قناعة أن ما تقرأه من أخبارهم هو خلاف الحقيقة دوماً، وهذه القناعة تسعفك بها الأيام ولا تأتي إلا بمعرفة أسلوبهم في الفبركة والخداع. إن هذا المسلك المشبوه تقوم عليه الدعايات المضادة من إطلاق الشائعات والأقاويل والبروباغندا ، وهي علم أتقنه أهل الباطل لقلب الحقيقة ومحاربة الحق وأهله، ولا يتورعون في الوصول إلى أهدافهم الدنيئة باستخدام الكذب والتلفيق والتزوير. يعمدون إلى اختيار الظروف والأجواء المناسبة والبيئات النفسية والفكرية و الاجتماعية الجاهلة لبثّ سمومهم، والبسطاء المساكين يصدقون سريعاً ذلك الإفك، فينسخونه ويتناقلونه بينهم شفاهًا أو عبر مواقع ومنصات التواصل والاجتماعي ، ف يكونون خير معين ل الأفاكين الكاذبين من حيث لا يشعرون . بعض النفوس التي حباها الله بفطرة سليمة ، حتى وإن لم تكن تتبع تياراً معيناً، أو اتجاهاً سياسياً محدداً فإنها سريعاً ما تنكر بفطرتها وفراستها الأخبار الكاذبة، وتقف حيالها موقف العارف المنتبه. في الختام : لا أوصيكم بمصادر محددة لتلقي الأخبار فلكل شخص ما يحب ويفضل ويشتهي، بقدر ما أوصيكم بالانتباه لألاعيب هؤلاء الشياطين النشطين المشيطنين للحق وأهله، المأجورين، وليكن لكم نور وبرهان من الأثر الذي يقول : ( المؤمن كيّس فطن ) . هداني الله وإياكم إلى طريق الهدى والحق، وجعل لنا فرقاناً لنميز الصدق من الباطل، وألا نكون إمعات تتبع القطيع أينما سار، وتسبح مع الموجة أنى اتجهت .